العَبر مناهجيّة كإطارٍ منهجيّ لتجاوز جدال الدين والعلم

تمكّنت المناهجيّة التقليديّة من تثوير المقولات العلميّة ومراكمة المعرفة في مجالات اشتغالها. بيد أنّها تأسّست على قطيعة حادّة بين الذات والموضوع، وارتهنت، بشكل عامّ، لاختزاليّة صارمة كان هاجسها الوصول إلى مستوًى أساس من الواقع تُردُّ كلّ الأشياء إليه، ما أفقدنا الفهم الحقيقيّ للواقع في حركيّاته. وهذا ما دفع إلى إعادة النظر في المباني الأنطولوجيّة والمنطقيّة والإبستمولوجيّة التي قامت عليها هذه المناهج، وصولًا إلى مقاربة عبر مناهجيّة تقول بتعدّد مراتب الواقع، وبإمكانيّة العبور من مرتبة إلى أخرى بالتحرّر من منطق الثالث المرفوع. أمّا المساحة (مساحة عدم المقاومة) بين مستويات الواقع، فهي من الغنى بحيث يستحيل الفهم الحقيقيّ للعالم دون التعاطي معها، وهذا ما تعجز عنه المناهجيّة التقليديّة. في حين تُعنى العبر مناهجيّة بالديناميّات التي تتاتّى من الاشتغال على أكثر من مستوًى من الواقع في الوقت عينه مع مراعاة مساحات عدم المقاومة، وهذا هو المفتاح الوحيد لفضّ إشكاليّة العلم والدين لتفاوتهما من حيث الانتماء إلى مستويات الواقع.

Traditional methodologies were once capable of revolutionizing the scientific enterprise, leading to an unprecedented accumulation of knowledge, and bringing about mental shifts that transformed our way of life. Nonetheless, these were built upon a severe split between the subject and the object, and were totally taken by an unyielding reductionism which aimed at reducing everything to one single level of reality. Dynamic reality thus becomes elusive, out of epistemic grasp.

A revision of the ontological, logical and epistemological underpinnings of current methodologies, brings us close to a transdisciplinarity admitting of multiple layers of reality, and of the possibility of moving from one layer to another by abandoning traditional (excluded middle) logic. As to the zones between the various levels of reality – zones of non-resistance to our experiences, representations, descriptions, images, and mathematical formulations – these are so epistemically rich to the extent that ignoring them would make the understanding of the world utterly impossible; this is precisely what traditional methodologies do. Transdisciplinarity, on the other hand, concerns itself with the dynamics that result from tackling more than one level of reality at once, while paying full attention to the epistemic potential of non-resistance zones. Considering the nature of the religion-science debate, investing in transdisciplinarity might prove the only way to settle this debate.

نظرة في الخصائص المنهجيّة لمدرسة صدر المتألّهين

ترجمة: محمّد حسن زراقط

مذ وُجدت مدرسة الحكمة المتعالية على يد صدر المتألّهين الشيرازي حظيت بعدد من المنتقدين الذين يأخذون عليها، بحسب زعمهم، أنّها مدرسة تلفيقيّة، تستورد التعاليم والمواقف المرتبطة من سائر المدارس من دون تحفّظ على منهجها الفلسفيّ، وذلك من ساحات معرفيّة عدّة كالفلسفة المشّائيّة، والإشراقيّة، والعرفان، وعلم الكلام، والنصوص الدينيّة، ثمّ تجمعها في بناء غير منسجم. تحاول هذه المقالة، من خلال الاستناد إلى كلمات ملّا صدرا نفسه، وبمنهجيّة تجمع بين الوصف والتحليل، اكتشاف الخصائص المنهجيّة الفريدة لمدرسة الحكمة المتعالية، بهدف بيان أهمّ وجه من وجوه الامتياز بين هذه المدرسة وسائر المدارس التي تشاركها الاهتمام، والسؤال، والجواب. ثمّ تهدف هذه الدراسة إلى إثبات أنّ هذه المدرسة، وعلى الرغم من استفادتها من إنجازات سائر المدارس والمشارب الفكريّة التي عرفتها الحضارة الإسلاميّة في تاريخ دراستها وبحثها عن الوجود، فهي مدرسة فلسفيّة بكلّ ما لكلمة فلسفة من معنًى.

ومن المسائل التي سوف نتعرّض لها بالدرس في هذه المقالة: (1) نقد مدرسة الحكمة المتعالية منهج العرفان النظريّ، و(2) التمايز بين مدرستي الإشراق والحكمة المتعالية، و(3) منزلة الشهود والتعاليم الدينيّة في الحكمة المتعالية، و(4) المقارنة بين المنهج النقليّ والعقليّ والشهوديّ في مقام اكتساب المعرفة بالوجود، و(5) شرح مصطلحات “العقل المنوّر” و”البرهان الكشفيّ” في الحكمة المتعالية، و(6) تبلور العبرمناهجيّة في مدرسة الحكمة المتعالية.

المنهج، المنطق والمعرفة في الاتّجاه النقديّ لأبي البركات البغداديّ (2)

تحميل البحث: الاتجاه النقدي عند ابي البركات البغدادي 2

في معالجته للمنطق والمعرفة عند أبي البركات البغداديّ، يعدِّد الباحث المَواطن التي كان فيها للبغداديّ إسهامات وإبداعات؛ أوّلاً في المنطق ومن ثمّ في مسألة الإدراك العقليّ. ففيما يتعلّق بالمنطق الصوريّ، قال أبو البركات بنسبيّة المعرفة – بمعنى أنّ المعرفة بالأشياء تتفاوت بحسب ما ندركه منها كمالاً ونقصاً، لا بمعنى أنّه يعتبر المفاهيم والتصوّرات مجرّد أشباحٍ للواقع العينيّ –، وبأنّ الكليّات هي مجرّد أسماء لا حقائق، كما كان له نظرته الخاصّة للحدود والأسماء إذ اعتبر أنّ ما يُطلَق على الأشياء من حدودٍ تُعرّف بها، إن هي إلّا مواضعات نتّفق عليها، تتّسع مع اتّساع معارفنا. كذلك كان أبو البركات سبّاقاً في القول بإمكانيّة تركُّب القضيّة الحمليّة وارتباط ذلك بتعدُّد الحكم فيها.

