ما هوَ التَقْليد؟

سيّد حُسين نَصْر

ترجمة: محمود يونس

تعرض هذه الورقة – وهي الفصل الثاني من كتاب المعرفة والمقدّس للسيد حسين نصر – مفهوم التقليد، وتعريفه، وماذا يمثّل بالنسبة إلى الأديان المختلفة، من قبيل: الهندوسيّة، والبوذيّة، والتاويّة، واليهوديّة، والمسيحيّة، والإسلام، أو أيّ دين حقيقيّ آخر، فضلًا عن ارتباط هذا التقليد بالحكمة الخالدة، وما يبغي حسين نصر منه.

والمقدّس، بما هو مقدّس، هو مصدر التقليد، وما ينتقده التقليدُ في العالَم الحديث هو الرؤية الكونيّة الكليّة، والافتراضات والأسس التي – من وجهة نظره – تكون خاطئة، إذ ترى الخيرَ في العالمِ عرضيًّا، لا جوهريًّا.

 

What is Tradition?

Seyyed Hossein Nasr

Translated by Mahmoud Younes

Abstract

The present paper is the second chapter of Seyyed Hossein Nasr’s book: Knowledge and the Sacred. It examines the concept of tradition, its definition, its relation to perennial wisdom (sophia perennis), and what it represents for various religions—Hinduism, Buddhism, Taoism, Judaism, Christianity, Islam, or any other true religion. Moreover, it looks at what Nasr meant when he used the term “tradition”.

The sacred as such is the source of Tradition. What tradition criticizes in the modern world is the total world view, the premises, the foundations which, from its point of view, are false so that any good which appears in this world is accidental rather than essential.

العلم المقدّس

الكاتب: حسين نصر

ترجمة: جنان القلّى

يعرض حسين نصر في هذه المقالة – وهي الفصل الثالث عشر من كتاب The Essential Seyyed Hossein Nasr  – المعاني التي يحملها العلم المقدّس. فهو ليس ثمرة ذهن بشري، يتكهّن، أو يتفكّر في محتوى إلهام، أو في تجربة معنوية، ليست في حدّ ذاتها ذات طابع تفكّري، بل إنّ ما يُكتسب عبر الإلهام، هو في حدّ ذاته نابع من طبيعة عقلية. وهو – في رأيه – ليس سوى الميتافيزيقيا، بما هي العلم المطلق للحقيقة، أو بشكل أكثر تحديدًا، العلم الذي يستطيع الإنسان بواسطته التمييز بين الحقيقة والوهم ومعرفة الأشياء في ذاتها، أو كما هي، وبالتالي معرفتها من خلال معرفة الله.

Scientia Sacra

Hossein Nasr

Translated by: Jinan al-Kalla

Abstract

Hossein Nasr in his paper- chapter thirteen of The Essential Seyyed Hossein Nasr, examines the meanings of Scientia sacra. Scientia sacra is not the fruit of human intelligence speculating upon or reasoning about the content of an inspiration or a spiritual experience that itself is not of an intellectual character. Rather, what is received through inspiration is itself of an intellectual nature. In his opinion, Scientia sacra is none other than meta­physics as the ultimate science of the Real or, more specifically, the knowledge by means of which man is able to distinguish between the Real and the illusory and to know things in their essence or as they are, which means ultimately to know them in divinis.

ما هي الحكمة المتعالية؟

ترجمة فاطمة محمّد زراقط

لم يكن الملّا صدرا أوّل من أوجد لفظ “الحكمة المتعالية”، لكنّه هو الذي هذّبه وشذّبه ليسبغ عليه مداليله وأفاهيمه الصدرائيّة، لتضحى الحكمة المتعالية، إذ ذاك، مرتبطةً باسم الملّا صدرا نفسه. تحاول هذه المقالة أن تعرّج على المباني الأساس التي ابتنت عليها مدرسة الحكمة المتعالية، مقدّمةً إيّاها بقالب يقارن بينها وبين المدارس الفلسفيّة السابقة عليها، لا سيّما مدرسة الإشراق ومدرسة المشّاء، مقارنة ستتيح لنا، تاليًا، النفاذ إلى أركان هذه المدرسة من مسبار المدارس التي سبقتها.

