وُجِّهت إلى المسيحيّة في صيغتها القروسطيّة نقود شتّى، ولعلّ أشدّها حضورًا إلى اليوم ما يُنسب إلى فريدريك نيتشه (1844-1900) الذي حمل على المنظومة اللاهوتيّة والمؤسّسة الكنسيّة سواء بسواء، مستهدفًا بذلك المرجعيّة الفكريّة والسلطويّة في الدين المسيحيّ. يبدي نيتشه تبرّمه من التصوّرات المسيحيّة خصوصًا في نبذها لبهجة الحياة واتّسامها بالكآبة والرتابة والخنوع، وقتلها الإبداع الإنسانيّ وكبتها لآفاق يمكن للبشر أن ينطلقوا إليها بعد أن يتحرّروا من الأوهام التي يأسرهم الدين في أسوارها. غير أنّ نيتشه لا يكتفي بالهدم، بل يجهد في رصد تحوّلات الفكر الإنسانيّ التي من شأنها تشييد صرح فكريّ يمكن له أن يستبدل المسيحيّة وإلهها الذي أعلن موته بأكثر من صورة. وفي الانعطفات الحادّة التي يمرّ بها فكر نيتشه في تحدّيه لمقولة الدين عمومًا، يتمخّض النقد تصوّرًا لعالم جديد ولإنسان جديد يفترق افتراقًا بيِّنًا عن ذاك الذي تتقلّبه أيدي المنظومة الدينيّة – المسيحيّة بشكل أخصّ؛ إنسان نيتشه الجديد متصالح مع هويّته، متفوّق، سيّد، ومطلق الحرّيّة في إرادته.
الوسم: Christianity
الإسلاموفوبيا وصناعة الصورة
عرّف الباحث الإسلاموفوبيا بوصفها نزعة جديدة أو طارئة نشأت مع العقود الأخيرة، أو بعد حقبة الحرب الباردة التي حوّلت أنظار الغرب من الشيوعيّة إلى الإسلام. وعلى الرغم من كون المصطلح قديمًا، إلّا أنّ الصناعة الإعلاميّة الحديثة جعلت هذه الظاهرة في قلب الحياة السياسيّة والثقافيّة الأوروبيّة بشكل يوميّ، إذ نقلت الصور السلبيّة والنمطيّة للمسلمين من المجالات الضيّقة إلى رحاب الفضاء العمومي، بحيث أصبحت الإسلاموفوبيا قضيّة رأي عامّ، وظهرت صناعة إعلاميّة متخصّصة في توجيه هذا الرأي العامّ وإعداده لتلعب دورًا رئيسًا في قولبة العقول وتنميطها، والتحكّم في إدارتها.
ويحتاج التقليص من ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمعات الأوروبيّة والغربيّة – برأي الكاتب – إلى حوار بين الحكماء في الجانبين، وبذل المسلمين جهودًا لإظهار قيمهم الدينيّة السامية وتقديم النماذج الطيّبة للآخرين، وإدانة الإرهاب الذي يمارس باسم دينهم، ويشوّه سمعته، ويؤثّر على صورتهم، انطلاقًا من أنّ الإرهاب هو العدوّ المشترك للإنسانيّة جمعاء، فبوقوفهم ضدّ الإرهاب يكون المسلمون قد وقفوا مع جميع الشعوب بمن فيهم الأوروبيّون، على أساس أنّهم إخوة في الإنسانيّة.
The author defines Islamophobia as a novel tendency that emerged in the last decades, or after the end of the cold war, an event that shifted the West’s attention from communism to Islam. Although Islamophobia is a relatively old term, the modern media industry has placed this phenomenon at the heart of European daily political and cultural life. It brought out negative stereotypical images of Muslims to the forefront, to a point where Islamophobia became a matter of public interest. Media companies who are experts in directing public opinion emerged in parallel and played a main role in molding and directing thought on the matter.
According to the author, limiting Islamophobia in European and Western societies necessitates discussions between intellectuals from both sides. As for Muslims, they must endeavor to show their religion’s moral high values, to provide a good example for others, and condemn acts of terrorism committed in the name of Islam, acts that tarnished its reputation and ruined their image. As terrorism is the common enemy of humanity, by opposing it, Muslims can side with all peoples of the world, not least the Europeans, as brothers in humanity.
الدين الشعبي
يعالج هذا البحث بصورة رئيسية دراسة الثقافة الشعبية في الدين والدين في الثقافة الشعبية. فحدّد الفرق بين الدين الرسمي الذي يتّسم في جوهره بنوع من القداسة، والدين غير الرسمي الذي يشير إلى الدين الشعبي، والذي يرتبط بالشعور والإحساس لا بالعقيدة والممارسات الرسميّة المرتكزة على علم اللاهوت المنهجي العقلاني.
وذكرت الباحثة أيضًا لمحة عن التديّن الأميركي اليوم ومصار الدين الشعبي في أمريكا والإحياءات المتاخمة للحدود والحضريّة وبروز السلع التجاريّة المسيحيّة الناتجة عن التديّن الشعبي في الثقافة المادّيّة منها: الإصدارات والمكاتب والموسيقى المعاصرة والحركات الدينيّة كالميجاتشيرش. كما برزت وسائل البثّ الإعلامي على شكل برامج إذاعيّة وتلفزيونيّة كوسيط آخر للدين الشعبي.
`This paper mainly tackles popular culture in religion and religion in popular culture. Schaefer demonstrates the difference between the official sacred religion and unofficial religion -popular religion- that’s based on feelings and sentiments rather than official doctrine and practices derived from methodological, logical theology.
She also provides a glimpse of contemporary American religiosity, and then moves on to tackle the sources of popular religion in America, its frontiers and urban revivalism, and its manifestation in material culture, such as publishing, office supplies, contemporary music albums, and religious movements such as Megachurches. Another significant conduit of popular religion is broadcast media in the form of radio and television programming.