صانع الكون: ضرورة وفق قوانين الفيزياء الحديثة

يوفّر العلم الحديث، بطابعه الذي تغلب التجريبيّة عليه، دلائل قويّة تقطع النزاع في إشكالات عديدة تعتري الفهم الإنسانيّ للوجود والحياة. ولذا، لم يكن غريبًا توظيفه في جدالات الإيمان والإلحاد. وقد حضرت الصيغ العلميّة نفسها، بالنتائج نفسها، على كلتا الضفّتَين مؤدّيةً دور المدافع هنا ودور المهاجم هناك. غير أنّ التيّار الإلحاديّ يصرّ على كونه مستندًا إلى رؤًى علميّة موثوقة تعارض الأسطَرَة التي تطغى على السرديّات الدينيّة. وقد أدّى ادّعاء الملحدين تبنّي المنهج العلميّ والإخلاص له إلى تكريس صورة نمطيّة يظهر فيها الملحد عالمـًا/متعلّمًا مختصًّا بعلوم الفيزياء والأحياء والكموميّة وغير ذلك، وينشغل فيها الدينيّ بمباحث تقليديّة في اللاهوت والهرمينوطيقيا والتاريخ؛ كأنّ العلم الحديث جنديّ باسل في معسكر الإلحاد، لا بل هو حامل لوائه الأكبر. لكنّ الواقع يؤشّر إلى أنّ هذا التوظيف جائر ومجحف بحقّ العلم ونظريّاته، إذ يحيله إلى ما يُشبه “حصان طروادة” الذي يُراد منه الإيقاع بالخصم وحشره أمام معطيات يُدّعى أنّها موضوعيّة؛ والأدهى في ذلك أنّ هذا النهج لا يعدو كونه استخدامًا لنظريّات علميّة بصورة منحازة ومزاجيّة وبعيدة عن الأمانة العلميّة كلّ البعد.

Modern science, with its empirical nature, presents some strong evidence that have resolved many a dispute in man’s understanding of life and existence. Therefore, it was not farfetched that it was employed in the disputes on theism and atheism. The same scientific formulations, with the same results, have been presented by both sides, playing the defender here and the attacker there. However, the atheist current insists that it is based on sound scientific views that run contrary to the mythologization in religious discourse. This claim by atheists of their adoption of the scientific method and their devotion to it has led to the cementing of a stereotypical image portraying the atheist as the scientist/erudite, knowledgeable in physics, biology, quantum theory, and other fields, whereas the theist busies himself with the tradition as embodied in theology, hermeneutics and history. It’s as if modern science is a brave soldier in the atheist camp, rather it is its greatest flag-bearer. However, ­in actuality, this image is unjust towards science and its theories, because it renders it into a “Trojan horse” meant to defeat the opponent and corner him using information falsely claimed objective. What’s worse is that this current has done nothing but use scientific theories in a biased and arbitrary fashion, totally unrelated to scientific integrity.

الانحصارية الدينية (مقاربة برهانية في نقد التعددية)

تحميل الملف: الانحصارية الدينية (مقاربة برهانية في نقد التعددية)

تعريب (عن الإنكليزية): طارق عسيلي

يحاول الكاتبان في هذا النص، نقد مفهوم التعدّدية الدينية كما رآها هيغ ليأكّدا من خلاله أن الإنحصارية لا تتميّز بقوة برهانها النقلي المستوحى من النص الإنجيلي، إنما تتميّز أيضًا بقوتها البرهانية العقلية التي تستند إلى الأدلة المستنتجة من العلم نفسه. فالإنحصارية برأي الكاتبين تقدّم أفضل تفسير لمجال واسع من الحقائق عن الله والوجود والإنسان، وهي إن لم تقدّم التفسير النهائي، إلا أنها تقدّم التفسير المرضي والأكثر عقلانية للبراهين المتوفّرة بأقل صعوبة.