أقصى بعض المشتغلين في المعارف الدينية، بتأثير من التأويل المِتافيزيقي، أهمّية الجسد وعلم الطبيعة، ما حرم المعرفة الدينية من مواءمة بين عالمي البدن والروح، وجعل نظريّة الانخلاع (عن الفطرة الأولى) شرطاً أساساً لفهم مباحث المعاد. بيد أنّ النظرة إلى الدنيا بما هي شأن من شؤون الآخرة، ومعلمٌ من معالم القدرة الإلهية في الخلائق، ومستودع بذور الوجود المصيرية على أساس من خيارات المعرفة والإرادة، يبيحُ لنا فهماً أعمق للشريعة، وللمعرفة المعادية التجاوزية، في مصالحة بين الروح والبدن عنوانها النور المنبلج بين طيّات الطين، وفي دفعٍ نحو قيم الآخرة يربط الإنسان بالأرض التي استُخلف عليها.
الوسم: الفطرة
آية الاستخلاف: قراءة مقارنة بين تفسيرين
تحميل البحث: آية الاستخلاف
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾
هذه الآية هي من الآيات التي شكّلت محورًا مهمًّا للمفسّرين والمفكّرين، وارتبطت بأبعاد عقائدية، وأسئلة كونية، ترتبط بالإنسان ووجوده ومصيره، وتعدّدت الاتجاهات في تفسيرها، وانطلق كل مفسّر من أسئلة مُسبقة لديه ليستنطق الآية عن إجابات يطلبها ويسعى ليكوّن من هذه الأجوبة أسسًا يبني عليها منظومته الفكرية.
وسوف نسعى في هذه المقالة في دراسة اتجاهين في تفسير هذه الآية، لكل اتجاه رؤيته التي انطلقت من خلال ما أراد علاجه من خلال النظر في هذه الآية والأسئلة التي كان يطلب إجابات عنها.
الحداثة وإشكالية فهم النصوص الدينية
تحميل البحث: الحداثة وإشكالية فهم النصوص الدينية- دكتور احد قراملكي
ترجمة: دلال عباسhttp://al-mahajja.org/author/dalal-abbass/
للعقل دور أخلاقي في فهم النص الديني بطريقة الإبطال، أي أنه يبين أي تفسير هو غير مناسب ومرفوض، لكنه لا يعين بصورة دقيقة أي تفسير مناسب ومرجح، لذلك لا بد من التمسك بمنهجية خاصة لمواجهة التعددية الحداثوية، وإذ لا يمكن إنكار “بيئية” فهم النصوص والتعددية الناتجة عنها، فإن من الضروري توفر مواجهة ممنهجة لتعدد الأفهام وتنوع الطرق.. المنهجية الحصرية وينتج عنها أمور مرفوضة، لكن عبر التعدد المنهجي (العبر مناهجية) يمكن أن تحل الإشكالية.