فاقم انهيار اعتبارات الفيزياء الكلاسيكية، مع ظهور نظرية الكوانتم، من الحملة التي شنّها الريبيّون والكانتيّون على المِتافيزيقا كمبحث شرعي في المعرفة الإنسانية. وفي جهد للحدّ من تطرّف المواقف الوضعية والنسبية جرّاء ذلك، قام باشلار، متابعاً مديّات التأويل المثالي العقلاني التي افتتحها هايزنبرغ، بالتأسيس لأصالة الواقع الرياضي مفسحاً في المجال لموضوعية ما، بيد أنه، بذلك، صيّرها (الموضوعية) إنشاءً نظرياً نزع الصبغة المادّية الجوهرية عن الكون، مُسقطاً بذلك مبدآ الذاتية وعدم التناقض، ومحيلاً الواقع إلى اللاواقع.
الكاتب: خنجر حمية
العقلانية النقدية في فلسفة العلم المعاصرة
أضحت الفلسفة، بين يدَي المسار الذي وصلَ بالنزعة الاختبارية إلى الوضعيّات المتحاملة على المتافيزيقا، نظرية في العلم، رائدُها التحليلُ والتحقُّق؛ التحليل للبتّ في الاتساق المنطقيّ للغة العلم، والتحقُّق للتثبّت من تصديق التجربة للمعرفة. وأفضى هذا المسار إلى نفي إمكانية فهم العالم نتيجة العقم الذي أصاب الفلسفة والعلم جرّاءه. فكانت انتفاضة العقلانية النقدية عند بوبر لتعيد الاعتبار إلى المتافيزيقا بما هي موقف متجاوز للعلم والخبرة الحسّيّة معاً، ولتؤكّد على قدرة العقل الخلّاقة على النفاذ وراء الطابع الظاهريّ للعالم الفيزيائيّ.
المنهج، المنطق والمعرفة في الاتّجاه النقديّ لأبي البركات البغداديّ (2)
تحميل البحث: الاتجاه النقدي عند ابي البركات البغدادي 2
في معالجته للمنطق والمعرفة عند أبي البركات البغداديّ، يعدِّد الباحث المَواطن التي كان فيها للبغداديّ إسهامات وإبداعات؛ أوّلاً في المنطق ومن ثمّ في مسألة الإدراك العقليّ. ففيما يتعلّق بالمنطق الصوريّ، قال أبو البركات بنسبيّة المعرفة – بمعنى أنّ المعرفة بالأشياء تتفاوت بحسب ما ندركه منها كمالاً ونقصاً، لا بمعنى أنّه يعتبر المفاهيم والتصوّرات مجرّد أشباحٍ للواقع العينيّ –، وبأنّ الكليّات هي مجرّد أسماء لا حقائق، كما كان له نظرته الخاصّة للحدود والأسماء إذ اعتبر أنّ ما يُطلَق على الأشياء من حدودٍ تُعرّف بها، إن هي إلّا مواضعات نتّفق عليها، تتّسع مع اتّساع معارفنا. كذلك كان أبو البركات سبّاقاً في القول بإمكانيّة تركُّب القضيّة الحمليّة وارتباط ذلك بتعدُّد الحكم فيها.
أمّا فيما خصّ مسألة الإدراك، فقد اعتبر أبو البركات التفرقة بين مدرَكات حسّيّة وأخرى عقليّة، وبالتالي، بين مدرِكٍ عقليّ ومدرِك حسّيّ، تفرقةً مصطنعة، تكبّدها المشّاؤون كيما يتفادوا القول بانقسام الصور العقليّة وانقسام النفس بنتيجته، فكان له رؤيته الخاصّة في هذا الشأن.
In dealing with logic and knowledge in Abu al-Barakāt al-Baghdadī’s oeuvre, Dr.Hamiyyeh recognizes where al-Baghdadī was capable of renovating and developing;
firstly, in logic and secondly in the issue of mental cognition. As to formal logic, Abu al-Barakāt believed in the relativity of knowledge – relative in that knowledge of things varies (in completeness) according to what we perceive of it, not that concepts are mere ghosts of an external reality –, and that universals are just names not realities.
