التّعريفُ بالحدّ ومشاكله

ترجمة: هشام الضيقة

تستهدِفُ هذه المقالة نقدَ التعريف بالحدّ ودراسةَ مشاكله، حيثُ يعتقد المؤلِّف أنّ التعريف بالحدّ الذي يجري الحديث عنه في المنطق والفلسفة لا يحلُّ المشكلة، وقد ذهب السّهروردي – من بين فلاسفة الإسلام – إلى عدم إمكان التّعريف بالحد – أي بالجنس والفصل – وبالتالي عدم صحّة منهج المشائيين في هذا المجال، واقترحَ ضرورةَ الاستمداد من مجموعةِ لوازم خاصّة بالشيء لأجل معرفته.

في هذه المقالة، ينقلُ المؤلِّفُ الإشكالات على التعريف الحدّي، ويبيّن عيوبًا أخرى فيه، ثمّ يؤيِّد رؤية الفارابي، ويقترحُ تجاوزَ “الحد” ولوازمَه.

This paper aims to criticize definition and study its problems. The author believes that definition covered/addressed/discussed in logic and philosophy does not solve the problem. al-Suhrawardi – among the philosophers of Islam – argued that definition – by genus and differentia – is impossible – therefore, the Peripatetic approach in this field is invalid. He suggested the importance of deriving from a set of object’s intrinsic properties to define it.

In this article, the author presents the problems of the definition, shows its other flaws, then supports al-Farabi’s view and suggests disregarding the definition and its intrinsic characteristics.

فِنُمِنولوجيا الذات عند السهروردي

ترجمة عليّ يوسف ومحمود يونس

السهروردي فيلسوف وصوفيّ؛ هو رجلٌ من زمنٍ غابر (القرن الثاني عشر)، ومفكّر ينتمي إلى سياقٍ فكريّ داثر. وأيّ احتكاكٍ مع فلسفته يقتضي، بالنتيجة، تفاعليّةً وحيويّة عالية. ونحن إنّما نُسمّيه فِنُمِنولوجيًّا على سبيل إيجاد حلقة وصل. فإذا ما تمكّنا، في مقاربتنا، أن نرقى إلى الحيويّة المطلوبة، قد نتجاوز أيّة مفارقة تأريخيّة قد تعترضنا.

هذا، وليس التقاطع بين إشراقيّة السهروردي والفِنُمِنولوجيا منعدمًا، بل كلاهما يصدر عن مقولة التجلّي. ما أجدُني مُقدِمًا عليه هو بيان الصلة بين حدوس السهروردي وإسهامات ميشيل هنري في فِنُمِنولوجياه المادّيّة، بما يخدم تقديم فلسفته [السهروردي] بوضوح أكبر اليوم.

Suhrawardî is a philosopher and a mystic, a man from a faraway time (twelfth century) and a thinker who belongs to an outdated intellectual context. His philosophy requires us, hence, to mingle with it in a lively manner. Calling him a Phenomenologist is a way of creating a link. If our approach is lively enough, we can avert the risks of anachronism.

There’s already a convergence between Suhrawardī’s philosophy of illumination and Phenomenology, in that they both originate from the notion of manifestation; I suggest showing that his intuitions could benefit from Michel Henry’s material Phenomenology’s insights.

السهروردي، وحكمة الإشراق

ترجمة طارق عسيلي

تمرَّدَ السهروردي على السائد الفكريّ في عصره، كتمرّده على السائد السياسيّ. فالفيلسوف عنده هو من يحيا حياةً فلسفيّةً يكتمل بها ليكمُلَ به غيرُه، ويتّصل بها بأرباب الحكمة مهما تقادم بهم الزمن. من هنا كان رفضه لمقولات المشّائيّة الطاغية في زمانه، والتي شيّأت الاعتبارات العقليّة، وجعلت التركيب في بنية العالم مقدّمةً لمفهمته، وسبيلًا لمعرفته، فقال بوجودٍ عينيّ واحد صاغه في مِتافيزيقا النور المقول بالتشكيك، وإن كان، عندما أراد اختيار الوحدات الأوّليّة لمنظومته، يرجّح الكيانات الجزئيّة (الماهيّات)، وموضوعات الاختبار المباشرة، كوحدات أوّليّة لمنظومته. أمّا كيف يُدرَك هذا الوجود العينيّ فبالحضور والمباشرة، إذ المعلوم بالذات مكشوفٌ للعالِم دون توسّط آلة، وإن كان الذوق الصوفيّ لا يلغي دور العقل بما هو آلة، بل يزوّده، دون البديهيّات، بمعرفة الحقيقة التي يمكن بناء المعارف العقليّة عليها.

