مفهوم الجسد في فكر موريس ميرلوبونتي

تُمثّل الفِنُمِنولوجيا أحدَ موقفين – ثانيهما الديكارتيّة بمُحمَّلاتها الأفلاطونيّة – يُعبّران، في الغرب، عن الموقف من الجسد. ويقف ميرلوبونتي شاخصًا دالًّا على هذا الموقف، وإن احتفظ بتميّزه وخصوصيّاته. فالجسد، عند ميرلوبونتي، يحتضن، في بنيته الفِنُمِنولوجيّة، المعنى النهائيّ للوجود، فهو محرِّك الكائن في العالم. ولا يُعبَّر عن الذات، إن لم يكن للجسد دخالة. أمّا مورد الدخالة، فهو اشتماله على وظائف ثلاث أساسيّة (الحركة، النظر، والجنسانيّة)، وإن لم يمكن، بحال، أن يُختزَلَ إليها. وبهذه الوظائف يكون الجسد موردًا للمعرفة، ومحلًّا للانفتاح على الآخر، إذ لا معرفة، ولا انفتاح، دونما اختبار؛ ولا اختبار دون الجسد.

The attitude towards the body in the West is represented by two broad positions. One would be    Platonism-laden Cartesianism; the other Phenomenology.  Merleau-Ponty, while quite unique in his own right, is expressive of the phenomenological stance. He sees the body as retaining, in its phenomenological composition, the final meaning of existence; it moves the being-in-the-world. Such attributes are had by the body in virtue of its capacity to carry out three main functions – though it’s reducible to none: vision, movement and sexuality. Through these functions, it becomes a site for knowledge, a place for openness to the other. For no knowledge, or openness, can happen without experience, and no experience outside the body; the self can never be articulated were it not for the body.

إشكالية المتافيزيقا في الفكر الأوروبي

باتت المِتافيزيقا، منذ عصر الأنوار، خارج الدائرة الفلسفية، إذ عُدّت قضاياها غير ذات معنًى، وكانت في تناقض مع روح الحداثة الصاعدة. وقد قاربت الحداثة هذه المسألة من خلال الانحسار الدينيّ التدريجي، على المستويين الفرديّ والاجتماعيّ. أما في مداولات اليوم في الدينيّ، فثمّة تيّاران أساسيّان لدى ورثة التنوير، يعبّر عن أوّلهما هابرماس الذي يرى أنّ مضمون الدين يستمرّ ضمن رؤية أخلاقية معلمنة تحفظ الاندماج الاجتماعي، وعن ثانيهما غوشيه الذي، وإن قال بخروج الدين من البنية الاجتماعية، فإنّه يراه مسترجعاً حضوره في الاختبار الفردي فحسب.