إشكالية المتافيزيقا وأزمة تجاوزها في فلسفة العلم المعاصرة: جدل الفكر والواقع عند غاستون باشلار

فاقم انهيار اعتبارات الفيزياء الكلاسيكية، مع ظهور نظرية الكوانتم، من الحملة التي شنّها الريبيّون والكانتيّون على المِتافيزيقا كمبحث شرعي في المعرفة الإنسانية. وفي جهد للحدّ من تطرّف المواقف الوضعية والنسبية جرّاء ذلك، قام باشلار، متابعاً مديّات التأويل المثالي العقلاني التي افتتحها هايزنبرغ، بالتأسيس لأصالة الواقع الرياضي مفسحاً في المجال لموضوعية ما، بيد أنه، بذلك، صيّرها (الموضوعية) إنشاءً نظرياً نزع الصبغة المادّية الجوهرية عن الكون، مُسقطاً بذلك مبدآ الذاتية وعدم التناقض، ومحيلاً الواقع إلى اللاواقع.

العقلانية النقدية في فلسفة العلم المعاصرة

أضحت الفلسفة، بين يدَي المسار الذي وصلَ بالنزعة الاختبارية إلى الوضعيّات المتحاملة على المتافيزيقا، نظرية في العلم، رائدُها التحليلُ والتحقُّق؛ التحليل للبتّ في الاتساق المنطقيّ للغة العلم، والتحقُّق للتثبّت من تصديق التجربة للمعرفة. وأفضى هذا المسار إلى نفي إمكانية فهم العالم نتيجة العقم الذي أصاب الفلسفة والعلم جرّاءه. فكانت انتفاضة العقلانية النقدية عند بوبر لتعيد الاعتبار إلى المتافيزيقا بما هي موقف متجاوز للعلم والخبرة الحسّيّة معاً، ولتؤكّد على قدرة العقل الخلّاقة على النفاذ وراء الطابع الظاهريّ للعالم الفيزيائيّ.

إمكان المِتافيزيقا

ترجمة: محمود يونس

للمِتافيزيقا دورها المحوري في الفلسفة، إذ هي الشكل الأساسي للمبحث العقلاني ولها منهجها الخاص ومعايير التحقّق الخاصّة بها. وكل المناهج العلمية الأخرى تقوم على افتراضات مِتافيزيقية، ولا يُستثنى المنطق من ذلك. وبهذا لا يكون الإمكان المنطقي كافياً لتقييم نتائج التجربة إذ الأساس الصوريّ، أو المفهومي، وهو متعلّق المنطق، يرتدّ بالضرورة إلى الأساس الأنطُلوجي، وهو متعلّق المِتافيزيقا. الإمكان المِتافيزيقي هو ما يجعل المتافيزيقا ممكنة؟

العودة إلى المِتافيزيقا

ترجمة: محمود يونس

تتعاطى المِتافيزيقا مع المبادئ التأسيسية منطلقةً من الوجود كمسلّمة. وإذا ما ارتأت بعض الأنساق المِتافيزيقية أن تبرهن على الوجود (الواقع)، فإنها تلج مولج الريب والنسبية لا محالة، فالواقع لا يُعلّق (ديكارت وهُسرل) إلى حين نُثبته، ولا يُنشأ (الفيزياء المعاصرة) كما لو لم يكن؛ بل هو يحضر، فحسب، في علاقة حوارية. أضف إليه، ليس الدليل الأوّلي على الوجود كائناً في وعي الذات وحدها، وإلا ما كان لنا أن نؤسّس انطلاقاً منه لأي واقعية مستقلة. إنما يكمن دليله في حضوره الدائم وإن كان لا يحضر بدون تقييدات أو بلا ملامح.

السينوية ونقد هايدغر لتاريخ المِتافيزيقا

كان لإرث ابن سينا الأنطُلوجيّ أثرٌ كبيرٌ يتعدّى التوسّط، في تفعيل التواصل، بين كتابات أرسطوطاليس وتأويلاتها التجديدية عند السكولاستية، وقد نظر إليه هايدغر كمعلَم أوّل في مسار القول بأصالة الماهية المكتملة نظماً عند هيغل. هنا ننظر إلى أنطُلوجيا ابن سينا في معالجتنا لمسألة الوجود والكينونة من منظار هايدغر النقديّ لتاريخ المِتافيزيقا المتصادم فكرياً مع التحدّيات المعرفية والوجودية النابعة من تطور العلوم الحديثة. وهذه قراءة تنطلق من التفكّر في الوجود من حيث هو وجود، أي من التأمّل بالمفاهيم الأساسية المترابطة بالفكر الأنطُلوجيّ وتبعاته المعرفية، في مسعى لرفع السينوية من مصيرها الأرشيفي ومن التأطير التأريخي المحض الذي ينتابُها والفلسفة الإسلامية ككل.

