افتتاحية العدد 6

تحميل الملف: الافتتاحية العدد 6

في زمن الاعتقاد بنسبية الحقائق، وانفلات النص من كل قيود، تصبح “الهرمنوطيقا” من العلوم الضرورية، التي لا بد من دراستها ورصد حركتها. وهذا العلم الذي يعتبر قديما قدم النص نفسه، أخذ وجهة أكثر راديكالية منذ القرن السابع عشر، عندما قام الباحث المعروف “شلايرماخر” في تطبيقه على النص المقدّس بوصفه “فن الفهم والاستيعاب”، وتطوّر الأمر من بعده إلى أن أصبحت “الهرمنوطيقا” أداة لمكافحة الاسطرة في الكتب الدينية.

ولكن هذا العلم الوافد إلينا من الغرب، والذي يحاول أن يأخذ حيّزًا في عقلنا وثقافتنا، هل يصلح ليكون من جملة العلوم التفسيرية عند المسلمين؟ السؤال وان كان يبدو صعبا، إلا أنه لا بد من طرحه بعد بروز هذا الاتجاه في أكثر من مكان في العالم الإسلامي؛ حيث أصبحنا اليوم نرى أسماء لامعة تتعاطى مع هذا القطاع المعرفي الوافد، وتحاول أن تفرض سطوته على العقل الإسلامي، علمًا أن مثل هذا السؤال لا بد أن يقترن مع أسئلة أخرى تطال الحقل المعرفي الذي سيعمل عليه هذا العلم، فالباحث عن المعرفة لا بد له من طرح أسئلة أوليّة ينبغي الإجابة عليها، ومن هذه الأسئلة على سبيل المثال:

هل يشبه القرآن الكريم الكتب السماوية الأخرى من ناحية الوجه التاريخي؟ وبالتالي، دراسته وفق مناهج وفلسفات النقد التاريخي؟

وهذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر: إذا كانت الكتب السماوية الأخرى، ونتيجة تموضعها في التاريخ، قد أدى ذلك إلى وجود بعض الدخائل على النص، وبالتالي لا بد من القيام بدراسات لمعرفة الذاتي والعرضي فيها، فهل هذا الأمر ينطبق على النص القرآني؟

كما أن بنية النصوص الدينية، والحقول التي تغطيها، تفرض علينا أن نتساءل عما إذا كانت النصوص الدينية تتناول نفس المساحات المعرفية؟

وهل النص الديني المقدس قابل لأسئلة لا متناهية من جانب المفسر والمؤول؟ وإذا كان الأمر ليس كذلك فما هو الحد الذي يقف عنده التأويل؟ وإذا كان النص الديني قابلا للتأويل فمن هو المخوّل للقيام بهذا الأمر؟ فهل تترك للتجربة الدينية الشخصية، وبالتالي نصل إلى التأويلات لا متناهية للنص الديني؟، أم يحال الموضوع إلى الراسخين في العلم، المدركين للمحكم والمتشابه، وأسباب النزول…

أسئلة كثيرة تطرح، سنحاول في هذا العدد أن نبدأ بتناول ما يمكن تناوله من الإجابات عليها، مفسحين المجال لهذه الفكرة أن تناقش بشكل علمي رصين؛ ولذلك نقدم للقراء عددا من الدراسات حولها، وهي:

  • “ماهية الهرمنوطيقا” للشيخ “أحمد واعظي”، ويعد هذا البحث مدخلًا منهجيًا لفهم الهرمنوطيقا. حيث قام الباحث بملاحقة هذا العلم منذ لحظة انبثاقه في الفكر الإنساني، وصولًا إلى يومنا هذا؛ لذلك بدأ بحثه بالحديث عن البعد اللغوي “للهرمنوطيقا”، متناولا جذر هذا المصطلح في الحضارات القديمة لا سيما اليونانية، ثم انتقل إلى تعريف هذا العلم، وكيفية تطوره منذ القرن السادس عشر حتى “فريدريك أرنست شلاير ماخر”، الذي كان ينظر إلى “الهرمنوطيقا” كفن يشتمل على جملة قواعد تفسيرية محددة، ثم انتقل للحديث عن هذا العلم عند “هيدغر” و “غادامر”، ليختم البحث بعد ذلك بالحديث عن أثر “الهرمنوطيقا” في العالم الإسلامي.
  • الموضوع الثاني: الذاتي والعرضي في النص” للدكتور “علي رضا قائمي نبا”، الموضوع الرئيسي لهذا البحث هو قضية تعدد القراءات واختلافها، ارتكازًا على التفكيك بين الذاتي والعرضي في النص. ويشتمل البحث على ثلاث خطوات تأسيسية: في الخطوة الأولى: يقسم الباحث اختلاف القراءات إلى كلي وجزئي، وفي الخطوة الثانية: يناقش جانبًا من طروحات “الهرمنوطيقا” الفلسفية عند “غادامر”، أما الخطوة الأخيرة: فيخصّها الباحث لآراء المفكرين الإيرانيين.
  • أما الموضوع الثالث، فهو “الهرمونطيقا والنص الديني” للمفكر الإيراني “محمد مجتهد شبستري” فقد تطرق فيه إلى مراده من مفردتي النصوص الدينية و “الهرمنوطيقا”، وأشار إلى أهمية موضوع البحث. ثم تعرض لملابسات ولادة المنهاج التفسيرية في العالم المسيحي، مركزًا من بينها على نظرية التمثيل والرمزية، بعد ذلك سلّط الأضواء على منهج النقد التاريخي والفلسفي وتوظيفه في تفسير النصوص الدينية، أو المسوغات النظرية التي تستند إليها هذه المناهج، ملمحًا إلى ما ينجم عن استخدامه من آثار.

وفي القسم التالي من الدراسة عرض المؤلف باختصار لخمس قضايا أساسية في تفسير النصوص الدينية. وفي الختام أشار إلى نظريات تتصل بتوقعاتنا من النصوص الدينية، وما تكتنفه هذه النظريات من قضايا وإشكاليات.

  • والبحث الأخير في الملف هو “ابستمولوجيا النص” للدكتور “علي رضا قائمي نيا”، ويتطرق الباحث فيه إلى إمكانية قيام معرفة بالنصوص الدينية، وإذا كانت ممكنة، فما هي ماهيتها؟

هذا وقد تناول عدد المحجة فلسفة السهروردي، من خلال بعض الأبحاث التي ألقيت في ندوة السهروردي في دمشق. على أن تخصص المجلة في كل عدد من أعدادها قسمًا خاصًا للدراسات والأبحاث، لا سيما المتعلق منها بالفلسفة الإسلامية ابتداء من هذا العدد.

 

نقد السهروردي لمنطق المشائين

تحميل البحث: نقد السهروردي لمنطق المشائين- د.خنجر حمية

يستعرض الكاتب في هذا النص موقف السهروردي في حكمة الإشراق ونقده لها. وهو يؤكّد أن فيلسوفنا لا يرفض المنطق بشكل عام، إنما حاول أن يقوم بما قامت بها الأفلاطونية المحدثة من ردم بعض الثغرات الموجودة في المنطق الأرسطي كما أراد أن يظهر عدم كفايته كأداة للوصول إلى معرفة حقيقية، وعجز كثير في أنساقه وضوابطه عن إنتاج اليقين، واحتوائه على كثير مما لا حاجة له ولا فائدة منه ولا منفعة فيه، من التصورات والأفكار والمفاهيم، واكتفائه برسم طرق المعاني، وبيان وسائل تحصيل الاعتقاد بالفكر، وهو عندهم أدنى مراتب المعرفة وأخسّ درجات العلم؛ ولأنه لا يولي المعرفة الناتجة عن استشراف الحقيقة الكونية استشراقًا روحيًا، واكتناه الوجود اكتناهًا جوّانيًا، ولا يعير تنور النفس بإشراق الحقائق وهو أعلى مراتب العلم اهتمامًا.

دراسة في مسألة الشر والآراء المختلفة فيها

تحميل البحث: دراسة في مسألة الشر والآراء المختلفة فيها- علي الحاج حسن

تعتبر مسألة الشر من أقدم المسائل الفكرية التي طرقت أذهان المفكرين والعلماء، باعتبارها مسألة حسّاسة عانت البشرية من مشكلاتها المختلفة.

فما هي حقيقة الأمور التي نعدّها من الشرور؟ وهل الشر والخير  حقيقة واحدة؟ أم أن الشر حقيقة متفاوتة بالكامل عن حقيقة الخير؟ وهل مصدريهما واحد؟ هل يتلاءم وجود الشرور مع الاعتقاد بأوصاف الباري تعالى أمثال العدل الإلهي، والحكمة الإلهية…؟ وهل يمكن الإصرار على أن نظام العالم هو النظام الأحسن في حال الاعتراف بوجود الشرور؟ والى ما هنالك من الأسئلة التي أوجدت مشاكل جمة في وجه الاعتقادات العامّية للبشر، وعلى مستوى التوجّهات الكلامية، والمنطقية، والفلسفية للمفكّرين.