الإنسان الحَبْريّ والإنسان البروميثيّ

كان للانقلاب البروميثيّ على السماء أثرًا وبيلًا على هذه الحياة الأرضيّة. فالإنسان، في قابليّاته التألّهيّة، محوريّ في هذا العالم، ويؤثّر في تناغمه. لذا يُطلق عليه، في العقائد الحكميّة، اسم الإنسان الحبريّ، أي الجسر بين الأرض والسماء. ولا يمكن فهم الإنسان، في غنى أبعاده، بمعزل عن التقليد الذي يرى فيه (1) حقيقةً أوّليّةً بُني العالم على صورتها، و(2) واسطة تنزّل الوحي، و(3) النموذج الأكمل للحياة المعنويّة. بالتالي، لا يمكن الكلام على الإنسانيّ بمعزل عن الإلهيّ المطبوع على جبينه، ولا يستطيع الإنسان تلمّس طريقه من دون هدي الشريعة ذات الوظيفة الكونيّة في نشر نور العرش وحفظ التناغم في هذا العالم.

The Promethean rebellion against the Divine had a detrimental effect on this earthly life. Man, in his theomorphic capacities, is central to this world, and very crucial to its harmony. The role he plays, according to sapiential literature, is that of a pontiff, a bridge between the earth and the heavens. It is this literature, the tradition, that paves the way towards understanding man in the multiplicity of his dimensions, inasmuch as it sees in him (1) a primordial truth upon whose image the universe was created, (2) a means for the relaying of  revelation, and (3) the most perfect archetype of spiritual life. Accordingly, man cannot be tackled while the Divine mark impregnated in him is ignored. Man cannot find his way without the guidance of a Divine law, whose cosmic function it is to spread the light of the Divine throne, and preserve the harmony of the universe

الإسلام ومشكلة العلم الحديث

ترجمة محمّد علي جرادي

 

يحتوي التراث الفكري الإسلامي كلّ الأدوات الفكريّة والفلسفيّة اللازمة لإقامة الرابطة بين العلم الحديث والتكنولوجيا والفكر الإسلامي والتمايز بينها. فلا يمكن لأسلمة العلم إلّا أن تبتني على النقد والتقييم والرفض أحيانًا لبعض عناصر العلوم من أجل ضمّ الناتج إلى عالم الفكر الإسلامي. ويجب أن تُشَجّع التجارب التي يتمّ إجراؤها اليوم في حقل أسلمة المعرفة، ووضع مناهج علميّة للمدارس، والردّ على العلم الحديث، وحتّى الخطوات الحذرة نحو خلق علم إسلامي، وأن يسمح لها بأن تتمّ في بيئة من الجدل والنقاش الصادق.

فالبعض يختزل المشكلة بالبعد الأخلاقي، ويرى أنّ العلم الحديث، لو دُرس وطوّر في مجتمع تطبّق فيه الشريعة بشكل كامل، فلن تكون هناك أيّ مشكلة على الإطلاق. ويطمح البعض الآخر إلى تطبيق المناهج الفقهيّة للشريعة في دراسة العلم. كما نجد من يتحدّث عن التوحيد بشكل عقلاني يستوعب الرؤية العلميّة الحاليّة للعالم. وهناك كذلك من يغوص في التفاسير القرآنيّة والتراث العلمي الإسلامي المتجذّر في القرآن بحثًا عن أنموذج بديل وأدوات فكريّة ينقد بها الأسس الفلسفيّة للعلم الحديث. ويجب أن يسمح لكلّ هذه المجموعات أن تتجادل وتناقش القضايا الراهنة.