بين الكشف والبرهان ونقيضه ملاحظات في الشعر والفلسفة

لئن تميّز العرب على امتداد تاريخهم الطويل بالقرآن والشعر، كليهما، اللذين كانا على أشدّ اختلاف نظرًا إلى بعض السياقات القرآنيّة التي تعاطت مع الشاعر بما حيث هو ضدّ للنبيّ، فإنّ المتصوّفة المسلمون تنبّهوا إلى ظلال وأبعاد خفيّة في القرآن اتّخذوا منها مادّةً لأشعارهم وشطحهم. فباتت الحقيقتان، الشعريّة والفلسفيّة، تجلّيات إن لمستور مِتافيزيقيّ واحد. وفيما تؤمّن اللغة الفلسفيّة غبطةً عقليّةً فإنّ اللغة الفنّيّة تذهل عن العقل نحو الذهول، ليختلف النصّ الفلسفيّ، إذ ذاك، عن النصّ الشعريّ في الطريقة والأثر في أثناء السعي نحو المستور أو الغيب.

مفهوم “الوحي” في المسيحيّة

لم تتخلَّ المسيحيّة، مع ارتباك العلاقة بين الوحي والعقل في أواخر العصور الوسطى، عن القول بموضوعيّة الوحي، أو التأكيد على رفعة مكانته الإبستيميّة. أمّا وقد بدأت المنظومة المسيحيّة، بشقّيها الكاثوليكي والإنجيليّ، تنوء تحت ثقل تركة الحداثة، مع ما يعنيه ذلك من فرض المرجعيّة المعاياريّة العقليّة، وصعود الأداة التجريبيّة كمفصل معرفيّ، والتأكيد على تاريخانيّة الفهم البشري، فإنّ التحام اللاهوت المسيحي مع هذا النقد جاء بآثار إيجابيّة على فهم الوحي بعامّة؛ بل لقد استعادات القراءة المسيحيّة، إثر هذا التعاطي الإيجابي، مفهومها الجوهري للوحي بما هو كشف للذات الإلهيّة وعطاء لها بها.

The relationship between revelation and reason incurred some deep complications by the end of the medieval ages. Still, Christianity maintained an objective reality of revelation and granted it a prominent epistemic status. Christianity, then, fell under the heavy burden of modernity. But as the Christian system of thought, Catholic and Orthodox, engaged with the imperatives of modernity (the normativity of reason, the rise of empiricism, the assertion of the historicity of human understanding), this impact produced positive outcomes. The Christian approach to revelation even retrieved, as a result of this interaction [with modernity], its essential understanding of revelation as an uncovering of the Divine Essence, whereby this Essence is given [to us] through itself.

لمحة عن التصوف عند ملا صدرا في “إيقاظ النائمين”

تحميل البحث: لمحة عن التصوف عند ملا صدرا في ايقاط النائمين- محمد خنساري

ترجمة: طارق عسيلي https://al-mahajja.org/author/tarek-oussaili/

يمكن من خلال قراءة كتاب “إيقاظ النائمين” للحكيم “صدر المتألهين الشيرازي”، الوقوف على الجانب الذوقي في جهود الشيرازي، لبلوغ الحكمة التي أعاد تشييدها من خلال الجمع بين الكشف، والعقل، والوحي… خاصة أن مضمون “إيقاظ النائمين”، والمنهج المتّبع فيه، إنما يندرج في إطار الفعالية العرفانية. وبحسب تعبير حكيم شيراز: “المنهج المستخدم فيها (رسالة إيقاظ النائمين)، لا علاقة له بالبرهان؛ لأن العرفاء هم أهل الكشف والشهود… وهذا يتخطى الإدراك العقلي، والمشاعر النفسية”.