الإسلام ومشكلة العلم الحديث

ترجمة محمّد علي جرادي

 

يحتوي التراث الفكري الإسلامي كلّ الأدوات الفكريّة والفلسفيّة اللازمة لإقامة الرابطة بين العلم الحديث والتكنولوجيا والفكر الإسلامي والتمايز بينها. فلا يمكن لأسلمة العلم إلّا أن تبتني على النقد والتقييم والرفض أحيانًا لبعض عناصر العلوم من أجل ضمّ الناتج إلى عالم الفكر الإسلامي. ويجب أن تُشَجّع التجارب التي يتمّ إجراؤها اليوم في حقل أسلمة المعرفة، ووضع مناهج علميّة للمدارس، والردّ على العلم الحديث، وحتّى الخطوات الحذرة نحو خلق علم إسلامي، وأن يسمح لها بأن تتمّ في بيئة من الجدل والنقاش الصادق.

فالبعض يختزل المشكلة بالبعد الأخلاقي، ويرى أنّ العلم الحديث، لو دُرس وطوّر في مجتمع تطبّق فيه الشريعة بشكل كامل، فلن تكون هناك أيّ مشكلة على الإطلاق. ويطمح البعض الآخر إلى تطبيق المناهج الفقهيّة للشريعة في دراسة العلم. كما نجد من يتحدّث عن التوحيد بشكل عقلاني يستوعب الرؤية العلميّة الحاليّة للعالم. وهناك كذلك من يغوص في التفاسير القرآنيّة والتراث العلمي الإسلامي المتجذّر في القرآن بحثًا عن أنموذج بديل وأدوات فكريّة ينقد بها الأسس الفلسفيّة للعلم الحديث. ويجب أن يسمح لكلّ هذه المجموعات أن تتجادل وتناقش القضايا الراهنة.

اترك تعليقاً