الرمزيّة مبدأً لاهوتيًّا

يتناول الكاتب في هذا المقال الرمزيّة، بوصفها مبدأً لاهوتيًّا في فلسفة الدين، متحدّثًا عن الصور الشعريّة في لغة الدين عمومًا. لكنّ اللغة الشعريّة واللغة الدينيّة تختلفان اختلافًا جذريًّا في نهاية المطاف، وذلك لأنّ لغة الدين تتناول الشيء في ذاته (noumenal)، ولغة الشعر تتناول الظواهريّ (phenomenal). وينحو التوجّه المعاصر إلى القول إنّ الدين ما دام متماهيًا مع الشعر، فهو متماه مع الأسطورة: صحيح أن علاقةً تربط الدين والأسطورة، لكنّها ليست علاقة ارتباط ذاتيّ، لا سيّما أنّ القدح بالأسطورة، على أنّها نوع من الكذب، يجعل من استخدام هذا المصطلح أمرًا خطيرًا. من ناحية أخرى، يجمع علماء اللاهوت والفلاسفة الممحّصون على أنّ الدين الوضعيّ لا وجود له من دون عناصر أسطوريّة بالمعنى الفلسفيّ لكلمة أسطورة، التي تكتسب، في الوعي الدينيّ، معنًى جديدًا؛ لتصير أمرًا رمزيًّا. في هذا المقال، يرمي الكاتب إلى البحث في لغة الدين من أجل فهم العنصر الرمزيّ الكامن في الدين واللاهوت معًا، معتمدًا على محوريّة الرمزيّة في اللغة عمومًا.

الرمزية الدينية

تحميل البحث: الرمزية الدينية- ولتر ستيس

يعالج  “ولتر ستيس” في هذا البحث، موضوع “الرمزية الدينية”، فيعتبرها تختلف عن أية رمزية أخرى “غير دينية”، فهي لا يمكن أن تترجم إلى لغة حرفية؛ لأنها تنطلق من خبرة أو تجربة، فيما الرمز والمرموز إليه في الرمزية غير الدينية تبنى عبر علاقة “المعنى”، نجد أن هذه العلاقة في الرمزية الدينية هي علاقة “استشارة” أو علاقة استدعاء”. وانطلاقاً من هذا الفهم، يبدأ بالرد على الفلاسفة الوضعيين، الذين اعتبروا اللغة الدينية مجرد ألفاظ منطوقة لا معنى لها، فيؤكّد على تهافت هذه النظرة التي لم تستطع أن تتنبّه إلى أهمية هذه اللغة لدى أجيال متعاقبة في البشر، ظلت تقتبس هذه الكلمات المشهورة، ليصل بعد ذلك إلى تفسير الأمر بأن هذه الكلمات تستثير في نفوسنا قدراً من تلك الخبرة التي عاناها صاحب هذه الكلمات نفسه.