اللغة والكلام والفكر عند العلامة الطباطبائي وعلاقتها بفهم القرآن الكريم

أثارت أعمال العلّامة الطباطبائي الفكرية كثيرًا من القضايا التي تحاكي العصر والتي من شأن تفعيلها والحديث عنها الإجابةُ على كثير من الأسئلة، ومن بينها اللغة وماهيتها ودورها في فهم النص الدينيّ، ولذلك فقد كان من الجدير العمل على أخذ هذه القضية ولحاظ نظرة العلّامة للغة وطبيعتها ومنشئها، ثم الميل معه للحديث عن اللسان والقول والكلام والفرق بينهما، حتى إذا استُكمل الحديث عن هذه العناصر، تم التوجه إلى دراسة العلاقة بين الكلام والفكر، لنحط الزاد في نهاية الأمر عند محطة تطبيقية ضرورية تبحث الروابط بين القرآن الكريم واللغة والفكر. ويقع ذلك كله في سبيل لفت النظر إلى أهمية الموضوع وانعكاساته الهامة على كثير من القضايا.

The intellectual works of al-ʿAllāmahaṭ-Ṭabāṭabāʾī have provoked many a question that speak to the modern world and trace answers for many questions that include questions on language per se and the role it plays in understanding the scripture. That is why, it is deemed crucial to reflect on al-ʿAllāmah’s view on the very question of language and the thereof nature and origin, to, then, expound upon his view on the relation between speech and intellect, reaching to an applied, crucial stance on the relation between the Qurʾān, language, and intellect. We, thus, aim at shedding light on the importance of this subject and the profound implications thereof on many issues.

أهميّة تحديد السياق في الكشف عن الرمز الديني

إنّ الرمز – كلفظ لغوي – يستخدم في إطار أدبي بلاغي، وأصله الصوت الخفي الذي لا يكاد يُفهم. وهو يستخدم تارة لإخفاء الدال، وإلباسه قالبًا من السريّة والغموض، وتارة لإضفاء قدسيّة على المدلول. وقد صوّر الله تعالى لنا بعض مواقف يوم القيامة، كالصراط والميزان والجنّة – بما هي مكانٌ لخلود المؤمنين خاصّة – بأوصاف عديدة، منها: أنهار من لبن وعسل، ومساكن طيّبة، وغيرها، وفصّل في بعض ما يناله المقرّبون في الدار الآخرة. ولاحقًا، أصبحت هذه الأوصاف رموزًا للنعيم الذي يناله هؤلاء، وحافزًا للآخرين إلى عمل الخير الذي يوصلهم إلى هذه الدرجات. فالرمز، لكي يؤدي الدور الذي سيق لأجله، على المتتبّع أن يدرسه ضمن سياقاته الخاصّة، من ظروف القائل والمتلقّي الثقافيّة والبيئيّة وغير ذلك.

وقد صوّر الله تعالى لنا بعض مواقف يوم القيامة، كالصراط والميزان والجنّة – بما هي مكانٌ لخلود المؤمنين خاصّة – بأوصاف عديدة، منها: أنهار من لبن وعسل، ومساكن طيّبة، وغيرها، وفصّل في بعض ما يناله المقرّبون في الدار الآخرة. ولاحقًا، أصبحت هذه الأوصاف رموزًا للنعيم الذي يناله هؤلاء، وحافزًا للآخرين إلى عمل الخير الذي يوصلهم إلى هذه الدرجات. فالرمز، لكي يؤدي الدور الذي سيق لأجله، على المتتبّع أن يدرسه ضمن سياقاته الخاصّة، من ظروف القائل والمتلقّي الثقافيّة والبيئيّة وغير ذلك.

تفسير جديد لاعتباريّات العلّامة الطباطبائي

ترجمة: حسن زين الدين

يَعدُّ العلّامة الطباطبائي أحيانًا ما ينبغي وما لا ينبغي أمورًا اعتباريّة يجعلها الإنسان بين نفسه وفعله ليصير الفعل ضروريًّا. ولديه في معنى الحسن والقبح رأيان: ١- يعدُّ الحسن والقبح أمرًا اعتباريًّا، وعبارة عن الملاءمة والمنافرة مع طبع الإنسان، وبما أن الناس متفاوتون في طباعهم، فإنّ الحسن والقبح يكون من الأمور النسبيّة، ٢- كما عدَّ الحسن والقبح عبارةً عن ملاءمة ومنافرة الفعل مع الغاية المرجوّة. يشير المعنى الثاني عند العلّامة إلى أنّه يعدُّ الحسن والقبح – بهذا المعنى – معقولًا ثانيًا فلسفيًّا، إلا أنّه لم يصرّح بذلك. ومن المهمّ التمييز بين هذين المعنيين، الأمر الذي لم يتصدَّ له أيٌّ من الشارحين لفكر العلّامة. وقد سعى المؤلّف في هذا المقال، وبنظرةٍ مقارنة إلى رسالة الاعتباريّات ومباحث تفسير الميزان، لبيان نظريّة العلّامة وتوضيح الفرق بينها وبين نظريّة النسبيّين والشكّاكين.

 Al-ʿAllāma al-Ṭabāṭabāʾī at times considers the incumbent (mā yanbaghī) and the proscribed (mā lā yanbaghī) mental existents that man takes upon himself for the act to become necessary. In regards to moral good and moral evil, al-Ṭabāṭabāʾī has two views: 1- moral good and moral evil are mental existents that are in harmony or disharmony with a certain person’s character. Since people’s characters differ, moral good and moral evil are relative. 2- Moral good and moral evil are nothing but a given act’s harmony or disharmony with the intended purpose. This second meaning advanced by al-Ṭabāṭabāʾī implies that he considered moral good and moral evil secondary philosophical intelligibles (maʿqūl falsafī thānī) although he never stated as much. It is central to distinguish between these two meanings, something that none of the commentators on al-ʿAllāma’s work so far have undertaken. In this article, the authors have sought, through a comparative approach to Risālat al-ʿItibārāt and Tafsīr al-Mīzān, to elucidate al-ʿAllāma’s theory and demonstrate the difference between it and the views of the relativists and the skeptics.