كان لإرث ابن سينا الأنطُلوجيّ أثرٌ كبيرٌ يتعدّى التوسّط، في تفعيل التواصل، بين كتابات أرسطوطاليس وتأويلاتها التجديدية عند السكولاستية، وقد نظر إليه هايدغر كمعلَم أوّل في مسار القول بأصالة الماهية المكتملة نظماً عند هيغل. هنا ننظر إلى أنطُلوجيا ابن سينا في معالجتنا لمسألة الوجود والكينونة من منظار هايدغر النقديّ لتاريخ المِتافيزيقا المتصادم فكرياً مع التحدّيات المعرفية والوجودية النابعة من تطور العلوم الحديثة. وهذه قراءة تنطلق من التفكّر في الوجود من حيث هو وجود، أي من التأمّل بالمفاهيم الأساسية المترابطة بالفكر الأنطُلوجيّ وتبعاته المعرفية، في مسعى لرفع السينوية من مصيرها الأرشيفي ومن التأطير التأريخي المحض الذي ينتابُها والفلسفة الإسلامية ككل.
الوسم: هايدغر
الأنطُلوجيا: هل هي تأسيسية؟
ترجمة: علي يوسف
تم بناء الفلسفة وجميع المعارف البشرية على تجريد الكائن الجزئي من كلّ ما يعطيه خصوصيّته وفرادته والإبقاء، فقط، على الخصائص التي يشترك بها مع أفراد نوعه. في رحلة التجريد هذه، لا يتوقف العقل الباحث قبل إيجاد المشترك بين مختلف أنواع الكائنات. ولكنّ هذا المشترك يفتقر طرداً مع الإيغال في التجريد، حتى ينحصر في صفة الكون أو الوجود عند نهاية هذه الرحلة. المفارقة في هذه الرحلة المعرفية أنها كلّما أوغلت في التجريد، كلما ابتعدت عما يشكّل خصوصية الكائن الجزئي وفرادته. حول هذه المفارقة، يرى الكاتب أن هذه الطريقة لتعاطي العقل مع الكون، إذا صحّت بالنسبة للأشياء، فإنها لا تصحّ بالنسبة للإنسان الذي تقوم حقيقته في ما يشكّل فرادته التي لا سبيل إلى إدراكها بالنظر إليها من نافذة الكلّي، لأن هذا النظر يُفضي إلى إعدامها. والسبيل الوحيد إلى ذلك هو لقاؤها والحوار معها وجهاً لوجه.
الزمنُ في فكر مارتن هايدغر مقاربة استيضاحيّة
تحميل البحث: الزمن في فكر هايدغر
في المنعطف الذي نحى فيه هايدغر منحى الكينونة في ذاتها عوضَ مساءلتها وهي منحصرةٌ في نطاق الكائنات (الدازاين تحديداً)، باتت الكينونة، بما هي طاقة إلقاء للكائنات إلى حركة الانبساط في الوجود، الوجه الفاعل للزمن. لقد صارت الكينونة بُعداً رابعاً من أبعاد الزمن، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل، مع أوّلية المستقبل الذي يبدأ منه فعل التزمّن، والذي يلائم الكينونة في حركة انحجابها واعتلانها.
Heidegger’s thought, at one stage, underwent a major turn (Kehre) wherein he sought to interrogate Being in itself rather in its confinement to the borders of beings (the Dasein in particular). As such, Being, as an energy throwing beings into existence, becomes the active face of time, a fourth dimension (of time), which does not avert the primacy of the future from where the act of temporality ensues, and which suits Being in its acts of announcement and hiddenness.