تحدّيات وموانع تحوّل العلوم الإنسانية وتوليد العلوم الإنسانية الإسلامية

ليست إشكاليّة ما سُمِّيَ بـ”أسلمة العلوم الإنسانيّة” مسألةً معرفيّةً-إبستيمولوجيّةً فحسب، بل اتّخذت في بعض الأحيان صفة السؤال عن الهويّة والرغبة في احتلال موقع ندِّيّ إلى جانب الآخرين (إن لم نقل التفوّق عليهم). وإضافةً إلى محاكمة المناهج والنتائج، فإنّ الضيق الذي يشعر به مفكّرون إسلاميّون تجاه علوم ترعرعت في الغالب في الغرب يدفعهم إلى التفكير في إعادة إنتاجها محليًّا أو من ضمن آليّاتٍ اعتادوها وألفوا مُخرجاتها. فالأسلَمة تستبطن شعورًا بالغُربة عن علومٍ تدّعي أنّها إنسانيّة كلّيّة، ولذا فهي تمثّل في جوهرها ادّعاءً مضادًّا بأنّ صفة “الإنسانيّة” تلك ينقصها ما يسدّه الإسلام (أيًّا يكن فهمه) ويكمّله. وثمّة جانب آخر للأسلمة تلك، يبرز في كونها شكلًا من أشكال مقاومة الهيمنة الغربيّة المادّية والفكريّة. وككلّ مشروع نهضويّ مقاوم، تتضافر التحديّات والموانع في وجهه، وإن لاحت بعض الإمكانات، إلى الحدّ الذي يصبح التفكير فيها قبل مواجهتها واجبًا أساسيًّا في حدّ ذاته.