الدلالات الشعيريّة والطقوسيّة في فهم الألم في الأساطير القديمة

للطقس حضور في هذا العالم، إذ يمثّل جزءًا من الإنسان. يتغيّر الطقس ويتبدّل بتغيّر السياقات الثقافيّة التأسيسيّة، كما ينسج جزءًا من هويّة الإنسان، تُلازِمه. وتروم الممارسة الطقوسيّة بما هي فعل تواصليّ إلى إيجاد تجربة جماعيّة واحدة للجماعة، تعبيرًا عن أفكار ماثلة في مخيالها الجمعيّ. وعليه، يكون الطقس دلالةً على الكامن. ولئن كان الطقس الشعيريّ أشبه ما يكون بالكتابيّ، تشكّل الأسطورة الجانب الآخر الشفاهيّ. وهما يتضايفان معًا كيما يشكّلا لحظة الحدث، ليتحوّلا، إذ ذاك، إلى وحدة متكاملة. وعن الطقوس المرتبطة بالألم تبتسر أواصر تحيي انتماء الفرد إلى الجماعة.

“أنا”… الإنسان

تسبّب قرار جعل خليفة على الأرض بانقسام حادّ في السماء، بين الملائكة التي أرادت الأرض صورةً عن السماء، والشيطان الذي لم يستطع أن يجاري المعنى الكلّيّ المستجمَع في فطرة الإنسان. وبمقتضى خلافته فإنّ الإنسان يصوغ التاريخ ويعمر الأرض التي تمثّل، بمقتضى الإرادة الإلهيّة، مكانًا عامرًا بالتجربة والاختبار والبلاء، ما يستوجب مزيجًا من قداسة التنزيه وشيطنة الإفساد. والإنسان الذي أوتي علم الأسماء، بكلّيها وجزئيّها، يتحرّك فيها بمسؤوليّة، وبمحفّزيّة طبيعته البرزخيّة التي تبدأ من عالم المادّة والطبع، إلّا أنّها تتجاوز نحو عوالم تمتدّ امتداد مراتب الوجود.

The decision of assigning a vicegerent on earth led to deep division in the heavens, a division between angels who desired earth in the image of heaven, and Satan who was unable to adapt to the universal meaning implicit in human nature (fiṭrah). Pursuant to its vicegerency, mankind formulates history and cultivates the earth wherein, as per the divine will, experiences, trials and hardships are amply animated, requiring an admixture of the holiness of the impeccable and the Satanism of corruption. Man, who was provided knowledge of the Names, universal and particular, moves responsibly, driven by his isthmic nature (ṭabīʿah barzakhiyyah) that arises from the material world of impressions, and transcends towards worlds that outstretch as far as the levels of Being extend.

رؤى مسيحية في إشكالياته وتداعياته

تحميل البحث: الشر- رؤى مسيحية في إشكالياته وتداعياته- جان هيك

تعريب: طارق عسيلي 

أكثر ما يدفع الناس إلى الشك بوجود إله محب، ويجعلهم يلجأون إلى تفسير الكون انطلاقاً من النظريات الطبيعية المختلفة، هو ما يكابده البشر من آلام، وما يختبرونه من وجود للطمع والحقد والأنانية…

وعوضاً عن تعريف “الشر” بالعبارات الموجودة في نظريات العدل الإلهي (مثل: “الشر هو ما يتعارض مع الإرادة الإلهية”)، يمكن أن نعرّفه ظاهرياً بالإشارة إلى ما تدلّ عليه الكلمة، من ألم جسدي ونفسي، وأذى أخلاقي يشكّل أحد أسباب الألمين النفسي والجسدي؛ حيث إن مقداراً كبيراً من الألم البشري ينشأ عن عدم الإنسانية التي يتصف بها بعض الناس.

الدين وإشكالية الشر عند إخوان الصفا

تحميل البحث: الدين واشكالية الشر عند اخوان الصفا- احمد صبري السيد علي

ثمة بعض الاختلافات في رسائل إخوان الصفا حول مفهوم الشر، فهم يتفقون مع الفلسفات السابقة على أن العالم المادّي هو شر في حدّ ذاته.. فالخير يدعو إلى البقاء والشر يدعو إلى الفناء الذي هو من صفات العالم المتلاشي.. وهم لذلك يكررون استخدام عبارة “عالم الكون والفساد” للدلالة على الوجود المادي، إلا أنهم يختلفون عن غيرهم في تفسيرهم للشر وعلاقته بالألم، إذ يعتبرون الشر ناتج عن حركة الفيض التي تلت الإبداع الأول، فما أفاضه الله على المبدع الأول كان خيراً محضاً، ثم انبعثت النفس من العقل وأصبحت تالية في المكانة ما أدى إلى نشوء قدر من النقص في درجتها وقصور في وصولها إلى الكمال.