فلسفة الشيخ الزنجاني

اتخذ المنحى الفلسفي السمة البارزة في شخصيّة الزنجاني. فقد آمن بأصالة الفكر الفلسفي في المنظومة المعرفيّة للإسلام، وتبنّى نظريّة الحركة الجوهريّة التي كان صدر الدين الشيرازي رائدها.

كما أقام الأدلّة على أصالة الوجود تحقّقًا وجعلًا، وكان من أوائل الذين أدخلوا مصطلح نظريّة المعرفة في مباحث الفلسفة الإسلاميّة عمومًا، والحكمة المتعالية خصوصًا. وقد كان من نتائج نظريّة الزنجاني في المعاد الجسماني القول بإمكانيّة تكامل الإنسان بعد موته، وهذا يدلّ على حفظ العلاقة بين النفس والجسد المقبور.

The philosophical bent has been the most prominent feature in Sheikh al-Zanjānī’s character: he held the autochthonous nature of philosophical thought in the intellectual system of Islam, adopting the theory of essential movement (al-ḥaraka al-jawhariyya) pioneered by Ṣadr al-Dīn al-Shirāzī. He also established proofs for the principality of existence at the levels of actuality and instauration, and he was of the first scholars who introduced the term “epistemology” into Islamic philosophy in general, and transcendental philosophy in particular. Of the consequences of Sheikh al-Zanjānī’s theory on the corporeality of the resurrection was the possibility of man reaching his perfection after death, which means that the relation between the self and the body interred in earth persists beyond the grave.

افتتاحية العدد 14

تحميل البحث: الافتتاحية

وضعت إشكالية “الشر” كلا من الفلسفة والدين أمام أسئلة صعبة، جهد الفلاسفة عمومًا، وفلاسفة الدين خصوصًا لمعالجتها والإجابة عليها انطلاقًا من العقل أحيانًا، وبرؤية محكومة للنصوص الدينية، أحيانًا أخرى، ورغم المعالجات المعمقة والجدية التي قدمت في هذا المجال، إلا أن تاريخ الفكر الديني والفلسفي يضعنا أمام حقيقة وهي أن باب البحث والنقاش في حقيقة الشر يبقى مفتوحًا على الدوام، وأن الخوض في هذه الحقيقة متلازم مع التفكير الديني والفلسفي والاجتماعي في كل زمان ومكان.

بيد أن مفهوم الشر في حياتنا الراهنة، يتعدى مدياته الفلسفية والدينية، ليصبح أكثر اقترانًا بدلالاته وأبعاده القيمية والمجتمعية، حيث بات البحث في هذا المفهوم ناظرًا، بشكل أساسي، إلى الطبيعة العملانية والتداعيات الحاصلة، وذلك بهدف الحد من آثار الممارسات الشريرة في حياة البشر والأمم.. ومع ذلك، فإن هذا لا يلغي ضرورة كون نقطة البداية في المعالجة التأسيسية لإشكالية الشر هي المساحة الفلسفية والماورائية بغية تحديد نشأته وعلله وماهيته، كمقدمة للوصول إلى تداعياته وآثاره على مستوى الأفراد والمجتمعات.

ويلي التأسيس الفلسفي والديني لمفهوم الشر، منهجيًا، الخوض في هذا المفهوم تربويًا ونفسيًا واجتماعيًا، ذلك أن الأفراد والمجتمعات، إنما هي بشكل أو بآخر، متعلقات للأفعال الشريرة، سواء أكانت – الأفراد والمجتمعات-  ذوات يصدر عنها الفعل الشرير، أو موضوعات يرتكب بحقها، الأمر الذي يدفع إلى الاعتقاد بأن مقولة الشر كانت منذ بدء الخليقة، ولا تزال، مؤشرًا على مدى رقي الإنسان وكماله واقترابه من الغايات السامية التي خُلق لأجلها.