Suhrawardī defied prevailing thought in his days much like he defied established politics.  To be a philosopher, to him, is to lead a philosophical life, a life that makes you perfect, so that others might be perfect by you. Through it you connect with all sages no matter in which age they lived. Therefrom issues his rejection of the main notions of peripateticism, the notions that reified intelligibles, and regarded composition in the structure of the world a prerequisite to conceptualize it, and, thence, to understand it. In contrast to such an approach, he posited a unitary concrete entity that he developed in the metaphysics of light, gradated light that is. This he did, although when he sought to choose the fundamental units of his system, he preferred individual entities (quiddities) and objects of direct experience. As for the device for knowing this concrete unitary entity, it is presence and intuition. No perception can occur unless the knower is in an unveiled presence of the known, to the exclusion of any intermediary. This is not to say that ṣūfī intuition eliminates the role of the mind to the extent that it is an intermediary, a tool. On the contrary, such an intuition – not the posited axiomatic truths – would present the mind – inasmuch as it is a tool – with the truth, upon which mental knowledge can be built.

ما هي الحكمة المتعالية؟

ترجمة فاطمة محمّد زراقط

لم يكن الملّا صدرا أوّل من أوجد لفظ “الحكمة المتعالية”، لكنّه هو الذي هذّبه وشذّبه ليسبغ عليه مداليله وأفاهيمه الصدرائيّة، لتضحى الحكمة المتعالية، إذ ذاك، مرتبطةً باسم الملّا صدرا نفسه. تحاول هذه المقالة أن تعرّج على المباني الأساس التي ابتنت عليها مدرسة الحكمة المتعالية، مقدّمةً إيّاها بقالب يقارن بينها وبين المدارس الفلسفيّة السابقة عليها، لا سيّما مدرسة الإشراق ومدرسة المشّاء، مقارنة ستتيح لنا، تاليًا، النفاذ إلى أركان هذه المدرسة من مسبار المدارس التي سبقتها.

السلوك عند السهروردي بين الرؤية والهدف “العمل والعجب” نموذجًا

تحميل البحث: السلوك عند السهروردي بين الرؤية والهدف- محمود نون

يعد السهروردي فيلسوف الإشراق والمؤسّس لهذه المدرسة في الحياة العقلية عند المسلمين. وحكمة الإشراق ليست سوى التجلي، وهي مذهب للفكر وطريقة للسلوك، ومذهب وسط بين التصوف وأذواقه والفلسفة ونظرياتها.

يركّز البحث التالي على موضوع “العمل والعجب” في فلسفة الإشراق طبقاً لما جاء في مصنّفه “رسالة الأسئلة والأجوبة” نظراً لأهمية هذا الموضوع وخطورته في تربية النفس وتخليصها من الشوائب المظلمة، على طريقة الإشراقيين من جهة، وما يتطلبه من سلوك، وما يؤدي إليه من نتائج في إطار السمو الإنساني، من جهة ثانية.

افتتاحية العدد 6

تحميل الملف: الافتتاحية العدد 6

في زمن الاعتقاد بنسبية الحقائق، وانفلات النص من كل قيود، تصبح “الهرمنوطيقا” من العلوم الضرورية، التي لا بد من دراستها ورصد حركتها. وهذا العلم الذي يعتبر قديما قدم النص نفسه، أخذ وجهة أكثر راديكالية منذ القرن السابع عشر، عندما قام الباحث المعروف “شلايرماخر” في تطبيقه على النص المقدّس بوصفه “فن الفهم والاستيعاب”، وتطوّر الأمر من بعده إلى أن أصبحت “الهرمنوطيقا” أداة لمكافحة الاسطرة في الكتب الدينية.

