ثلات نكات في ما يخصّ منهجيّة العلم الإسلامي

 

استقرّت التعريفات الكلاسيكيّة على أنّ “موضوع كلّ علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية”. واستتبع ذلك البحث في ما يميّز علمًا عن آخرَ لجهة الموضوع المبحوث. وكأنّ الموضوع مقولة أنطولوجيّة بموجبها تترسّم الحدود الفاصلة بين العلوم. ولكن مع انقلاب التركيز من البحث الوجوديّ إلى البحث الإبستيميّ المعرفيّ، لم يعد من الممكن الاقتصار على السؤال حول “موضوع العلم”، بل ربّما تراجع هذا الاعتبار إلى خلفيّة المشهد لصالح تقدّم السؤال عن “البحث” نفسه، حتّى صار اختلاف المقترب العلميّ سببًا لاختلاف العلم – أو لإسقاط البحث نفسه من دائرة ما يستحقّ اسم العلم. وفي عصر يزدحم بسؤال الهويات، من الأفراد إلى الأوطان إلى الأدبيّات وغيرها، يصبح مشروعًا السؤال أيضًا عن “هويّة العلم” وما يلحقها من نتائج، وخصوصًا إذا اتّخذ ذلك العلم صفةً إنسانيّةً جامعة.