ثمة أسئلة وإشكاليات تدور حول موضوع الشر عديدة يحاول محور هذا العدد معالجة معظمها والإجابة عليها ومنها:

  • ما هو مفهوم الشر وكيف يمكن تحديد ماهيته؟
  • هل يصح نسبة الشر إلى الخالق تعالى وأنه سبحانه خالق الشرور، مع أنه خير محض ومطلق؟
  • ما حقيقة القول إزاء الفلاسفة الملحدين الذين حاولوا الاستدلال من خلال الشر “الشر” على عدم وجود الخالق؟
  • هل أن مفهوم الشر نسبي، بحيث أنه شر إذا ما نظر إليه من زاوية، لكنه خير وضروري من زوايا أخرى؟
  • ألم يكن بإمكان البارئ تعالى أن يخلق العالم من دون شرور؟ وهل الشكل الأتم والأصلح للكون وجود الشرور فيه أم انتفاؤهما؟
  • هل الشر ذو طبيعة وجودية أم ذو طبيعة عدمية؟
  • كيف تتفاوت الرؤية إلى الشر بين العرفان والفلسفة والدين والاجتماع؟
  • إذا كان الإنسان مسؤولًا عن بعض الشرور التي تصدر عنه، فما هو القول في الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير والأوبئة؟
  • هل الشرور تقتصر على عالم الدنيا دون الآخر؟ وماذا عن جهنم والعذاب في الآخرة؟
  • هل هذا العالم أكثر خير وأقله شر أم بالعكس؟
  • ما هي العلاقة بين الشر والألم، فهل الآلام على الدوام من تداعيات الشرور؟
  • إذا كان الإنسان مفطورًا على حب الخير، فهل الشر حالة غريزية لديه تولد معه، أم هي حالة مكتسبة؟
  • ما هي التوصيات والتعاليم التي أوصى الدين بها لمواجهة الشرور؟
  • ما هي التجليات المعاصرة لموضوع الشر، وكيف يمكن النظر إلى الشر على ضوء العلوم المعاصرة من تربية واجتماع وعلم النفس؟
  • وأخيرًا، ما هي الظروف والعوامل التي تؤدي إلى ارتفاع وتيرة الشر لدى بعض الأفراد والمجتمعات وانخفاضها لدى أخرى؟

العدد 14

تحميل الملف: العدد 14 كامل

فهرس المحتويات:
الافتتاحية    حبيب فياض
الملف
الفراغ الثابت في العلاقة بين الذات والموضوع    ممدوح رزق
الخير والشر في الحكمة المتعالية     محمّد قراركزلو
إشكالية الشر على ضوء أصالة الوجود     حميد رضا آية اللهي
الدين وإشكالية الشر عند إخوان الصفا    أحمد صبري السيد علي
الشر من منظور ديني بين التجريد والتجسيد    آمال الأتربي
مسألة الشر.. رؤى لاهوتية وفلسفية    صفدر تبار صغر
مفهوم الشر في المجتمعات الغربية    غسان طه
الدين وإشكالية الشر    محمود جابر
رؤى مسيحية في إشكالياته وتداعياته    جون هيك
مشكلة الشر في الفلسفة الإسلامية    طراد حمادة
فكر ديني:
العلم بالدين بين العلمانيين والإصلاحيين    أحمد محمّد سالم
الهوية من منظور فلسفة الأديان: دراسة وتوثيق    علي أبو الخير
الحداثة وإشكالية فهم النصوص الدينية    أحد قراملكي
فكر فلسفي:
برهان الصديقين بنظر أهل العرفان والفلاسفة    صادق الحسيني
اتحاد العقل والعاقل والمعقول    زهرا مصطفوي
الشروح الإسلامية للمقولات الأرسطية    توفيق حائري
السلوك عند السهروردي بين الرؤية والهدف “العمل والعجب” نموذجًا    محمود نون
وجهة ونظر:
الحداثة وأولويات الوعي العربي – الإسلامي     الشيخ شفيق جرادي
قراءات:
خيبة الحداثة قراءة في كتاب السوبر حداثة لحسن عجمي     حمو بو شخار
قراءة في كتاب “حوارات في فهم النص وقضايا الفكر الديني المعاصر”    علي جابر
إصدارات
إصدارات     إنعام حيدورة

