حاشية العلامة الطباطبائي على برهان الصدّيقين

ترجمة ديما المعلم

قد لا يجوز اعتبار العلّامة الطابطبائيّ أبًا للفلسفة الإيرانيّة الإسلاميّة المعاصرة. ومن أهمّ إسهاماته في مجال الفلسفة الإسلاميّة الحواشي التي وضعها عند تحقيقه كتاب الأسفار للملّا صدرا. أمّا أوسع هذه الحواشي انتشارًا، فهي الحاشية على الدليل الذي يثبت وجود الله، وهو برهان الصدّيقين التي يستخدم العلامة فيها مصطلح الواقع بالإضافة إلى المصطلح المألوف، ألا وهو مصطلح الوجود. يُستهَلّ هذا البحث بدراسة حاشية الطابطبائيّ، يتبعها بحث في كيفيّة الدفاع عن فحواها، ردًّا على بعض الانتقادات المفترضة. ولهذه الغاية، يأتي ويلارد كواين خصمًا وناقدًا مفترَضًا أبيّن من خلاله صوابيّة حجّة العلّامة الطابطبائيّ.    

‘Allamah Tabataba’i’s Footnote to Mulla Sadra’s Proof of the Sincere

Muhammad Legenhausen

‘Allamah Tabataba’i may be considered the father of contemporary Iranian Islamic philosophy. Among his most important contributions to Islamic philosophy are the footnotes he made while editing Mulla Sadra’s Asfar. One of the most often cited of these notes pertains to a proof for the existence of God, called the burhan al-sidiqin (proof of the sincere). In this note, ‘Allamah suggests a version of the proof that makes use of the term waqi’iyah (reality) in addition to the more customary wujud (existence). This paper begins with the examination of ‘Allamah’s footnote; and then considers how the basic idea could be defended against some hypothetical criticisms. For this purpose, Quine is introduced as a foil and virtual critic of ‘Allamah.

قراءة في مباني الحجاج في أدلة الملحدين الجدد: فيكتور ستينجر نموذجًا

ثمّة توجّه عند كثير من المفكّرين – على اختلاف مشاربهم ورؤاهم – على الالتزام بالمنطق الأرسطيّ وتطوّراته اللاحقة كأساس معرفيّ “تعصم مراعاتُه الذهنَ عن الخطأ”. لا يلغي هذا بالطبع نقاشات كثيرة حول مفهوم منطقيّ هنا أو شكل استدلاليّ هناك، ولكن الأمر بقي عمومًا في دائرة الالتزام بالمنطق وتجويده وضبط أركانه ليلبّي الحاجة إليه كمعيار موضوعيّ توزن فيه الاستدلالات المنطقيّة. غير أنّ الإشكال العمليّ بقي في المادّة التي تملأ متن البرهان لا في شكله.

ولا يمكن تقييم النقاش القائم بين الدين والإلحاد بعيدًا عن مساءلة المقدّمات، كبراها وصغراها، والتي تشي – أي المساءلة – في كثير من الحالات بكون جدال الملحدين المستمرّ للدين مستندًا إلى إلزام الآخر بمقدّمات لم يلتزمها في المقام الأوّل، ممّا يقوّي الاعتقاد بأنّ هذه المصادرة تكشف أنّ الموقف ليس موقفًا معرفيًّا بل حالةً نفسيّةً ينبغي الوقوف على أسبابها وحيثيّاتها ونتائجها.

There is a  convention amongst many scholars – of different schools of thought – to abide to Aristotelian logic and its later developments as an epistemological principle that “if taken heed of, immunizes mind from error”. This of course, does not rule out the many discussions on a logical principle here, or a deductive form there, but things have generally remained within the confines of logic, improving it, and tuning its pillars so that it would serve as an objective standard wherein logical deductions are weighed in. In practice, however, the problem remained in the premises that makes up the argument, not its form.

The ongoing debate between religion and atheism cannot be evaluated without placing in question the premises of given propositions, both minor and major. This questioning, in many cases reveals that atheism’s continued dispute with religion is based on forcing on the others some premises that they others do not adopted in the first place, which enforces the belief that this expropriation reveals that atheist position is not epistemological in nature, but rather a psychological case whose reasons and results must be further studied.

منازل الفلسفة الغربية في فكر الطباطبائي: استعراض موجز لكتاب “أصول الفلسفة والمنهج الواقعي”

لا بد، في سياق لحاظ النتاج الفلسفي للعلّامة الطباطبائي، من الوقوف على كتاب أصول الفلسفة والمنهج الواقعي وإفراد حيّز خاص له باعتباره أحد أهم ركائز وأركان نظام العلّامة الفلسفي. وقد لا نجانب الصواب إن قلنا إنّ هذا الكتاب يعتبر من أنضج التجارب الفلسفية التي قاربت طروحات الفلسفة الغربية – الأنطولوجية والإبستيمولوجية على حد سواء – بنَفَس إسلامي. وفيما يلي مقال تعريفي بالكتاب.

Upon reflecting on al-ʿAllāmahaṭ-Ṭabāṭabāʾī’s philosophical works, it is inevitable to stop by his ʾUṣūl al-Falsafah w-al-Manhaj al-Wāqiʿī [the Principles of Philosophy and the Method of Realism] per se as it represents the most crucial pillar in the philosophical tradition of al-ʿAllāmah. It holds true to posit that this book is deemed as one of most mature philosophical experiences approaching the treatises of western philosophy – those ontological and epistemological, equally – imparted with an Islamic breath. The following article, accordingly, introduces this book.

الوعي الزائف في المادّية

ترجمة: محمود يونس

تقبل الأطروحة المادّيّة بواقعيّة النظام السببيّ بعد أن تشترط حصر كلّ علّة بالعلل المادّية. من هنا، يرتبط السؤال المادّي الجوهريّ بالوصول إلى محكّ متين للتمييز بين ما هو مادّي وما ليس بمادّي. إن الإخفاق التاريخيّ للمادّية في الإجابة عن هذا السؤال, واستغراقها في الالتحاق بالعلم كما هو في راهنه، يجعل منها موقفاً فلسفياً قائماً على تسويغ تماميّة العلم (الفيزياء تحديداً) أكثر منها نظريّة ذات شروط صدق يمكن التحقّق منها، وإن رأى المادّيون إلى أنفسهم كمن يلتزم نظريّة ويعمل وفقها.

الإسلام آخر الديانات وأولها -مميزاته الخاصة والكونية

تحميل الملف: الإسلام آخر الديانات وأولها -مميزاته الخاصة والكونية

تأليف: سيد حسين نصر(*)

ترجمة: محمد إسماعيل

كلّ دينٍ موحى، إما أن يكونَ ديناً عاماً للبشريةِ جمعاء، أو ديناً خاصّاً بقومٍ وزمانٍ محدّدين. ديناً عاماً من حيث احتوائهُ الحقيقة، وقدرتُه على استنباطِها، وديناً خاصاً من حيثُ إنّه يشدّدُ على مظهرٍ محددٍ للحقيقةِ، بشكلٍ يتجانسُ مع الاحتياجاتِ الروحيةِ، والنفسية للشريحةِ الإنسانيةِ، التي يتوجهُ إليها، ويخاطبُها بشكلٍ خاص.

(*) أستاذ كرسي في جامعة جورج واشنطن معظم كتاباته تركّزت حول الإسلام والفلسفة.