متافيزيقا الخلود في الجنة والنار

ترجمة: علي الساحلي.

للوحي الديني منظورٌ خاص يُعنى بتحفيز الإنسان نحو خلاصه. من هنا يزوّدنا الوحي ببعض التفاصيل إلا أنه، في الغالب، يقدّم الخطوط العامة. أما إذا أحكم المِتافيزيقي هذه المفاتيح العامّة، وأسّس على أن الرحمة تسبق الغضب، وتسعُ كل شيء، وأنّ ما سوى الله نسبيّ، ولا يبقى سوى وجهه سبحانه، فإنه يستنتج أن الوجود الأخروي – بل كل الوجود الإطلاقي – لا بدّ أن يصل إلى حالةٍ من الاندماج والفناء في المبدإ الأول.

هنا تشكّل نقطة التقاء بين الأديان الإبراهيمية، التي تقول بخضوع الوجود لمسار طوليّ يبدأ بالخلق وينتهي بالرجوع النهائي إلى الخالق، وبين الأديان البرهمانيّة – البوذية التي تقول إنّ الوجود حركة دوريّة يتعاقب عليها البسط والقبض الإلهيين.

أهميّة تحديد السياق في الكشف عن الرمز الديني

إنّ الرمز – كلفظ لغوي – يستخدم في إطار أدبي بلاغي، وأصله الصوت الخفي الذي لا يكاد يُفهم. وهو يستخدم تارة لإخفاء الدال، وإلباسه قالبًا من السريّة والغموض، وتارة لإضفاء قدسيّة على المدلول. وقد صوّر الله تعالى لنا بعض مواقف يوم القيامة، كالصراط والميزان والجنّة – بما هي مكانٌ لخلود المؤمنين خاصّة – بأوصاف عديدة، منها: أنهار من لبن وعسل، ومساكن طيّبة، وغيرها، وفصّل في بعض ما يناله المقرّبون في الدار الآخرة. ولاحقًا، أصبحت هذه الأوصاف رموزًا للنعيم الذي يناله هؤلاء، وحافزًا للآخرين إلى عمل الخير الذي يوصلهم إلى هذه الدرجات. فالرمز، لكي يؤدي الدور الذي سيق لأجله، على المتتبّع أن يدرسه ضمن سياقاته الخاصّة، من ظروف القائل والمتلقّي الثقافيّة والبيئيّة وغير ذلك.

وقد صوّر الله تعالى لنا بعض مواقف يوم القيامة، كالصراط والميزان والجنّة – بما هي مكانٌ لخلود المؤمنين خاصّة – بأوصاف عديدة، منها: أنهار من لبن وعسل، ومساكن طيّبة، وغيرها، وفصّل في بعض ما يناله المقرّبون في الدار الآخرة. ولاحقًا، أصبحت هذه الأوصاف رموزًا للنعيم الذي يناله هؤلاء، وحافزًا للآخرين إلى عمل الخير الذي يوصلهم إلى هذه الدرجات. فالرمز، لكي يؤدي الدور الذي سيق لأجله، على المتتبّع أن يدرسه ضمن سياقاته الخاصّة، من ظروف القائل والمتلقّي الثقافيّة والبيئيّة وغير ذلك.