ثمّة بلا ريب من علقة ما بين النفس والجسد، إذ هي تشعر به، وتحيط بكلّ ما يصيبه من آلام وبلاءات. تسالم بعض على أن ثمّ جنبتين للألم. (1) الألم من حيث هو فعل إلهيّ مفروض على الإنسان، يسلب منه الرفاه واللذّة، باحثين في موقعيّة العدل الإلهيّ من ذلك؛ و(2) الألم من حيث هو حالّ في الإنسان كيما يرتقي به، ويصقل جوهره الإنسانيّ. وعليه، يصبح الألم لطفًا إلهيًّا آخذًا الإنسان، بما هو إنسان، نحو الكمال الأوّل.
الكاتب: علي الموسوي
آية الاستخلاف: قراءة مقارنة بين تفسيرين
تحميل البحث: آية الاستخلاف
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾
هذه الآية هي من الآيات التي شكّلت محورًا مهمًّا للمفسّرين والمفكّرين، وارتبطت بأبعاد عقائدية، وأسئلة كونية، ترتبط بالإنسان ووجوده ومصيره، وتعدّدت الاتجاهات في تفسيرها، وانطلق كل مفسّر من أسئلة مُسبقة لديه ليستنطق الآية عن إجابات يطلبها ويسعى ليكوّن من هذه الأجوبة أسسًا يبني عليها منظومته الفكرية.
وسوف نسعى في هذه المقالة في دراسة اتجاهين في تفسير هذه الآية، لكل اتجاه رؤيته التي انطلقت من خلال ما أراد علاجه من خلال النظر في هذه الآية والأسئلة التي كان يطلب إجابات عنها.