المنهج، المنطق والمعرفة في الاتّجاه النقديّ لأبي البركات البغداديّ (2)

تحميل البحث: الاتجاه النقدي عند ابي البركات البغدادي 2

في معالجته للمنطق والمعرفة عند أبي البركات البغداديّ، يعدِّد الباحث المَواطن التي كان فيها للبغداديّ إسهامات وإبداعات؛ أوّلاً في المنطق ومن ثمّ في مسألة الإدراك العقليّ. ففيما يتعلّق بالمنطق الصوريّ، قال أبو البركات بنسبيّة المعرفة – بمعنى أنّ المعرفة بالأشياء تتفاوت بحسب ما ندركه منها كمالاً ونقصاً، لا بمعنى أنّه يعتبر المفاهيم والتصوّرات مجرّد أشباحٍ للواقع العينيّ –، وبأنّ الكليّات هي مجرّد أسماء لا حقائق، كما كان له نظرته الخاصّة للحدود والأسماء إذ اعتبر أنّ ما يُطلَق على الأشياء من حدودٍ تُعرّف بها، إن هي إلّا مواضعات نتّفق عليها، تتّسع مع اتّساع معارفنا. كذلك كان أبو البركات سبّاقاً في القول بإمكانيّة تركُّب القضيّة الحمليّة وارتباط ذلك بتعدُّد الحكم فيها.

          أمّا فيما خصّ مسألة الإدراك، فقد اعتبر أبو البركات التفرقة بين مدرَكات حسّيّة وأخرى عقليّة، وبالتالي، بين مدرِكٍ عقليّ ومدرِك حسّيّ، تفرقةً مصطنعة، تكبّدها المشّاؤون كيما يتفادوا القول بانقسام الصور العقليّة وانقسام النفس بنتيجته، فكان له رؤيته الخاصّة في هذا الشأن.

In dealing with logic and knowledge in Abu al-Barakāt al-Baghdadī’s oeuvre, Dr.Hamiyyeh recognizes where al-Baghdadī was capable of renovating and developing;

firstly, in logic and secondly in the issue of mental cognition. As to formal logic, Abu al-Barakāt believed in the relativity of knowledge – relative in that knowledge of things varies (in completeness) according to what we perceive of it, not that concepts are mere ghosts of an external reality –, and that universals are just names not realities.

He also had his own view concerning logical terms and names as he considered the terms we use to identify things to be only designations that we agree upon, and that these designations expand as our knowledge expands. Furthermore, Abu al-Barakāt was a pioneer when he proclaimed the [possibility of] composition in categorical propositions when more than a judgment is included.

المنهج، المنطق، المعرفة- في الاتجاه النقدي عند أبي البركات البغدادي

تحميل البحث: المنهج المنطق المعرفة

لم يأت نقد أبي البركات البغدادي للفلسفة المشائية في موقع المعاداة للفلسفة كفلسفة أو المعاداة للفكر اليوناني؛ بل هو نَقَدها من موقع الفيلسوف الذي رأى فيها انحرافاً عمّا وضعت له أصلاً، بعد أن أغرقت في الترميز والتعقيد واللغو اللفظي.

ويرتكز منهج أبي البركات في كل معالجة على ما يسمّيه بالمعرفة الأولية أو أوائل الذهن ولكن أيضاً على اعتبار أهمية ما ينتجه الوهم دونما تبخيس بدور العقل. ثم عندما يعالج المنطق الأرسطي فلا يقترف في معالجة فن المشاء بل هو يقرّ المنطق الأرسطي كما هو لكنه يعتبر أن المنطق لم يوضع لكلّ الناس.