أبستيمولوجيا النص

تحميل البحث: ابستيمولوجيا النص- علي رضا قائمي نيا

تعريب: حيدر نجف

ربّما دلّ عنوان” أبستيمولوجيا النص” على ألوان الالتباس والخطأ في رأي لفيف من علماء المعرفة وبالتالي سيكون هذا العنوان أمراً غير ممكن. يتطرّق علم المعرفة أو نظرية المعرفة لأسئلة من قبيل: “ما هي المعرفة؟”، و”هل المعرفة ممكنة؟” و”ما هي حدود المعرفة ومدياتها ؟”، و”هل يمكن أن نتصوّر للمعرفة حدوداً أساساً؟”. هذه أسئلة شهدتها الساحة الفلسفية منذ القدم, فكانت نظرية المعرفة تبعاً لها وللمناخ الفلسفي السائد في كل برهة تتقدّم على الميتافيزيقا أو تتأخّر عنها وتتهمّش. وطبعا ًتقدّمت الدراسات المعرفية في القرن العشرين إلى واجهة المشهد الفلسفي, أو قل إنها تبوّأت مركز الصدارة في بحوث الفلسفة التحليلية.

النزعة الإيمانية في الفلسفة الغربية المعاصرة

النزعة الإيمانية في الفلسفة الغربية

يقدّم الكاتب من خلال هذا النص كيفية معالجة فلاسفة الغرب لموضوعة الإيمان، وهو قد أخذ الفيلسوفين كريكغارد وفيتغنشتاين كأمثلة من تلك البيئة الثقافية واختيار الكاتب لم يكن عشوائياً إذ إن أحدهما قد عرف بإيمانه وتأسيسه للوجودية بينما الآخر عرف بنزعته اللادينية ومساهمته في تأسيس الوضعية المنطقية.

الكلام الجديد.. تأسيس لفلسفة المستقبل

الكلام الجديد- تأسيس لفلسفة المستقبل- دكتور حسن حنفي

يظل فكرنا المعاصر وفهمنا الراهن فاعلًا وحيًا بمقدار ما نخضعه للمراجعة والمحاكمة على ضوء المستجدات الفكرية الطارئة التي تساعد على إثارة كل ما هو كامن في عمق التراث الإسلامي من بذور الفلسفة والكلام، وبالتالي محاولة استنباتها وإخصابها على تربة الواقع الراهن.

وفي هذا المجال يغدو الحوار والمساءلة ضرورة تسمح لنا بتجاوز الإبهام الحاصل في العلاقة بين مختلف العلوم الفاعلة، والأهمية التي تحظى بها الفلسفة والدين في الطريق إلى صياغة رؤية أكثر وضوحًا للتراث الإسلامي كان لقاؤنا هذا مع الدكتور حسن حنفي، الذي أكّد أن ما يشهده الفكر العربي المعاصر، لا يعدو كونه كلامًا جديدًا وهو قد يكون مقدمًا لمرحلة فلسفية تأتي لاحقًا.

الدليل الوجودي ونظرية الاستخلاف

تحميل المقال: الدليل الوجودي ونظرية الاستخلاف (الفلسفة الألمانية؛ علم كلام بروتستانتي…)

يقدّم الدكتور أبو يعرب المرزوقي في هذا النص قراءة نقدية للفلسفة الألمانية، لكي يبرهن من خلالها أن الفلسفة الغربية الحديثة بعد كنط مجرّد علم كلام مسيحي، متنكّر، ظاهرها فلسفة وباطنها علم كلام بروتستني، ممزوج بتصوّف الوحدة المطلقة للإنسان، بالإضافة إلى ذلك هذا، هذا البحث رد على تعليقات كان الأستاذ أسامة خليل قد أوردها على الكاتب في مجلة فصول، ينتقد فيه رؤيته للدليل الوجودي في الفلسفة الكانطية وعلاقتها بنظرية الاستخلاف.