العودة إلى المِتافيزيقا

ترجمة: محمود يونس

تتعاطى المِتافيزيقا مع المبادئ التأسيسية منطلقةً من الوجود كمسلّمة. وإذا ما ارتأت بعض الأنساق المِتافيزيقية أن تبرهن على الوجود (الواقع)، فإنها تلج مولج الريب والنسبية لا محالة، فالواقع لا يُعلّق (ديكارت وهُسرل) إلى حين نُثبته، ولا يُنشأ (الفيزياء المعاصرة) كما لو لم يكن؛ بل هو يحضر، فحسب، في علاقة حوارية. أضف إليه، ليس الدليل الأوّلي على الوجود كائناً في وعي الذات وحدها، وإلا ما كان لنا أن نؤسّس انطلاقاً منه لأي واقعية مستقلة. إنما يكمن دليله في حضوره الدائم وإن كان لا يحضر بدون تقييدات أو بلا ملامح.

الزمن وعودة الأبدية

تحميل البحث: الزمن وعودة الأبدية

تأثّر مبحثُ الزمن بالكوجيتو الديكارتي (الذي جعل الذات في قِبال الخارج)، وبالفصل الكانتيّ بين الزمن الطبيعيّ والزمن ببُعده الإدراكي والإنسانيّ المعيش، ما أدّى إلى إقصاء الواقع في أوّلية الإدراك التأويلي مع هُسرل، وتنحية الإيمان والأبدية في منهج هايدغر القائم على محوريّة كينونة الذات – هنا. أمّا بحسب الأطروحة التدبّرية الإسلامية، فإنّ للزمن السيّال والمتجدّد في وجوده الخارجي واقعية، كما للزمن الأنفسيّ في وجوده الجمْعي في الذهن واقعيّتُه. ولئن كان للنفس المترقّية في مدارج الوجود قيّوميتها على الزمن الخارجي بما هو وجودٌ ضعيف، فلِسَعي الأخير نحو الوجود الفعلي الذي لا يجد له علاجاً إلّا من خلال الأبدية.

The study of time has been affected by the Cartesian Cogito (which opposed the self to reality), and by the Kantian separation between natural time and time in its cognitive and lived sense. This brought about the alienation of reality in Husserl’s primacy of perceptual interpretation, and the alienation of faith and eternity in Heidegger’s method based on the primacy of Sein. As with the Islamic deliberation thesis, the flowing and

renewable time is real in its external existence, as does psychological time has reality in the mind, in its collective existence. If the soul, progressing in the path of existential perfection, has a headship on external time inasmuch as it is a weak existence, then it is because external time seeks its actual existence which cannot find its cure but by way of eternity.

إدمُند هُسرل: الوعي الذاتيّ بالزمان

تحميل البحث: إدمند هسرل الوعي الذاتي بالزمان

ترجمة: محمود يونس https://al-mahajja.org/author/mahmoud-youniss/

يرى هُسرل أنّ سلسلة من اللحظات – الآن المنعزلة، لا تكفي لتشكّل أيّ موضوع، فلا بدّ من وجود نوع من الحضور للموضوع يكون ممتدّاً (مستمراً). فالآن المعيشةُ هي صيرورةٌ تشكِّلُ العلاقةَ بين ما هو ماض مباشر (من خلال الاستذكار الحضوري) ومُستقبل مباشر (من خلال الاستنظار الحضوريّ). هذه البنية المُتشكِّلة من الاستذكار والاستنظار الحضوريّين هي من أهم أبعاد الخبرة الإدراكية، وهي التي تشكّل بدورها، لحظات الزمان كماض وحاضر ومستقبل، في وحدة متماسكة من الخبرة الذاتيّة، بحيث يبدو للذات المّدرِكة أنّ الزمان في سيلان مستمرّ. أمّا الزمان المقصودُ هنا فليس هو الزمان الموضوعي، بل هو الحقل الزمنيّ البدئي.

It is in Husserl’s view that a series of separate now-moments, are insufficient to constitute any object. There must be a sort of enduring presential existence for the object. The lived now is a process constituting the relation between what is an immediate past (through retention), and an immediate future (through protention). Thus, the structure constituted by protention and retention is experience’s most important dimension, and it constitutes, accordingly, the moments of time as past, present and future, in a solid unity of personal experience, so as to seem, for the perceiving ego, that time is in a continuous process. As for the said time, it isn’t here the objective time, rather the primordial time field.