ولكن هذا العلم الوافد إلينا من الغرب، والذي يحاول أن يأخذ حيّزًا في عقلنا وثقافتنا، هل يصلح ليكون من جملة العلوم التفسيرية عند المسلمين؟ السؤال وان كان يبدو صعبا، إلا أنه لا بد من طرحه بعد بروز هذا الاتجاه في أكثر من مكان في العالم الإسلامي؛ حيث أصبحنا اليوم نرى أسماء لامعة تتعاطى مع هذا القطاع المعرفي الوافد، وتحاول أن تفرض سطوته على العقل الإسلامي، علمًا أن مثل هذا السؤال لا بد أن يقترن مع أسئلة أخرى تطال الحقل المعرفي الذي سيعمل عليه هذا العلم، فالباحث عن المعرفة لا بد له من طرح أسئلة أوليّة ينبغي الإجابة عليها، ومن هذه الأسئلة على سبيل المثال:

هل يشبه القرآن الكريم الكتب السماوية الأخرى من ناحية الوجه التاريخي؟ وبالتالي، دراسته وفق مناهج وفلسفات النقد التاريخي؟

وهذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر: إذا كانت الكتب السماوية الأخرى، ونتيجة تموضعها في التاريخ، قد أدى ذلك إلى وجود بعض الدخائل على النص، وبالتالي لا بد من القيام بدراسات لمعرفة الذاتي والعرضي فيها، فهل هذا الأمر ينطبق على النص القرآني؟

كما أن بنية النصوص الدينية، والحقول التي تغطيها، تفرض علينا أن نتساءل عما إذا كانت النصوص الدينية تتناول نفس المساحات المعرفية؟

وهل النص الديني المقدس قابل لأسئلة لا متناهية من جانب المفسر والمؤول؟ وإذا كان الأمر ليس كذلك فما هو الحد الذي يقف عنده التأويل؟ وإذا كان النص الديني قابلا للتأويل فمن هو المخوّل للقيام بهذا الأمر؟ فهل تترك للتجربة الدينية الشخصية، وبالتالي نصل إلى التأويلات لا متناهية للنص الديني؟، أم يحال الموضوع إلى الراسخين في العلم، المدركين للمحكم والمتشابه، وأسباب النزول…

أسئلة كثيرة تطرح، سنحاول في هذا العدد أن نبدأ بتناول ما يمكن تناوله من الإجابات عليها، مفسحين المجال لهذه الفكرة أن تناقش بشكل علمي رصين؛ ولذلك نقدم للقراء عددا من الدراسات حولها، وهي:

  • “ماهية الهرمنوطيقا” للشيخ “أحمد واعظي”، ويعد هذا البحث مدخلًا منهجيًا لفهم الهرمنوطيقا. حيث قام الباحث بملاحقة هذا العلم منذ لحظة انبثاقه في الفكر الإنساني، وصولًا إلى يومنا هذا؛ لذلك بدأ بحثه بالحديث عن البعد اللغوي “للهرمنوطيقا”، متناولا جذر هذا المصطلح في الحضارات القديمة لا سيما اليونانية، ثم انتقل إلى تعريف هذا العلم، وكيفية تطوره منذ القرن السادس عشر حتى “فريدريك أرنست شلاير ماخر”، الذي كان ينظر إلى “الهرمنوطيقا” كفن يشتمل على جملة قواعد تفسيرية محددة، ثم انتقل للحديث عن هذا العلم عند “هيدغر” و “غادامر”، ليختم البحث بعد ذلك بالحديث عن أثر “الهرمنوطيقا” في العالم الإسلامي.
  • الموضوع الثاني: الذاتي والعرضي في النص” للدكتور “علي رضا قائمي نبا”، الموضوع الرئيسي لهذا البحث هو قضية تعدد القراءات واختلافها، ارتكازًا على التفكيك بين الذاتي والعرضي في النص. ويشتمل البحث على ثلاث خطوات تأسيسية: في الخطوة الأولى: يقسم الباحث اختلاف القراءات إلى كلي وجزئي، وفي الخطوة الثانية: يناقش جانبًا من طروحات “الهرمنوطيقا” الفلسفية عند “غادامر”، أما الخطوة الأخيرة: فيخصّها الباحث لآراء المفكرين الإيرانيين.
  • أما الموضوع الثالث، فهو “الهرمونطيقا والنص الديني” للمفكر الإيراني “محمد مجتهد شبستري” فقد تطرق فيه إلى مراده من مفردتي النصوص الدينية و “الهرمنوطيقا”، وأشار إلى أهمية موضوع البحث. ثم تعرض لملابسات ولادة المنهاج التفسيرية في العالم المسيحي، مركزًا من بينها على نظرية التمثيل والرمزية، بعد ذلك سلّط الأضواء على منهج النقد التاريخي والفلسفي وتوظيفه في تفسير النصوص الدينية، أو المسوغات النظرية التي تستند إليها هذه المناهج، ملمحًا إلى ما ينجم عن استخدامه من آثار.