حكمة الإشراق وجدلية الأنساق

تحميل البحث: حكمة الإشراق وجدلية الأنساق- الشيخ شفيق جرادي

يسعى هذا البحث إلى تحويل الفيلسوف العارف في شخصية فلسفية تدرس لذاتها، إلى سؤال فلسفي يحاول أن يجيب على أسئلة محايثة، تلحّ على عقل الإنسان في الظروف الراهنة.

من هنا، قام الباحث بتقسيم بحثه إلى لمحات ثلاث: جدلية “فلسفة النور”، وإشراقية السهروردي، والمنهج.

بين السهروردي وملا صدرا

تحميل البحث: بين السهروردي وملا صدرا- د.طراد حمادة

مدار هذا البحث الإجابة عن سؤال لطالما عمل الباحثون في الشأن الفلسفي على تفكيك رموز الإجابة عليه. فهل الحكمة المتعالية استتباع لمدرسة الإشراق، أم أنها فلسفة مستقلة بذاتها؟ وعليه، يسعى هذا البحث إلى إقامة مقارنة بين “شيخ الإشراق” و “حكيم شيراز”، تغوص إلى مصادر فلسفة كل منهما؛ ليكشف عن الدرر الكامنة في بحر تبارى مؤرخو الفلسفة على وضع ترسميته العامة، باعتبار “ملا صدرا” من مدرسة الإشراق.

المصطلح في فلسفة السهروردي الإشراقية

تحميل البحث: التجربة الايمانية

المصطلح الفلسفي عند المسلمين، لم ينحُ بنفس الاتجاه الذي سارت عليه الفلسفة اليونانية، وإذا كانت الحضارة الإسلامية قد استفادت من تلك التجربة، إلا أنها لم تستنسخها، إنما عملت على تسويغها وجعلها جزءً من النسق الفكري؛ لذلك سيحاول هذا البحث تتبّع تكوين المصطلح الفلسفي وصولاً إلى السهروردي عبر نماذج محدّدة.

ماهية الهرمنوطيقا

تحميل البحث: ماهية الهرمنوطيقا- احمد واعظي

تعريب: حيدر نجف

شغلت الهرمنوطيقا في القرون الأخيرة مكانة خاصة في الفكر الإنساني كعلم أو خبرة مستقلّة. ويعكف اليوم العديد من المفكرين البارزين على البحث والتنقيب في هذا المضمار، مضافًا إلى أنّ الهرمنوطيقا استطاعت خلال القرن العشرين فرض معطياتها على جميع الأصعدة المعرفيّة، كالفلسفة واللاهوت والنقد الأدبي والعلوم الاجتماعيّة وفلسفة العلم، والتأسيس لأسئلة وبحوث جديدة في هذه الحقول.

الهرمنوطيقا والنص الديني

تحميل البحث: الهرمنوطيقا والنص الديني- محمد مجتهد شبستري

تعريب: حيدر نجف

إنّ فهم النص ومعنى النصّ مقولتان مختلفتان وليستا شيئًا واحدًا. كلّ معنى يجب أن يُفهم؛ ويغدو تفسير النصّ أمرًا ضروريًّا إذا ما اكتنفه غموض أو إبهام. فحين يواجهنا غموض ونحن نطالع النصّ، نجد أنّنا لا نستطيع التواصل مع معنى النصّ، وحينئذٍ تبرز الحاجة إلى تفسيره ليحصل التواصل مع معناه. ويحصل الغموض عادة حينما يتفاوت أفق فهم المعاصرين لظهور النص وتصوّراتهم للإنسان العالم عن أفق فهم مفسّريه ممّن عاشوا في أزمان لاحقة.

الذاتي والعرضي في النص (دراسة حول تعدد القراءات من زاوية هرمنوطيقية)

الذاتي والعرضي في النص- علي رضا قائمي نيا

تعريب: حيدر نجف

الموضوع الرئيسي لهذا البحث هي قضية تعدد القراءات واختلافها، ارتكازاً على التفكيك بين الذاتي والعرضي في النص. ويشتمل البحث على ثلاث خطوات تأسيسية: اختلاف القراءات إلى كلّي وجزئي وتحليل ذلك، ومناقشة جانب من طروحات الهرمنوطيقا الفلسفية، وعرض لآراء المفكرين الإيرانيين تحت عنوان “اختلاف القراءات”.