مقاربة في شخصيّته وفكره

انتفض الخواجة نصير الدين الطوسي على ما كان سائدًا، فكريًّا، في عصره، داعيًا إلى تجديد إن في المنظومة الكلاميّة الشيعيّة، أو في المسائل الفلسفيّة، أو في المباحث العرفانيّة، فحظي، إذ ذاك، بموفّقيّة خاصّة، يكمن جلّها في (1) إعادة إحياء الدرس الفلسفيّ، و(2) إدخال البرهان الفلسفيّ إلى المنظومة الكلاميّة، و(3) ضبط المصطلح الكلاميّ على أساس فلسفيّ. أمّا في المباحث العرفانيّة فقد اختطّ الطوسي أغراض الرياضة الروحيّة، بما هو مغاير عن سابقيه، من مثيل ابن سينا، معتبرًا أنّ هذه الرياضة تمهّد لمراحل السير والسلوك هي بمراتب من التنوّع مختلفة، توصل السالك إلى “تلقّي فيض الحقّ”.