مراتب وجود القرآن عند علماء المسلمين: دراسة في الحقيقة والمعنى واللفظ

تسالم المسلمون على أنّ الله متكلّم، وأنّ القرآن كلامه، في حين اختلفوا على وجود رتبة للقرآن قبل رتبة وجوده في اللوح المحفوظ. وفيما خلا الغلاة من الحنابلة والمحدّثين الذين ذهبوا إلى كون القرآن المتلوّ والمكتوب مخلوقًا، فإنّ المذاهب الفكريّة المختلفة تنازعت حول كون الكلام هو العلم، أي هو قديم قائم في الذات، أو هو صفة أزليّة قائمة في الذات لكنّها غير العلم وغير الإرادة، أي ما سمّي بالكلام النفسي، وهو ما ذهب إليه الأشاعرة ورفضته المعتزلة والإماميّة على أساس (1) اشتمال العلم للتصوّر والتصديق معًا، بما ينقص كلّ اختلاف بين الكلام النفسي والعلم، و(2) عدم قبول التمييز الأشعري بين الإرادة والطلب.

While it has been a matter of consensus, among Muslim scholars, that God is a Speaker (Mutakallim), and that the Qurʾān is His Words, they disagreed upon the existence of a rank thereof before its existence in the Guarded Tablet. With the exception of extreme Hanbalis who held that (even) the written, and recited, Qurʾān is created, different schools of thought disagreed upon whether Divine Speech is one and the same as Divine Knowledge – that is to say ancient and inherent in the Divine essence – or if Speech (here dubbed “al-Kalām an-Nafsī”) is an eternal attribute inherent in the Divine essence, albeit different from Knowledge and Will. This Ashʿarite adopted position was declined by Muʿtazilites and Imamites, for (1) Knowledge embraces both confirmation and concept, thus repelling any difference between al-Kalām an-Nafsī and knowledge, and (2) the refusal of the Asharite distinction between demand and will.

الإيمان في المجال الكلامي الإسلامي

الايمان في المجال الكلامي الاسلامي

الإيمان من المصطلحات الإشكالية التي شغلت الساحة الإسلامية منذ نشأتها، فهو المحرّك الأساسي للكثير من الحركات السياسية والدينية والاجتماعية؛ لذلك تعدّدت الأفهام حوله، والتعابير الدالة عليه، وكان مدخلًا للعديد من التنظيرات العقائدية، وهذه الإشكالية ليست إسلامية بحتة؛ بل نجد جذورها في الكثير من الديانات، ولكننا سنعالجها في الإطار الإسلامي؛ لا سيما في المجال الكلامي.