البنية الأساسية للتفكير المِتافيزيقي في الإسلام

ترجمة: محمود يونس

للحقيقة المِتافيزيقية، بحسب مدرسة وحدة الوجود، بُعدان بلحاظ تعيّنها أو عدمه. فإذا اعتُبر عالم المظاهر، حيث التعيُّنات، في علاقته بالحق، فهو واقعيّ تماماً، أمّا إذا ما لوحظ كقائم بذاته فهو زائف وباطل. ولا ينبغي لمعرفة عالم المظاهر، وهي معرفة ماهويّة، أن تحجب المعرفة بالأساس النهائي للواقع، وهذه معرفة لا تتأتّى إلا حضوراً. هنا يتسلّط العارف على البعدين عندما تذوب أناه في الحق فيتحد الذات والموضوع، وتُدرك الوحدة في عين الكثرة، في نحو معرفة يبقى عصيّاً على الاصطلاحية الماهوية التي لا ترى بين ما هو إبستمُلوجي وما هو أنطُلوجيّ سوى البون والتمايز.

الفلسفة العربيّة الإسلاميّة من منظور جديد

تحميل البحث: الفلسفة العربية الإسلامية من منظور جديد- دكتور محمد عبد الرحمن مرحبا

الفلسفة علم عقليّ يستند في أُسسه إلى نظام العقل الإنسانيّ، ولكنّه مع ذلك تقولب ونُسب إلى مَن اشتغل عليه، فقيل فلسفة يونانيّة وأخرى عربيّة. وتحيّز في الزمن كذلك، فقيل فلسفة قديمة وسيطة وحديثة ومعاصرة، ونُسب إلى الدين فقيل فلسفة إسلاميّة وأخرى مسيحيّة وهكذا.

وقد عرف تاريخ الفلسفة جدلاً حول مفهوم الفلسفة الإسلاميّة العربيّة. فتساءل الباحثون حول وجود فلسفة عربيّة؟ أم أنّ الموجود هو الفلسفة اليونانيّة مكتوبة بلغة عربيّة.

يحاول الدكتور عبد الرحمن مرحبا في آخر ما كتبه قبل وفاته الدفاع عن مفهوم الفلفسة العربيّة الإسلاميّة، وإثبات أصالتها وإبراز ما أبدعه العرب والمسلمون فيها ما يسمح بنسبة هذه الفلسفة إليهم، ويبرر انسداد الأفق في إبداعهم الفلسفيّ في مجال الميتافيزيقا، ليخلص إلى أنّ تبدّل الظروف الإجتماعيّة هي التي سوف تفتح أُفق العقل الفلسفيّ العربيّ إلى مجالات أرحب.

كلّ ذلك ضمن إطار ما يسمّيه بقوانين الفكرانيّة.

المدخل إلى فلسفة الميرداماد

تحميل البحث: المدخل إلى فلسفة الميرداماد- بقلم توشيهيكو-ايزوتسو

يحاول إيزوتسو في هذه الدراسة تسليط الضوء على المباحث والاجتهادات الفلسفية لدى الميرداماد، من خلال تناول نموذجين أساسيين شغلا موقعاً أولياً في سياق فلسفته وهما: رؤيته الميتافيزيقية لمقولة الزمان وموضوع أصالة الماهية وما يترتب عليهما من أهمية خاصة بسبب الموقف المعاكس الذي اتخذه تلميذ الميرداماد الحكيم صدر المتألهين الشيرازي، حيث ذهب إلى القول بأصالة الوجود.

الفلسفة والدين

تحميل البحث: الفلسفة والدين- رضا أكبريان

تعريب: حيدر نجفhttps://al-mahajja.org/author/haydar-nagaf/

تحاول هذه الدّراسة تسليط الضوء على إشكالية ذات أهمية بالغة في مضمار العلاقة بين الفلسفة والدين، يمكن أن تعدّ نقطة عطف رئيسة في مسارها. إنّها حدث لا يرقى لأهميته وخطره أيّ حدث آخر في تاريخ الفلسفة، من حيث تأثيره الهائل على العلاقة بين الفلسفة والدين. وهي قضية الإيمان الديني والبحث الفلسفي. هذه القضية التي تقترن في العالم الغربي بالفيلسوف الألماني الكبير عمانويل كانط، وفي العالم الإسلامي بالإمام أبي حامد الغزالي.