يحمل نصّ النبع للشاعر والروائيّ سديف حمادة كثيرًا من الإيحاءات والرموز والدلالات السيميائيّة الكاشفة عن رحم نصٍّ أدبيّ يتجاوز حدود الزمان والمكان، يخلق من الماء سرًّا وجوديًّا للحياة والاستمرار والتعلّق الذي يتمثّل بالأنوثة التي هي سرّ العطاء، من القدرة على الإنجاب، إلى المرأة التي تسكّن الجراح، وتشفيها، ثمّ ترسم بفكرها أُطر التمسّك بالحقّ وبالأرض وبالكينونة.
قدّمت هذه الورقة البحثيّة مسحة تأويليّة لرمزيّة الماء وفق الإجراءات الأسلوبيّة والسيمائية، من خلال رصد بعض التكرارات الأسلوبيّة وسياقاتها النصّيّة، والعمل على رصد المعنى الخفيّ المرتبط بالإحالة المرجعيّة الثابتة خارج النصّ، والثاوية في طيّات المعاني، مستثمرة المرجعيّة الثقافيّة والدينيّة للشاعر، وتوافقها مع السياق الأسلوبيّ للنصّ.