مقاربة في شخصيّته وفكره

انتفض الخواجة نصير الدين الطوسي على ما كان سائدًا، فكريًّا، في عصره، داعيًا إلى تجديد إن في المنظومة الكلاميّة الشيعيّة، أو في المسائل الفلسفيّة، أو في المباحث العرفانيّة، فحظي، إذ ذاك، بموفّقيّة خاصّة، يكمن جلّها في (1) إعادة إحياء الدرس الفلسفيّ، و(2) إدخال البرهان الفلسفيّ إلى المنظومة الكلاميّة، و(3) ضبط المصطلح الكلاميّ على أساس فلسفيّ. أمّا في المباحث العرفانيّة فقد اختطّ الطوسي أغراض الرياضة الروحيّة، بما هو مغاير عن سابقيه، من مثيل ابن سينا، معتبرًا أنّ هذه الرياضة تمهّد لمراحل السير والسلوك هي بمراتب من التنوّع مختلفة، توصل السالك إلى “تلقّي فيض الحقّ”.

فلسفة الشيخ الزنجاني

اتخذ المنحى الفلسفي السمة البارزة في شخصيّة الزنجاني. فقد آمن بأصالة الفكر الفلسفي في المنظومة المعرفيّة للإسلام، وتبنّى نظريّة الحركة الجوهريّة التي كان صدر الدين الشيرازي رائدها.

كما أقام الأدلّة على أصالة الوجود تحقّقًا وجعلًا، وكان من أوائل الذين أدخلوا مصطلح نظريّة المعرفة في مباحث الفلسفة الإسلاميّة عمومًا، والحكمة المتعالية خصوصًا. وقد كان من نتائج نظريّة الزنجاني في المعاد الجسماني القول بإمكانيّة تكامل الإنسان بعد موته، وهذا يدلّ على حفظ العلاقة بين النفس والجسد المقبور.

The philosophical bent has been the most prominent feature in Sheikh al-Zanjānī’s character: he held the autochthonous nature of philosophical thought in the intellectual system of Islam, adopting the theory of essential movement (al-ḥaraka al-jawhariyya) pioneered by Ṣadr al-Dīn al-Shirāzī. He also established proofs for the principality of existence at the levels of actuality and instauration, and he was of the first scholars who introduced the term “epistemology” into Islamic philosophy in general, and transcendental philosophy in particular. Of the consequences of Sheikh al-Zanjānī’s theory on the corporeality of the resurrection was the possibility of man reaching his perfection after death, which means that the relation between the self and the body interred in earth persists beyond the grave.