حال فلسفة الأخلاق في الحوزة العلمية في القرن الأخير

ترجمة: محمود عمّا

يعود تاريخ فلسفة الأخلاق بشكل رسمي في بلاد الغرب إلى القرن الأخير، ولم تكن فلسفة الأخلاق رائجة في الحوزة العلمية قبل انتصار الثورة الإسلامية. أمّا بعد انتصار الثورة الإسلامية، بدأ التوسّع الكمّي والكيفي بدراسة فلسفة الأخلاق. عرضت المقال لعلماء خاضوا هذا المبحث إمّا بشكل واضح ودقيق أو بشكل عرضي أصبح لاحقًا من المباحث الأساسيّة، منهم: الشهيد مطهّري، وآية الله الشيخ مصباح اليزدي، والعلّامة محمّد تقي جعفري، وآية الله السبحاني، وآية الله جوادي آملي.

 

The history of moral philosophy in the West dates formally to the last century. Moral philosophy was not prevalent in the Islamic seminary before the victory of the Islamic Revolution. After its victory, the study of moral philosophy began to develop quantitatively and qualitatively. This paper highlights scholars who examined this topic, either explicitly and precisely or incidentally, which later became one of the fundamental fields of study. Among these scholars are: Martyr Morteza Muṭahharī, ʾĀyat Allāh ash-Shaykh Miṣbāḥ al-Yazdī, al-‘Allāmah Muḥammad Taqī Ja‘farī, ʾĀyat Allāh al-Subḥānī, ʾĀyat Allāh Jawādī ʾĀmulī.

 

 

مسار تطوّر نظريّة الاعتدال في الأخلاق الإسلاميّة

ترجمة: حسين جهجاه

يرجع أصل نظريّة الاعتدال في الأخلاق الإسلاميّة إلى اليونان القديمة، وآراء أفلاطون وأرسطو، وإلى الحكماء المسلمين، أمثال: الكنديّ، والفارابّي، وغيرهما. وبحسب هذه النظريّة، تنشأ الفضائل الأخلاقية من مراعاة الاعتدال في قوى النفس، أمّا الرذائل الأخلاقية فهي وليدة إفراط وتفريط هذه القوى في أفعالها. وعلى الرّغم من أنّ الحكماء المسلمين تأثّروا بأفلاطون وأرسطو في هذه النظريّة، فإنّهم قد أدخلوا العديد من الابتكارات والإبداعات فيها. ومن الحكماء الذين كان لهم النصيب الأكبر من الابتكارات في هذه النظريّة، نذكر: ابن سينا، ومسكويه، والخواجه نصير الدين الطوسيّ، والراغب الأصفهانيّ. بعضُ هذه الابتكارات عبارة عن: دمج قاعدة الاعتدال عند أرسطو مع علم النفس عند أفلاطون، وتقسيم الفضائل إلى أربعة أجناس عالية، والرذائل إلى ثمانية منها، ووضعُ أنواع من الفضائل والرذائل الفرعية تحت هذه الأجناس العالية، وإضافة معيار الكيفيّة (الرداءة) إلى معيار أرسطو الكميّ في الإفراط والتّفريط، وتفكيك معاني العدالة المختلفة، وإضافة الفضائل الدينيّة والعرفانيّة إلى قائمة الفضائل، وتقديم نموذج شامل لمعالجة الأمراض النفسانيّة.