منازل الفلسفة الغربية في فكر الطباطبائي: استعراض موجز لكتاب “أصول الفلسفة والمنهج الواقعي”

لا بد، في سياق لحاظ النتاج الفلسفي للعلّامة الطباطبائي، من الوقوف على كتاب أصول الفلسفة والمنهج الواقعي وإفراد حيّز خاص له باعتباره أحد أهم ركائز وأركان نظام العلّامة الفلسفي. وقد لا نجانب الصواب إن قلنا إنّ هذا الكتاب يعتبر من أنضج التجارب الفلسفية التي قاربت طروحات الفلسفة الغربية – الأنطولوجية والإبستيمولوجية على حد سواء – بنَفَس إسلامي. وفيما يلي مقال تعريفي بالكتاب.

Upon reflecting on al-ʿAllāmahaṭ-Ṭabāṭabāʾī’s philosophical works, it is inevitable to stop by his ʾUṣūl al-Falsafah w-al-Manhaj al-Wāqiʿī [the Principles of Philosophy and the Method of Realism] per se as it represents the most crucial pillar in the philosophical tradition of al-ʿAllāmah. It holds true to posit that this book is deemed as one of most mature philosophical experiences approaching the treatises of western philosophy – those ontological and epistemological, equally – imparted with an Islamic breath. The following article, accordingly, introduces this book.

خصائص المدرسة الفكريّة عند السيّد محمّد باقر الصدر قراءة في المنهج

عمل الصدر على صياغات منهجيّة متنوّعة ومتعدّدة بتعدد طبيعة الموضوعات وحقولها المعرفيّة. فمن أهمّ أدواته المنهجيّة؛ المنهج العقلي الأرسطي في المنطق بقياساته وأدلّته، وسلكه الصدر في كتابه فلسفتنا، وارتكز على نظرية المعرفة كمنهج محكم وقاعدة لإثبات أي بناء علمي وفكري فلسفي وعقائدي؛ والمنهج الاستقرائي العلمي الذي أسماه بالمنهج الذاتي لنظريّة المعرفة واعتبره اتجاهًا جديدًا. وحاول حلّ الإشكاليّة المنطقيّة في عمليّة الاستقراء، والتي تكمن في كيفية القفز والانتقال من الخاصّ إلى العامّ.

آفاق التعدّد المنهجي في منظومة العقل الوحياني عند العلامة عبد الله الجوادي الآملي

لم يتمكّن أصحاب المنهج التجريبي إلّا أنْ يُخضعوا النفس الإنسانيّة العالِمة للتفكيك والتجزئة في المعرفة المُكتسبة، كما أخضعوها لثنائيّات المتعالي والدنيوي (الحسي)، حيث حصروا كلَّ العلوم مهما كانت موضوعاتها في السلسلة الأفقية العرْضية اتّكاءً على منظومة الوجود المنحصرة في عالَم المادّة والحسّ؛ أمّا العقل الوحياني عند الآملي فيرتبط بمنظومته التفكيرية في علم المعرفة، القائمة على التعدّد والغنى المعرفيَّيْن، حيث الوجود غير منحصرٍ في عالَم الحسّ والتجربة، بل يتعدّاه طوليًّا إلى عوالِم أخرى، فيعطي العقلَ الإنساني القدرة على إبداع الحلول للمشكلات المعرفيةّ المُستجدّة بحسب القدرة والقابلية الإنسانيَّتَيْن.

 

فلسفة الشيخ الزنجاني

اتخذ المنحى الفلسفي السمة البارزة في شخصيّة الزنجاني. فقد آمن بأصالة الفكر الفلسفي في المنظومة المعرفيّة للإسلام، وتبنّى نظريّة الحركة الجوهريّة التي كان صدر الدين الشيرازي رائدها.

كما أقام الأدلّة على أصالة الوجود تحقّقًا وجعلًا، وكان من أوائل الذين أدخلوا مصطلح نظريّة المعرفة في مباحث الفلسفة الإسلاميّة عمومًا، والحكمة المتعالية خصوصًا. وقد كان من نتائج نظريّة الزنجاني في المعاد الجسماني القول بإمكانيّة تكامل الإنسان بعد موته، وهذا يدلّ على حفظ العلاقة بين النفس والجسد المقبور.

The philosophical bent has been the most prominent feature in Sheikh al-Zanjānī’s character: he held the autochthonous nature of philosophical thought in the intellectual system of Islam, adopting the theory of essential movement (al-ḥaraka al-jawhariyya) pioneered by Ṣadr al-Dīn al-Shirāzī. He also established proofs for the principality of existence at the levels of actuality and instauration, and he was of the first scholars who introduced the term “epistemology” into Islamic philosophy in general, and transcendental philosophy in particular. Of the consequences of Sheikh al-Zanjānī’s theory on the corporeality of the resurrection was the possibility of man reaching his perfection after death, which means that the relation between the self and the body interred in earth persists beyond the grave.