القيم الغربيّة: حكاية السيّد الذي أطاح به خادمه

كما الأساطير القديمة، الماقبل سقراطيّة، فإنّ الأسطورة التي نحن بصددها متجذّرة في الملاحظة الحثيثة لهذا العالم. تشير القصّة إلى علّة إرجاع الوعي الغربيّ كلّ قيمةٍ عليا إلى القيمة الوحيدة التي يعرفها – المنفعة – ولماذا لا يستطيع (الوعي الغربيّ) أن يقوم بخلاف ذلك. وقد تغيّر، جرّاء ذلك، وبمرور الوقت، نحوُ الانتباه الذي نوليه العالمَ. بالمقابل، فإنّ الوعي المتغيّر قد “خلق”، حرفيًّا، عالمنا المتغيّر. إنّها، بالطبع، قصّة عجرفةٍ فكريّة، ونفسٍ ضئيلةٍ أيضًا. بل هي محنةٌ بدأ عددٌ من المفكّرين الغربيّين، منذ القرن التاسع عشر، بإدراك مضامينها ومفاعيلها.

توحي الأسطورة بتبلور جانبٍ واحد من جوانب اشتغالنا الذهنيّ – مع مرور الزمن – ليتطوّر إلى نظامٍ طاغٍ منغلقٍ على الذات، نظامٍ يقفل كلّ آليّات التفلّت الممكنة: لقد هندس الخادم إطاحة سيّده.

Like ancient pre-Socratic myths, this one is rooted in close observation of this world. Unlike the older myths however, it was published only late last year, and its author is a psychiatrist, neurologist and philosopher.  He uses his close neurological observation as a metaphor for a story about ourselves, the world, and where we are now.   It points to why Western consciousness returns higher moral values to the only value that it knows – utility; and why it cannot do otherwise.  Over time, the attention we give the world has changed – and, in turn, this changed attention has literally ‘created’ our changed world.  It is, of course, a story of intellectual Hubris and slighted Soul too.  It represents a catastrophe that began to be understood by a few Western thinkers in the nineteenth century. The myth suggests the elaboration, over time, of one aspect of our mental workings that has evolved into a self-enclosed and dominant system – one that seems to close off any possible escape mechanisms: the servant has engineered the usurpation his master.

الأسطورة والجسد

شكّلت الاسطورة جزءًا مهمًّا من تراث الإنسانيّة، فهي تتعدّى كونها نصوصًا تحمل في طيّاتها أبعادًا مِتافيزيقيّة وتاريخيّة، لتتحوّل إلى خبرة إنسانيّة، تجلّت بكلماتٍ أرادت أن تخبر من خلالها عن الذات-في-العالم. فالأساطير هي تجربة حياة الشعوب بكلِّ تفاصيلها، تختزن الألم والفرح، الهزيمة والانتصار…، وكلّ ذلك بلغة رمزيّة، تحتاج إلى تأويل يعيد الأشياء إلى أوّلها، فيظهرها كما هي قبل أن تتلبّس الأحداث وتعيشها. لذلك سيحاول هذا البحث أن يقدّم قراءةً للأسطورة من خلال مراجعة نمطين من الأساطير – اليونانيّة والهنديّة – لإظهار كيفيّة تعبيرهما عن الذات، وتشكيلهما للذاكرة الجمعيّة اللاواعيّة. وهذه العودة لن تكون شاملة وكلّيّة، إنّما ستمتاز بتوجّهها إلى عنصر واحد فيها هو الجسد.

Myths constitute an essential component of human heritage; they go beyond being texts encompassing metaphysical and historical dimensions to become human experience; experience put into words that express the self-in-the-world. For the myths embody the lives of peoples in all the intimate details, the joys and sorrows, the triumphs and setbacks, in a symbolic language which requires Ta’wīl (hermeneutics), bringing things back to their beginnings, showing them before they were dressed in events, and lived in events. This paper will try to read the myth through an appraisal of two genres of myths – Greek and Indian – to show how these have expressed the self, while constituting common, sub-conscious memory. The approach cannot be thorough or universal; rather would it be directed towards one single element: the body.

