إعادة النظر في المعرفة: “الأسلمة والمستقبل”

ترجمة ديما المعلّم

يشكّل نقاش أسلمة المعرفة حيّزًا محوريًّا بلحاظ آفاق المسلمين المستقبليّة، إذ يركّز هذا النقاش، أكثر ما يركّز، على طبيعة الهويّة الإسلاميّة، والحداثة، وطرق التفكير في الواقع الإسلاميّ، حاضرًا ومستقبلًا. ولكن قد تداخلت في هذا النقاش، عينه، عوامل أدّت إلى تهميش الهويّة الإسلاميّة بالنسبة إلى المشاركين فيه وإلى مراقبيه على حدّ سواء. أمّا هذا المقال، فهو ينظر إلى الأسلمة على أنّها مشروع حضاريّ (1) مرجعه القرآن، و(2) قوامه إعادة النظر في المعرفة. كما يحلّل المقاربات المؤسّساتيّة والمفاهيميّة المعتمَدة. وتجدر الإشارة، في هذا السياق، إلى أنّ عمليّة إنشاء فروع معرفيّة جديدة، في إطار الأسلمة، هي ثلاثيّة الأطراف، ترتكز على (1) الكلّانيّة، و(2) محوريّة المجازفة والشكّ، و(3) الاعتراف بالجهل. ثمّ إنّ الأسلمة تنطوي على نقد الحضارة الغربيّة، ما يجعلها تبدو ذات نزعة رفضيّة، لكنّ هدفها، في الحقيقة، ليس إلّا التوفيق بين نظرتَين مختلفتَين. ويعدّ خطاب الأسلمة، راهنًا، تنظيريًّا، فالتطبيق يحتاج إلى ممارسة وجهد، كليهما.

العلمانيـة في الخطاب الإسلامي

تحميل البحث: العلمانية في الخطاب الاسلامي- حسين رحال

يحلل هذا البحث العلاقة بين الاتجاه الإسلامي والعلمانية، هذه العلاقة التي سادها الكثير من سوء الظن المتبادل، فقد تميّز الخطاب الإسلامي منذ العشرينات بموقف سلبي من العلمانية، خصوصاً وأنّ الظروف السياسية المحيطة بأول تطبيقاتها في البلدان الإسلامية، جاءت مقترنة بهزيمة عسكرية، وإملاءات سياسية على الدول الإسلامية والعربية، وترافقت مع وقوع المنطقة العربية في قبضة الاستعمار الغربيّ، وسريان موجة من الليبرالية الثقافية والهُويّات الوطنية التفتيتية على حساب مفهوم الأمّة الواحدة (الفرعونية، الفينيقية..). الأمر الذي دفع العديد من القوى الاجتماعية إلى فرز مواقفها بوضوح والابتعاد عن سياق الموقف التوفيقي بين الحضارتين الإسلامية والغربية.