He also had his own view concerning logical terms and names as he considered the terms we use to identify things to be only designations that we agree upon, and that these designations expand as our knowledge expands. Furthermore, Abu al-Barakāt was a pioneer when he proclaimed the [possibility of] composition in categorical propositions when more than a judgment is included.
المنهج، المنطق، المعرفة- في الاتجاه النقدي عند أبي البركات البغدادي
تحميل البحث: المنهج المنطق المعرفة
لم يأت نقد أبي البركات البغدادي للفلسفة المشائية في موقع المعاداة للفلسفة كفلسفة أو المعاداة للفكر اليوناني؛ بل هو نَقَدها من موقع الفيلسوف الذي رأى فيها انحرافاً عمّا وضعت له أصلاً، بعد أن أغرقت في الترميز والتعقيد واللغو اللفظي.
ويرتكز منهج أبي البركات في كل معالجة على ما يسمّيه بالمعرفة الأولية أو أوائل الذهن ولكن أيضاً على اعتبار أهمية ما ينتجه الوهم دونما تبخيس بدور العقل. ثم عندما يعالج المنطق الأرسطي فلا يقترف في معالجة فن المشاء بل هو يقرّ المنطق الأرسطي كما هو لكنه يعتبر أن المنطق لم يوضع لكلّ الناس.
التأويل المعرفي الوجودي للعبادة “منهج ونموذج تطبيقي”
تحميل البحث: التأويل المعرفي الوجودي للعبادة- دكتور خنجر حمية
إنّ النظرة إلى العبادة في الإطار الديني أعم من أن تقتصر على النظرة الفقهية، إذ يمكن مقاربة مفهوم العبادة معرفياً ووجودياً انطلاقاً من رؤية العرفاء التي تقوم على مبدأ التمييز بين الظاهر والباطن في الشريعة وهو ما يتناوله البحث…
نقد السهروردي لمنطق المشائين
تحميل البحث: نقد السهروردي لمنطق المشائين- د.خنجر حمية
يستعرض الكاتب في هذا النص موقف السهروردي في حكمة الإشراق ونقده لها. وهو يؤكّد أن فيلسوفنا لا يرفض المنطق بشكل عام، إنما حاول أن يقوم بما قامت بها الأفلاطونية المحدثة من ردم بعض الثغرات الموجودة في المنطق الأرسطي كما أراد أن يظهر عدم كفايته كأداة للوصول إلى معرفة حقيقية، وعجز كثير في أنساقه وضوابطه عن إنتاج اليقين، واحتوائه على كثير مما لا حاجة له ولا فائدة منه ولا منفعة فيه، من التصورات والأفكار والمفاهيم، واكتفائه برسم طرق المعاني، وبيان وسائل تحصيل الاعتقاد بالفكر، وهو عندهم أدنى مراتب المعرفة وأخسّ درجات العلم؛ ولأنه لا يولي المعرفة الناتجة عن استشراف الحقيقة الكونية استشراقًا روحيًا، واكتناه الوجود اكتناهًا جوّانيًا، ولا يعير تنور النفس بإشراق الحقائق وهو أعلى مراتب العلم اهتمامًا.
الفلسفة العربية – الإسلامية (تنوع في القراءات والمعايير)
الفلسفة العربية – الاسلامية- دكتور خنجر حمية
يستعرض الدكتور خنجر حمية في هذا البحث اتجاهات الفلسفة الإسلامية المعاصرة من خلال الأثر الذي تركته على كل جهد فلسفي، والفعالية التي يملكها كل نمط تأمّل وتفكير، ويحاول الباحث تحديد المدى الذي أمكن لكل هذا الجهد أن يسهم من خلاله في تحديد وعينا الفكري، وفي تطوير رؤيتنا الفلسفية للإنسان والعالم.
تطور نظرية وحدة الوجود في العرفان الشيعي
تحميل الملف: تطور نظرية وحدة الوجود في العرفان الشيعي
لا يمكن التمييز على مستوى المنهج بين طريقة الاستدلال الفلسفي وأسلوب العيان الصوفي والكشف، وتتداخل المناهج، إلا أنه يسجل للشيرازي وضوحه، تناسق أفكاره، عمق لغته، اتساع أفقه، وموسوعيته، بالإضافة إلى قدرة فائقة على التأويل والتوضيح والشرح.