الدلالات الشعيريّة والطقوسيّة في فهم الألم في الأساطير القديمة

للطقس حضور في هذا العالم، إذ يمثّل جزءًا من الإنسان. يتغيّر الطقس ويتبدّل بتغيّر السياقات الثقافيّة التأسيسيّة، كما ينسج جزءًا من هويّة الإنسان، تُلازِمه. وتروم الممارسة الطقوسيّة بما هي فعل تواصليّ إلى إيجاد تجربة جماعيّة واحدة للجماعة، تعبيرًا عن أفكار ماثلة في مخيالها الجمعيّ. وعليه، يكون الطقس دلالةً على الكامن. ولئن كان الطقس الشعيريّ أشبه ما يكون بالكتابيّ، تشكّل الأسطورة الجانب الآخر الشفاهيّ. وهما يتضايفان معًا كيما يشكّلا لحظة الحدث، ليتحوّلا، إذ ذاك، إلى وحدة متكاملة. وعن الطقوس المرتبطة بالألم تبتسر أواصر تحيي انتماء الفرد إلى الجماعة.

الخرافات عند العرب قبل الإسلام

عرّف الكاتب الخرافة من منظور لغوي واصطلاحي، وميّز بينها وبين الأسطورة، ثمّ عرّج على مفهومهما عند العرب قبل الإسلام ورسوخ فكرتهما في أذهان العامّة. من هذه الأساطير: أسطورة الخلق، وإرمَ ذات العماد، ونسر لقمان، وأجناس الناطقين من المخلوقات، والمسخ، والجن، والغول، وغيرها من الأساطير السائدة في العصر الجاهلي.

وأفرد جزءًا من بحثه للتعرّف على قيمة الخرافة بما تشكّل من حضارة مجتمع ما وبعضًا من تاريخه الحقيقي والافتراضي أو المتوهّم. وتتخذ الأسطورة في البعد النفسي قيمةً عند الشعوب لأنّها تعدّ ملاذًا روحيًّا تحرّر شعور الإنسان من النقص والضعف أمام مَن هو أقوى منه.

The author defines the myth in terms of semantics and terminology and distinguishes it from the legend. He then deals with their understanding among pre-Islamic Arabs and their fixation in people’s minds. Such myths include the Creation Myth, Iram of the Pillar, Luqman’s Eagle, Creatures capable of speech, the metamorphosed, the Jinn, and the Ogre- to mention a few.

He further devotes some of his work to better understand the value of the myth as an element of a society’s civilization, and part of its true, virtual, or imagined history. From a psychological aspect, people value the legend as a spiritual refuge that frees them from inadequacy and weakness against stronger people.

التوظيف السياسي لظاهرة الأولياء في الكيان الصهيوني

تطوّر مفهوم الصدّيق في اليهوديّة عبر العصور المختلفة، وأخذ اللفظ دلالات متعددة، إلّا أنّه يعني في المفهوم الشعبي الرجل ذات القدرات الإلهية الخارقة، كما ارتبط بمفهوم خاص باليهوديّة، وهو مفهوم المخلّص الذي ينقذ الأمّة، وهذا المفهوم له جذوره العميقة في الديانة اليهودية.

يعرض البحث أنواع الصدّيقين من الشخصيّات الأسطوريّة والمتصوّفة وأولئك الذين ظهروا بعد قيام الكيان الصهيوني. ثمّ تطلّ الباحثة على حركة التصوّف اليهوديّة كجزء من العقيدة الشعبيّة التي اتّخذت وسيلة لربط الأمة اليهوديّة بطقوسها وتقاليدها في فترات الشتات اليهودي، من أجل إقامة مجتمع يهودي متماسك، ومن أجل الاتصال الثقافي بين اليهود في شتى البلاد، وخاصة المغرب وفلسطين والعراق، ومصر.

وعند إقامة اليهود المغاربة في فلسطين، نقلوا معهم العديد من التقاليد المتوارثة عن عقيدة الصدّيقين، وقد شجّعت سياسة الدولة على نموّ هذه العقيدة ووظّفتها في سياسة تعمير المدن الجديدة، والحدّ من الصراعات بين اليهود السفاردين واليهود الأشكنازيم.

Over the centuries, the concept of the Tzadik (the righteous) has developed in Judaism, taking on various meanings. Nonetheless, the popular conception is that of a man possessing supernatural divine powers. Judaism holds a unique conception of the Tzadik, that of the nation’s savior, and this concept is deeply rooted in Judaism.

