وجوه استفادة العلوم الإنسانيّة من علم الكلام الإسلاميّ

ترجمة: هواري الجزائري

يطرح هذا الحوار ضمن قسمين: يتناول القسم الأوّل أصل قضيّة العلاقة بين علم الكلام والعلوم الإنسانيّة، أو بتعبير آخر، مساعدة علم الكلام للعلوم الإنسانيّة؛ وأمّا القسم الثاني فيختصّ بطريقة تطبيقات هذا البحث، ويحتوي على  عرض قائمة من تفاصيل مواضيع علم الكلام التي يمكن أن تؤثّر في الفروع والاتّجاهات المختلفة للعلوم الإنسانيّة، وتؤثّر في موقف علم الكلام من سائر العلوم.

الشّجرة والإنسان رموزيّة تشابهات وتعالقات وتفاعلات

يعرض الكاتب رمزيّة الشجرة بما جسّدته في الثقافات القديمة والحديثة. فهي التي توحّد الأضداد، وتربط السافل بالمتعالي، وهي العالم الحيّ المتجدّد باستمرار. وهي التي غلّفت بوجودها كينونة الإنسان من المبتدأ إلى المنتهى، وتلبَّست حياته بها من أوَّل الخلق إلى آخر مراحل وجوده. كما ترمز أغصان الشّجرة – برأيه – إلى المجتمعات، وترمز أوراقها وثمارها إلى الحياة الجميلة والمتألّقة والهانئة. وترمز شجرة الحياة أيضًا في الأديان إلى مصادر البركة العظيمة في حياة الإنسان، وإلى الفردوس والحياة والمعرفة.

الجذور الإلهية للحبّ الإنساني

ترجمة: محمد علي جرادي

يستعرض ويليام تشيتيك في مقاله نظرة ابن عربي للمحبّة في تفسيره الحديث القدسي: “كنت كنزًا لم أعرف فأحببت أن أُعرف، فخلقت الخلق، وتعرّفت إليهم فعرفوني” الوارد في كتاب الفتوحات المكيّة. هذه المحبّة لها فرعان: حبّ الله الذي هو أصل كلّ حبّ، والحبّ الإنساني المتمثّل بالأعدام المسمّاة بالأعيان الثابتة. حيث يرى ابن عربي أنّ الله لا يدرَك لذاته، لأنّ متعلّق الحبّ هو العدم، والله هو الوجود. وعلامة الإنسان الكامل في الحبّ الفقر الشامل الذي يدعوه لأن يحبّ كل الأشياء لأنّها تجلّيات الحقّ تعالى.

In this article, William Chittick presents Ibn ʿArabī’s view on love as displayed in his al-Futūḥāt al-makkiyya wherein he explains the divine saying, “I was a treasure that was not known, so I loved to be known. Hence I created the creatures and I made Myself known to them, and thus they came to know Me.” This love has two roots: divine love that is the origin of all love, and human love of nonexistents (aʿdām) or immutable entities (aʿyān thābita). For Ibn ʿArabī, God in His essence is unknowable because love is attached to nonexistent things, whereas God is existence itself. The sign of the Perfect Man’s (al-insān al-kāmil) love is absolute poverty (faqr) that causes him to love all things for being self-disclosures of the exalted Real.

نزعُ القداسة عن المعرفة في الغرب

تحميل البحث: نزع القداسة عن المعرفة في الغرب

ترجمة: محمود يونس http://al-mahajja.org/author/mahmoud-youniss/

وصلت عملية العلمنة ونزع القداسة في الغرب إلى معقل المقدّس نفسه – وهو الدين – بعدما استطاعت إخضاع المعرفة واللغة والتاريخ بعقلانية وطبيعانية خنقت الروح وحجبت العقل. وقد بدأت العملية قديماً في اليونان مع فقدان الروحية الرمزية وبروز العقلانية والتشكيكية وغيرها، ولَئن احتفظت اليونان، مع ذلك، بإرث حكميّ إلهي، فقد تمّ صرفهُ إثر الصراع الذي قام بين الهيلينيّة والمسيحية. ثمّ كانت قطيعة كبرى مع المقدّس عندما أحال ديكارت الأنا الفردية إلى محور الواقع بعد فصلها عن الوحي وعن العقل وهما مركز الثبات في الكون. وأخيراً استطاع هيغل، بعدما مهّدت له شكوكيّة هيوم ولاأدريّة كانت، أن يقوِّض هذا المركز تماماً مختزلاً الكينونة إلى صيرورة والحقيقة إلى عملية زمنية والعقائد المِتافيزيقية الجليلة إلى ‘فكر‛ دنيوي مُقوَّضٍ ومُبتذل.