          أمّا فيما خصّ مسألة الإدراك، فقد اعتبر أبو البركات التفرقة بين مدرَكات حسّيّة وأخرى عقليّة، وبالتالي، بين مدرِكٍ عقليّ ومدرِك حسّيّ، تفرقةً مصطنعة، تكبّدها المشّاؤون كيما يتفادوا القول بانقسام الصور العقليّة وانقسام النفس بنتيجته، فكان له رؤيته الخاصّة في هذا الشأن.

In dealing with logic and knowledge in Abu al-Barakāt al-Baghdadī’s oeuvre, Dr.Hamiyyeh recognizes where al-Baghdadī was capable of renovating and developing;

firstly, in logic and secondly in the issue of mental cognition. As to formal logic, Abu al-Barakāt believed in the relativity of knowledge – relative in that knowledge of things varies (in completeness) according to what we perceive of it, not that concepts are mere ghosts of an external reality –, and that universals are just names not realities.

He also had his own view concerning logical terms and names as he considered the terms we use to identify things to be only designations that we agree upon, and that these designations expand as our knowledge expands. Furthermore, Abu al-Barakāt was a pioneer when he proclaimed the [possibility of] composition in categorical propositions when more than a judgment is included.

المنهج، المنطق، المعرفة- في الاتجاه النقدي عند أبي البركات البغدادي

تحميل البحث: المنهج المنطق المعرفة

لم يأت نقد أبي البركات البغدادي للفلسفة المشائية في موقع المعاداة للفلسفة كفلسفة أو المعاداة للفكر اليوناني؛ بل هو نَقَدها من موقع الفيلسوف الذي رأى فيها انحرافاً عمّا وضعت له أصلاً، بعد أن أغرقت في الترميز والتعقيد واللغو اللفظي.

ويرتكز منهج أبي البركات في كل معالجة على ما يسمّيه بالمعرفة الأولية أو أوائل الذهن ولكن أيضاً على اعتبار أهمية ما ينتجه الوهم دونما تبخيس بدور العقل. ثم عندما يعالج المنطق الأرسطي فلا يقترف في معالجة فن المشاء بل هو يقرّ المنطق الأرسطي كما هو لكنه يعتبر أن المنطق لم يوضع لكلّ الناس.

المنهج التأويلي للدكتور حسن حنفي في “النقل والإبداع”

تحميل البحث: المنهج التأويلي للدكتور حسن حنفي

مع حسن حنفي في كتابه: “من النقل إلى الإبداع”،نحن أمام عمل موسوعيّ مترامي الأطراف يتميّز بالعمق والغزارة والقوة في التمسّك بمنهج إعادة بناء العقل، عبر السفر في ما يمكن تسميته بعقل النقل ونقل العقل.

موسوعة من النقل إلى الإبداع، تعلن أنها رد على ما يسمّيه المفكّر الكبير بظاهرة التشكّل الكاذب التي حرصت على أن تظهر الحكماء المسلمين مجرّد مترجمين ونقلة، مع تغافل تام عن الجوانب الإبداعية التي ظهرت خلال التفاعل مع الوافد بحضور الموروث.

ثنائية المنهج والمعرفة في إطار العرفان والفلسفة

تحميل البحث: ثنائية المنهج والمعرفة في إطار العرفان والفلسفة- حبيب فياض

..إن الخوض في العلاقة بين المنهج والمعرفة في إطار العرفان والفلسفة يحتمل تشعبات عديدة أبرزها علاقة المنهج لدى كل واحد منهما بنتاجه المعرفي وعلاقة المنهج لدى أحدهما بالمعرفة لدى الآخر وإجراء مقارنة تبين نقاط الالتقاء والاختلاف في كل ذلك، إلا أن محط اهتمامنا في هذه الدراسة يتحاشى ذلك كله، ويتطلع إلى تلازم العلاقة بين المنهج والمعرفة في فعاليات كل من العارف والفيلسوف، أي إلى المنهج من حيث هويته الكلية والمشتركة وطبيعة ارتباطه بالمعرفة التي يفضي إليها في هذا الإطار…

مقدمات منهجية للغة الظاهرة الدينية

تحميل البحث: مقدمات منهجية للغة الظاهرة الدينية- شفيق جرادي

يقدم  هذا البحث مقدمة منهجية للغة الظاهرة الدينية، منطلقًا من تعريف اللغة بشكل عام، مظهرًا أهميتها، مفرّقًا بينها وبين الكلام، معرّجًا بعد ذلك إلى المناهج التي تعاطت معها، لينتقل إلى بحث العلاقة بين المبحث اللغوي والفلسفة، ليصل إلى صلب الموضوع، فيتحدث عن اللغة والدين والأسطورة، ليفرق بعد ذلك بين لغة الدين، ولغة الظاهرة الدينية، مبديًا أربعة نقاط تفصل بينهما، فيقوم بشرحها وتحليلها. ولعلنا نستطيع القول إن هذه اللغة متعددة، بحيث إنها تتفرع إلى لغات، فهناك اللغة الاجتماعية، واللغة النفسية، واللغة المنطقية، واللغة الثقافية، واللغة الفلسفية لقراءة الظاهرة الدينية.