إشكالية المتافيزيقا وأزمة تجاوزها في فلسفة العلم المعاصرة: جدل الفكر والواقع عند غاستون باشلار

فاقم انهيار اعتبارات الفيزياء الكلاسيكية، مع ظهور نظرية الكوانتم، من الحملة التي شنّها الريبيّون والكانتيّون على المِتافيزيقا كمبحث شرعي في المعرفة الإنسانية. وفي جهد للحدّ من تطرّف المواقف الوضعية والنسبية جرّاء ذلك، قام باشلار، متابعاً مديّات التأويل المثالي العقلاني التي افتتحها هايزنبرغ، بالتأسيس لأصالة الواقع الرياضي مفسحاً في المجال لموضوعية ما، بيد أنه، بذلك، صيّرها (الموضوعية) إنشاءً نظرياً نزع الصبغة المادّية الجوهرية عن الكون، مُسقطاً بذلك مبدآ الذاتية وعدم التناقض، ومحيلاً الواقع إلى اللاواقع.

العقلانية النقدية في فلسفة العلم المعاصرة

أضحت الفلسفة، بين يدَي المسار الذي وصلَ بالنزعة الاختبارية إلى الوضعيّات المتحاملة على المتافيزيقا، نظرية في العلم، رائدُها التحليلُ والتحقُّق؛ التحليل للبتّ في الاتساق المنطقيّ للغة العلم، والتحقُّق للتثبّت من تصديق التجربة للمعرفة. وأفضى هذا المسار إلى نفي إمكانية فهم العالم نتيجة العقم الذي أصاب الفلسفة والعلم جرّاءه. فكانت انتفاضة العقلانية النقدية عند بوبر لتعيد الاعتبار إلى المتافيزيقا بما هي موقف متجاوز للعلم والخبرة الحسّيّة معاً، ولتؤكّد على قدرة العقل الخلّاقة على النفاذ وراء الطابع الظاهريّ للعالم الفيزيائيّ.

العلم بين التاريخ والفلسفة والدين: مراجعة وتقييم

تحميل البحث: العلم بين التاريخ والفلسفة والدين- مراجعة وتقييم- قراءة الدك

تشكّل القراءات التالية، محاولة فريدة للوقوف على حقيقة “العلم”، انطلاقاً من العلاقات الإشكالية التي تربطه بالتاريخ، والفلسفة والدين. وبالتالي تتجلى فرادة هذه القراءات في سعة الدائرة الموسوعية، التي تحاول الأخذ منها في سبيل إنتاج رؤية تقارب الشمول، من خلال العودة إلى أحد عشر مؤلفاً يتناول موضوع “العلم”، لتجيب على أبرز التساؤلات والإشكاليات الدائرة حوله.