Desacralization has reached the center of the Sacred itself – i.e. religion – after knowledge, language and history were subordinated through a naturalism and rationalism which strangulated the spirit and concealed the intellect. The process started in ancient Greece with the loss of spiritual symbolism and the appearance of rationalism and skepticism.

If Greece kept a Divine sapiential heritage, then it was discarded upon the strugglebetween Hellenism and Christianity. Then came a major chasm with the Cartesian emphasis on the perceptive ego, and its separation from revelation and the intellect, the two sources of permanence in the universe. Finally, Hegel could, after Hume’ skepticism and Kant’s agnosticism, undermine this center completely and reduce being into becoming, Truth into a temporal process, and the majestic metaphysical doctrines into deconstructed, inane earthly “Thought”.

المنهج، المنطق والمعرفة في الاتّجاه النقديّ لأبي البركات البغداديّ (2)

تحميل البحث: الاتجاه النقدي عند ابي البركات البغدادي 2

في معالجته للمنطق والمعرفة عند أبي البركات البغداديّ، يعدِّد الباحث المَواطن التي كان فيها للبغداديّ إسهامات وإبداعات؛ أوّلاً في المنطق ومن ثمّ في مسألة الإدراك العقليّ. ففيما يتعلّق بالمنطق الصوريّ، قال أبو البركات بنسبيّة المعرفة – بمعنى أنّ المعرفة بالأشياء تتفاوت بحسب ما ندركه منها كمالاً ونقصاً، لا بمعنى أنّه يعتبر المفاهيم والتصوّرات مجرّد أشباحٍ للواقع العينيّ –، وبأنّ الكليّات هي مجرّد أسماء لا حقائق، كما كان له نظرته الخاصّة للحدود والأسماء إذ اعتبر أنّ ما يُطلَق على الأشياء من حدودٍ تُعرّف بها، إن هي إلّا مواضعات نتّفق عليها، تتّسع مع اتّساع معارفنا. كذلك كان أبو البركات سبّاقاً في القول بإمكانيّة تركُّب القضيّة الحمليّة وارتباط ذلك بتعدُّد الحكم فيها.

          أمّا فيما خصّ مسألة الإدراك، فقد اعتبر أبو البركات التفرقة بين مدرَكات حسّيّة وأخرى عقليّة، وبالتالي، بين مدرِكٍ عقليّ ومدرِك حسّيّ، تفرقةً مصطنعة، تكبّدها المشّاؤون كيما يتفادوا القول بانقسام الصور العقليّة وانقسام النفس بنتيجته، فكان له رؤيته الخاصّة في هذا الشأن.

In dealing with logic and knowledge in Abu al-Barakāt al-Baghdadī’s oeuvre, Dr.Hamiyyeh recognizes where al-Baghdadī was capable of renovating and developing;

firstly, in logic and secondly in the issue of mental cognition. As to formal logic, Abu al-Barakāt believed in the relativity of knowledge – relative in that knowledge of things varies (in completeness) according to what we perceive of it, not that concepts are mere ghosts of an external reality –, and that universals are just names not realities.

He also had his own view concerning logical terms and names as he considered the terms we use to identify things to be only designations that we agree upon, and that these designations expand as our knowledge expands. Furthermore, Abu al-Barakāt was a pioneer when he proclaimed the [possibility of] composition in categorical propositions when more than a judgment is included.

المنهج، المنطق، المعرفة- في الاتجاه النقدي عند أبي البركات البغدادي

تحميل البحث: المنهج المنطق المعرفة

لم يأت نقد أبي البركات البغدادي للفلسفة المشائية في موقع المعاداة للفلسفة كفلسفة أو المعاداة للفكر اليوناني؛ بل هو نَقَدها من موقع الفيلسوف الذي رأى فيها انحرافاً عمّا وضعت له أصلاً، بعد أن أغرقت في الترميز والتعقيد واللغو اللفظي.

ويرتكز منهج أبي البركات في كل معالجة على ما يسمّيه بالمعرفة الأولية أو أوائل الذهن ولكن أيضاً على اعتبار أهمية ما ينتجه الوهم دونما تبخيس بدور العقل. ثم عندما يعالج المنطق الأرسطي فلا يقترف في معالجة فن المشاء بل هو يقرّ المنطق الأرسطي كما هو لكنه يعتبر أن المنطق لم يوضع لكلّ الناس.

