الموت وعالم الخيال: المعاد عند ابن العربي

ترجمة: محمود يونس

تشكّل مباحث “المعاد” ثالث الأصول في الإسلام السنّيّ بعد التوحيد والنبوّة. ويعالج الصوفيّون الباحثون في المعاد جانباً واسعاً من الموضوعات، وإن كان أهمّها مبحثا “الرجوع الاختياري” و”الرجوع الاضطراري”؛ ويُعنى المبحث الأول بسبيل إحراز الكمال المعنويّ في هذه الحياة، أما الثاني فبطبيعة الموت المادّي والقيامة الجسدية. ويتعرّض ابن العربي الكبير (توفي 638هـ؛ 1240م) لكلا المبحثين بسعة وغزارة، مهيّئاً المجال لكلّ من سوف يليه من المتصوّفة، والمتكلّمة والفلاسفة إلى يومنا هذا. سوف أحاول في هذه الورقة إجمال الخطوط العامة لبعض تعاليمه في الرجوع الاضطراري، مموضعاً المبحث في إطار الرؤية الشاملة لابن العربي.

العقل ومرجعيّته في العلوم الدينية

العقل في الروايات هو القوّة والقدرة على التحليل، وفي الفلسفة الجوهر المجرّد عن المادّة ذاتًا وفعلًا.

يساهم العقل في تحديد معيار لتشكّل العلوم الدينيّة إذ إنّها علوم متمحورة حول الدين، تابعة لطبيعة السبب الذي دعا إلى نشوئها، وبما أنّها إنسانيّة فللعقل فيها دور محوريّ، فهو يكشف عن حقّانيّة الدين الموحى من جهة، وحاضر في العلوم الاعتباريّة لجهة التحليل المنطقي لإثباتها من جهة أخرى.

وبما أنّ العلوم تنشأ نتيجة الحاجات وتتنامى بالتدريج، فصحّة المعرفة ترتبط بمطابقتها للواقع، وهذا هو عمل العقل.

Reason (ʿaql), when mentioned in narrations, is the capacity and ability to analyze, while in philosophy it is an abstract immaterial substance (jawhar mujarrad ʿan al-mādda) in essence (dhātan) and actuality (fiʿlan). In religious sciences, which revolve around religion and are subordinate to the cause of their existence, reason is one determining benchmark for these sciences’ formation. Since religious sciences belong to the humanities, reason has a pivotal role in them, demonstrating the validity of the revealed religion. In natural sciences, reason comes to the fore in logical analysis that seeks to prove the validity of these sciences. Since the sciences emerge out of certain needs and develop only gradually, the knowledge generated from them is valid insofar as it corresponds to reality, reason’s role lies here.

دائرة إمكان الاستفادة من الفلسفة الإسلامية في العلوم الإنسانية الإسلامية

يتشابه مسلك العالِم التجريبي والفقيه في العمل بالظنّ، فالمنهج التجريبي هو منهج ظنّي يؤدّي إلى نتائج ظنّيّة، وهو الأمر عينه الذي يعتمده الأصولي في كشف الحقائق.

ولأنّ العلم عين وجود الحقّ تعالى وموجود به، فهو بالتالي لا متناهٍ، يستفيد من العقل ليصل إلى اليقين في المسائل التجريبيّة. أمّا العلوم الإنسانيّة فتستفيد من الفلسفة بكونها أداة لتبيين أقسام الدين ودفع الشبهات الموجّهة إليها، كما أنّ الهدف من الفلسفة أن يعرف الإنسان نفسه وأنّه عين التعلّق والافتقار بالله.

The empirical scientist and the jurist are alike in that they both function on speculation (ẓann), the empiricist method is a method based on speculation and leading to speculative results. The jurist does the very same thing when seeking to uncover the truth. Because knowledge is the very existence (ʿayn wujūd) of God the Exalted and exists but through Him, it is infinite, and it makes use of reason (al-ʿaql) to achieve certainty in empiricist matters. As for the humanities, they benefit from philosophy because it is a tool that clarifies the different subdivisions of religion and answers the charges levelled against the humanities. Above all, the purpose of philosophy is man’s knowledge of himself: his essential poverty and need of God.