This study presents the types of Tzadiks, varying between legendary figures, mystics, and those who emerged after the rise of the “Zionist entity”. The author then examines the Jewish mystic movement as part of the popular doctrine through which the Jewish nation was associated with its rites and rituals during the eras of the Jewish exile, with the end goal being the formation of a coherent Jewish community and the maintenance of a cultural connection among Jews all over the world, namely those in Morocco, Palestine, Iraq, and Egypt.

When the Moroccan Jews settled in Palestine, they brought along with them many of the inherited traditions on the Tzadiks. The Zionist entity’s policy fostered the development of these beliefs and employed them in its policy of building new cities, and in reducing conflict between Sephardi and Ashkenazi Jews.

رمزيتا الماء والنار في الأساطير والأديان

تبوّأت المياه والنار منزلة مهمّة في حياة الشعوب البائدة، والحضارات القديمة. فالمياه هي مصدر الحياة؛ لذلك قدّسها الإنسان. فالفكر الإغريقي يرى أنّ الماء أصل الكون؛ لذلك حظي بآيات تبجيل دينيّة، واعتقد المصريّون أنّ الإله رع أوّل من خرج من المياه الأولى. وأمّا السومريّون فإنّ البداية المائيّة عندهم موجودة في فكرة الإينوماإليش. باختصار، لقد اعتقد الإنسان الأوّل في قدسيّة المياه، واعتبرها إلهًا، آمن بقوّته وقدرته وسخائه وبطشه، فعلّق المرء استيهاماته على هذا العنصر الطبيعي، وعدّه ملاذه الآمن، فجعله رمزًا دالًّا على الخلق، واستمرار الحياة، أو الطهارة، الجسديّة منها والروحيّة، ورمزًا دالًّا أيضًا على الثواب والعقاب. وهي دلالات حملها الإنسان للماء، مثلما تبرزها الأساطير أو النصوص الدينيّة المقدّسة. كما قدّس الإنسان الدينيّ أيضًا النار كالماء تمامًا، فاعتقد فيها وعدّها رمزًا للحضور الإلهيّ بين البشر، ورمزًا للبعث المتجدّد.

الرمز يفضي إلى التفكير

عنوان البحث: الرمز يفضي إلى التفكير

ترجمة: عفيف عثمان 

يقدّم المقال نظرة بول ريكور إلى مفهوم الرمز، معرّجًا على آراء العلماء، من مرسيا ألياد، إلى يونغ وفرويد وهسرل وهيغل وبيغين وسارتر وباشلار وغيرهم. ثمّ يحلّل الرمز، بناءً على نظرتين: الأولى اعتباره من صنف العلامات التي تنضوي على قصديّة مزدوجة:حرفيّة ومقدّسة، والثانية مجازيّة بلاغيّة أدبيّة، وهو بعيد عن مقصود الرمز في المنطق الرمزي الصوري. ويقسّم فلسفة الرمز إلى ثلاث مراحل، هي: الظاهراتيّة، والتأويل، والرمز الذي يفضي برأيه إلى التفكير والتفسير الخلّاق المبدع.

مقدمات منهجية للغة الظاهرة الدينية

تحميل البحث: مقدمات منهجية للغة الظاهرة الدينية- شفيق جرادي

يقدم  هذا البحث مقدمة منهجية للغة الظاهرة الدينية، منطلقًا من تعريف اللغة بشكل عام، مظهرًا أهميتها، مفرّقًا بينها وبين الكلام، معرّجًا بعد ذلك إلى المناهج التي تعاطت معها، لينتقل إلى بحث العلاقة بين المبحث اللغوي والفلسفة، ليصل إلى صلب الموضوع، فيتحدث عن اللغة والدين والأسطورة، ليفرق بعد ذلك بين لغة الدين، ولغة الظاهرة الدينية، مبديًا أربعة نقاط تفصل بينهما، فيقوم بشرحها وتحليلها. ولعلنا نستطيع القول إن هذه اللغة متعددة، بحيث إنها تتفرع إلى لغات، فهناك اللغة الاجتماعية، واللغة النفسية، واللغة المنطقية، واللغة الثقافية، واللغة الفلسفية لقراءة الظاهرة الدينية.