منهاج رابي يوسف ألبو في أصول الدين

تحميل البحث: منهاج رابي يوسف البو في أصول العين- الدكتور مائير فاكسمان

رابي يوسف آلبو (1380-1444) أحد علماء اليهود البارزين الذي عاشوا في أسبانيا في النصف الأوّل من القرن الخامس عشر للميلاد. وقد اقترن اسمه بكتابه حول أصول العقيدة اليهوديّة. وفي هذا الكتاب يحاول آلبو تحديد الأصول والمعتقدات التي تميّز اليهوديّ عن غيره، ولا تنحصر تحديداته بالمعتقد وحده بل يسعى لبيان بعض ضوابط السلوك. وقد تأثّر بآلبو عدد من الأحبار والحاخامات اللاحقين له ونسجوا على منواله. وفي هذه المقالة، يحاول الكاتب بيان حدود تأثيره في غيره من الكتاب في العقيدة اليهوديّة.

أدب الرحلات عند يهود العصور الوسطى بين الأسباط العشرة المفقودين ورحلات السندباد البحريّ

تحميل البحث: أدب الرحلات عند يهود العصور الوسطى-دكتورة منى ناظم الدبوسي

تتوقّف قضيّة التفاعل بين الشعوب على مجموعة من العناصر أهمّها: التواصل الجغرافيّ، والتوصل المعرفيّ بمعنى وجود أرضيّة مشتركة من المفاهيم، وحرّية تسمح بانتقال المعرفة من جهة إلى أخرى وتوظيفها في إنتاج معرفة جديدة تعدّ ثمرة لهذا التفاعل. وقد كانت هذه العناصر جميعاً متوفّرة في البيئة الأندلسيّة ما سمح لليهود بالاستفادة من البيئة الإسلاميّة في تلك البلاد لإنتاج معرفة تظهر فيها عناصر مهمّة من هذا التأثر. وأبرز ما يمكن الإشارة إليه ممّا ورد في هذه المقالة استخدام العلوم اللغويّة العربيّة ومناهجها لإعادة إحياء اللغة العبريّة وفق أنظمة مستوردة ممّا ابتكره المسلمون في اللغة وعلومها.

نماذج من التفاعل الثقافيّ بين العرب واليهود في الأندلس

تحميل الملف: نماذج من التفاعل الثقافي بي العرب واليهود في الاندلس- دكتورة ليلى ابراهيم ابو المجد

تتوقّف قضيّة التفاعل بين الشعوب على مجموعة من العناصر أهمّها: التواصل الجغرافيّ، والتواصل المعرفيّ بمعنى وجود أرضيّة مشتركة من المفاهيم، وحريّة تسمح بانتقال المعرفة من جهة إلى أخرى وتوظيفها في إنتاج معرفة جديدة تعد ثمرة لهذا التفاعل. وقد كانت هذه العناصر جميعاً متوفّرة في البيئة الأندلسيّة ما سمح لليهود بالإستفادة من البيئة الإسلاميّة في تلك البلاد لإنتاج معرفة تظهر فيها عناصر مهمّة من هذا التأثر. وأبرز ما يمكن الإشارة إليه ممّا ورد في هذه المقالة استخدام العلوم اللغويّة العربيّة ومناهجها لإعادة إحياء اللغة العبريّة وفق أنظمة مستورة ممّا ابتكره المسلمون في اللغة وعلومها.

خيبة الحداثة قراءة في كتاب السوبر حداثة لحسن عجمي

تحميل البحث: خيبة الحداثة-قراءة في كتاب السوبر حداثة لحسن عجمي-حمو بوشخار

يقدِّم الناقد المغربي حمو بو شخار دراسة موضوعية لكتاب “السوبر حداثة” الصادر عن دار بيسان، 2005، بيروت.

ويوضِّح كيف أن السوبر حداثة تحاول الخروج من الحداثة وما بعد الحداثة. فالفكرة الأساسية لدى حسن عجمي مؤلّف “السوبر حداثة” هي أن اللامحدَّد يحكم الكون ورغم ذلك من الممكن معرفته؛ فمن خلال لا محدودية الوجود نتمكن من تفسيره. على هذا الأساس، يدعو الباحث اللبناني حسن عجمي إلى دراسة الأكوان الممكنة كما يشير الناقد حمو بو شخار.

فإذا ما نظرنا إلى الأكوان الممكنة مجتمعة ستبدو لنا أنها غير محدَّدة الحقائق، ولذا كان من الطبيعي الاعتماد على مفاهيم ما بعد الحداثة كمفهوم اللامحدَّد من أجل الوصول إلى الهدف الأساسي للحداثة ألا وهو المعرفة.