السينوية ونقد هايدغر لتاريخ المِتافيزيقا

كان لإرث ابن سينا الأنطُلوجيّ أثرٌ كبيرٌ يتعدّى التوسّط، في تفعيل التواصل، بين كتابات أرسطوطاليس وتأويلاتها التجديدية عند السكولاستية، وقد نظر إليه هايدغر كمعلَم أوّل في مسار القول بأصالة الماهية المكتملة نظماً عند هيغل. هنا ننظر إلى أنطُلوجيا ابن سينا في معالجتنا لمسألة الوجود والكينونة من منظار هايدغر النقديّ لتاريخ المِتافيزيقا المتصادم فكرياً مع التحدّيات المعرفية والوجودية النابعة من تطور العلوم الحديثة. وهذه قراءة تنطلق من التفكّر في الوجود من حيث هو وجود، أي من التأمّل بالمفاهيم الأساسية المترابطة بالفكر الأنطُلوجيّ وتبعاته المعرفية، في مسعى لرفع السينوية من مصيرها الأرشيفي ومن التأطير التأريخي المحض الذي ينتابُها والفلسفة الإسلامية ككل.

بعض المشكلات الماورائيّة في الأشكال الرمزيّة عند كاسيرر

ترجمة: أريج بشارة

حاول الكاتب في مقاله بيان رؤية إرنست كاسيرر بخصوص بعض المشكلات الماورائيّة في تفسير الأشكال الرمزيّة، مستعرضًا آراء كانط وهيغل اللَّذين ناقشهما من وجهة نظر كاسيرر، فعرض ما توصّلا إليه من فلسفة التفكير والأشكال، فضلًا عمّا وافقهما عليه كاسيرر، وما خالفهما فيه، من خلال النماذج التي استعرضها الكاتب، مثل: الأسطورة، والفنّ، واللغة، والدين. فالإنسانيّة – من وجهة نظر كاسيرر – هي قدرة الإنسان اللامتناهية على الترميز. كما أنّ مهمّة الفلسفة – في رأيه – استعراض وظيفة الرمز، والتي بدورها تشكّل مسارًا للتقدّم، ومنهجًا لاكتشاف الأشياء وفهمها.

تأصيل الفنّ وتحريره في نظريّة كانط الجماليّة

عرض الكاتب في بحثه نظريّة كانط الجماليّ، معتمدًا على كتاب رئيس، هو نقد الحاكمة، أو نقد ملكة الحكم (1790)، مستفيدًا من الترجمة الإنكليزيّة للكتاب critique of judgment.Tr. By J.c Meredith، ذاهبًا إلى أنّ الترجمة العربيّة كانت أحد اسباب سوء فهم نظريّة كانط.

والكتاب محاولة لاستكمال الثلاثيّة الكانطية في المعرفة والأخلاق والوجدان؛ حيث تقع ملكة الحاكمة بين العقل النظري والعقل العملي، موضحًا الفرق بين نظريّة كانط ونظريّة هيغل الذي يرى أن لا علم للجميل، ولا نقد له.

كما أنّ لحكم الذوق عند كانط أربعة شروط أو تحديدات لجهات مختلفة، هي: الكيف والكمّ والإضافة والشكل، مؤكّدًا حياديّة الحكم الجمالي. وهو ما أسّس بحسب الكاتب لتصوّر فلسفي معاصر، يتطابق تمامًا، بل ربما أسّس لكلّ نزعات الحريّة وحقوق الإنسان في يومنا هذا.