وفي القسم التالي من الدراسة عرض المؤلف باختصار لخمس قضايا أساسية في تفسير النصوص الدينية. وفي الختام أشار إلى نظريات تتصل بتوقعاتنا من النصوص الدينية، وما تكتنفه هذه النظريات من قضايا وإشكاليات.

  • والبحث الأخير في الملف هو “ابستمولوجيا النص” للدكتور “علي رضا قائمي نيا”، ويتطرق الباحث فيه إلى إمكانية قيام معرفة بالنصوص الدينية، وإذا كانت ممكنة، فما هي ماهيتها؟

هذا وقد تناول عدد المحجة فلسفة السهروردي، من خلال بعض الأبحاث التي ألقيت في ندوة السهروردي في دمشق. على أن تخصص المجلة في كل عدد من أعدادها قسمًا خاصًا للدراسات والأبحاث، لا سيما المتعلق منها بالفلسفة الإسلامية ابتداء من هذا العدد.

 

نقد السهروردي لمنطق المشائين

تحميل البحث: نقد السهروردي لمنطق المشائين- د.خنجر حمية

يستعرض الكاتب في هذا النص موقف السهروردي في حكمة الإشراق ونقده لها. وهو يؤكّد أن فيلسوفنا لا يرفض المنطق بشكل عام، إنما حاول أن يقوم بما قامت بها الأفلاطونية المحدثة من ردم بعض الثغرات الموجودة في المنطق الأرسطي كما أراد أن يظهر عدم كفايته كأداة للوصول إلى معرفة حقيقية، وعجز كثير في أنساقه وضوابطه عن إنتاج اليقين، واحتوائه على كثير مما لا حاجة له ولا فائدة منه ولا منفعة فيه، من التصورات والأفكار والمفاهيم، واكتفائه برسم طرق المعاني، وبيان وسائل تحصيل الاعتقاد بالفكر، وهو عندهم أدنى مراتب المعرفة وأخسّ درجات العلم؛ ولأنه لا يولي المعرفة الناتجة عن استشراف الحقيقة الكونية استشراقًا روحيًا، واكتناه الوجود اكتناهًا جوّانيًا، ولا يعير تنور النفس بإشراق الحقائق وهو أعلى مراتب العلم اهتمامًا.

حكمة الإشراق وجدلية الأنساق

تحميل البحث: حكمة الإشراق وجدلية الأنساق- الشيخ شفيق جرادي

يسعى هذا البحث إلى تحويل الفيلسوف العارف في شخصية فلسفية تدرس لذاتها، إلى سؤال فلسفي يحاول أن يجيب على أسئلة محايثة، تلحّ على عقل الإنسان في الظروف الراهنة.

من هنا، قام الباحث بتقسيم بحثه إلى لمحات ثلاث: جدلية “فلسفة النور”، وإشراقية السهروردي، والمنهج.

بين السهروردي وملا صدرا

تحميل البحث: بين السهروردي وملا صدرا- د.طراد حمادة

مدار هذا البحث الإجابة عن سؤال لطالما عمل الباحثون في الشأن الفلسفي على تفكيك رموز الإجابة عليه. فهل الحكمة المتعالية استتباع لمدرسة الإشراق، أم أنها فلسفة مستقلة بذاتها؟ وعليه، يسعى هذا البحث إلى إقامة مقارنة بين “شيخ الإشراق” و “حكيم شيراز”، تغوص إلى مصادر فلسفة كل منهما؛ ليكشف عن الدرر الكامنة في بحر تبارى مؤرخو الفلسفة على وضع ترسميته العامة، باعتبار “ملا صدرا” من مدرسة الإشراق.

المصطلح في فلسفة السهروردي الإشراقية

تحميل البحث: التجربة الايمانية

المصطلح الفلسفي عند المسلمين، لم ينحُ بنفس الاتجاه الذي سارت عليه الفلسفة اليونانية، وإذا كانت الحضارة الإسلامية قد استفادت من تلك التجربة، إلا أنها لم تستنسخها، إنما عملت على تسويغها وجعلها جزءً من النسق الفكري؛ لذلك سيحاول هذا البحث تتبّع تكوين المصطلح الفلسفي وصولاً إلى السهروردي عبر نماذج محدّدة.