نزعُ القداسة عن المعرفة في الغرب

تحميل البحث: نزع القداسة عن المعرفة في الغرب

ترجمة: محمود يونس https://al-mahajja.org/author/mahmoud-youniss/

وصلت عملية العلمنة ونزع القداسة في الغرب إلى معقل المقدّس نفسه – وهو الدين – بعدما استطاعت إخضاع المعرفة واللغة والتاريخ بعقلانية وطبيعانية خنقت الروح وحجبت العقل. وقد بدأت العملية قديماً في اليونان مع فقدان الروحية الرمزية وبروز العقلانية والتشكيكية وغيرها، ولَئن احتفظت اليونان، مع ذلك، بإرث حكميّ إلهي، فقد تمّ صرفهُ إثر الصراع الذي قام بين الهيلينيّة والمسيحية. ثمّ كانت قطيعة كبرى مع المقدّس عندما أحال ديكارت الأنا الفردية إلى محور الواقع بعد فصلها عن الوحي وعن العقل وهما مركز الثبات في الكون. وأخيراً استطاع هيغل، بعدما مهّدت له شكوكيّة هيوم ولاأدريّة كانت، أن يقوِّض هذا المركز تماماً مختزلاً الكينونة إلى صيرورة والحقيقة إلى عملية زمنية والعقائد المِتافيزيقية الجليلة إلى ‘فكر‛ دنيوي مُقوَّضٍ ومُبتذل.

Desacralization has reached the center of the Sacred itself – i.e. religion – after knowledge, language and history were subordinated through a naturalism and rationalism which strangulated the spirit and concealed the intellect. The process started in ancient Greece with the loss of spiritual symbolism and the appearance of rationalism and skepticism.

If Greece kept a Divine sapiential heritage, then it was discarded upon the strugglebetween Hellenism and Christianity. Then came a major chasm with the Cartesian emphasis on the perceptive ego, and its separation from revelation and the intellect, the two sources of permanence in the universe. Finally, Hegel could, after Hume’ skepticism and Kant’s agnosticism, undermine this center completely and reduce being into becoming, Truth into a temporal process, and the majestic metaphysical doctrines into deconstructed, inane earthly “Thought”.

الفن الديني والروحانية الإسلامية

تحميل البحث: الفن الديني والروحانية الإسلامية- دكتور حسين نصر

ترجمة: طارق عسيلي https://al-mahajja.org/author/tarek-oussaili/

يطرح الباحث في هذه الدراسة سؤالاً حول مصدر الفن الديني وتحديداً الفن الإسلامي لجهة المبادئ التي أوجدته.

ويرى في الإجابة على السؤال أن الفن الإسلامي يرتبط بالرؤية الكونية التي جاء بها الإسلام، إذ العلاقة بين الفن الإسلامي والوحي الإلهي إنما هي نتيجة للعلاقة العضوية بين الفن والعبادة في الإسلام، بين التفكّر في الله كما أمر القرآن وبين الطبيعة التفكّرية لهذا الفن، بين ذكر الله الذي يشكّل الهدف النهائي للعبادة في الإسلام وبين الدور الذي يلعبه الفن التشكيلي والصوتي في حياة الفرد المسلم والأمة… ويخلص إلى الاعتقاد أن الفن ما كان ليقدر على تأدية وظيفة روحية لو لم تكن له علاقة وطيدة مع الوحي من حيث الشكل والمضمون.

