ترجمة: محمود يونس
تقبل الأطروحة المادّيّة بواقعيّة النظام السببيّ بعد أن تشترط حصر كلّ علّة بالعلل المادّية. من هنا، يرتبط السؤال المادّي الجوهريّ بالوصول إلى محكّ متين للتمييز بين ما هو مادّي وما ليس بمادّي. إن الإخفاق التاريخيّ للمادّية في الإجابة عن هذا السؤال, واستغراقها في الالتحاق بالعلم كما هو في راهنه، يجعل منها موقفاً فلسفياً قائماً على تسويغ تماميّة العلم (الفيزياء تحديداً) أكثر منها نظريّة ذات شروط صدق يمكن التحقّق منها، وإن رأى المادّيون إلى أنفسهم كمن يلتزم نظريّة ويعمل وفقها.