الكلام الجديد وفلسفة الدين- رؤية في السّمات المائزة –

تحميل البحث: الكلام الجديد وفلسفة الدين- دكتور احد قراملكي

تعريب: حيدر نجف

يستعرض هذا البحث رأي السّلف في تعريف علم الكلام، ويرسم ثلاث صور لعلم الكلام الجديد، مقارنًا إياه بصورتين لفلسفة الدين. فيما يتعلق بفوارق الصورة الثانية عن الكلام الجديد، يشير المؤلف إلى خمسة مميزات، متابعاً بحثه بالتطرّق لجوانب أخرى من العلاقة بين فلسفة الدين والكلام الجديد، بعيدًا عن مواطن الافتراق والتمايز.

الانحصارية الدينية (مقاربة برهانية في نقد التعددية)

تحميل الملف: الانحصارية الدينية (مقاربة برهانية في نقد التعددية)

تعريب (عن الإنكليزية): طارق عسيلي

يحاول الكاتبان في هذا النص، نقد مفهوم التعدّدية الدينية كما رآها هيغ ليأكّدا من خلاله أن الإنحصارية لا تتميّز بقوة برهانها النقلي المستوحى من النص الإنجيلي، إنما تتميّز أيضًا بقوتها البرهانية العقلية التي تستند إلى الأدلة المستنتجة من العلم نفسه. فالإنحصارية برأي الكاتبين تقدّم أفضل تفسير لمجال واسع من الحقائق عن الله والوجود والإنسان، وهي إن لم تقدّم التفسير النهائي، إلا أنها تقدّم التفسير المرضي والأكثر عقلانية للبراهين المتوفّرة بأقل صعوبة.

 

القرآن هو العقل الوسيط

الوحي والنص  الموحى بين الله والإنسان

تحميل الملف: القرآن هو العقل الوسيط 

من قراءات عمرها خمسون سنة، والغوص في فضاء الدلالات القرآنية، ومحيطاتها وأعماقها، لاحظت تكثر الدال على ألفاظه، وهي ثابتة، حيّة، لا تموت؛ فيما يتغيّر بالقراءة العصرية معنى المجاز، ومعه يتغيّر توظيفُ الدال بتغيّر محيط الإنسان الحيوي، محيطه المعرفي، العقلي اللامحدود. فالقرآن الكريم محاط في خطابه الداخلي بدلالات جارية، نحاول في عصرنا لحظَ ألفاظها في حين من الوعي،كما هو الشاهد العقلي في كل حين من كل عصر.

 

الإسلام آخر الديانات وأولها -مميزاته الخاصة والكونية

تحميل الملف: الإسلام آخر الديانات وأولها -مميزاته الخاصة والكونية

تأليف: سيد حسين نصر(*)

ترجمة: محمد إسماعيل

كلّ دينٍ موحى، إما أن يكونَ ديناً عاماً للبشريةِ جمعاء، أو ديناً خاصّاً بقومٍ وزمانٍ محدّدين. ديناً عاماً من حيث احتوائهُ الحقيقة، وقدرتُه على استنباطِها، وديناً خاصاً من حيثُ إنّه يشدّدُ على مظهرٍ محددٍ للحقيقةِ، بشكلٍ يتجانسُ مع الاحتياجاتِ الروحيةِ، والنفسية للشريحةِ الإنسانيةِ، التي يتوجهُ إليها، ويخاطبُها بشكلٍ خاص.

(*) أستاذ كرسي في جامعة جورج واشنطن معظم كتاباته تركّزت حول الإسلام والفلسفة.

إشكاليات العلاقة بين الدين والثقافة (مقدمة نظرية)

تحميل الملف: إشكاليات العلاقة بين الدين والثقافة (مقدمة نظرية)

هل يُغلق الفكر الديني ولا يُعرّض لنقد الثقافة واستفزازها، بحجّة الحفاظ على قدسيّة الدين فنعود إلى عصور الانحطاط… أم نفعل الفكر في دفع الثقافة ومعطياتها إلى أقصى درجات التفاعل مع الفكر الدين، فيكون بداية لإرساء أسس التجدّد الخضاري الإسلامي في المفصل التاريخي من تاريخ الأمّة.