ترجمة: محمّد موسى
نستعرض في هذه المقالة الرأي القائل بإمكانيّة وصف المشاهدات العرفانيّة، بما لها أهميّة خاصّة في فلسفة العرفان، استنادًا إلى الساحات الثلاث: الحقيقة، والمعنى، واللغة؛ حيث نطرح بعض النصوص العرفانيّة التي تعزّز هذا الرأي. ونظرًا إلى أنّ العارف يواجه ساحة الحقيقة من خلال الشهود في مرتبة حقّ اليقين، ويدرك تلك الحقيقة بمددٍ من عقله المستنير، فإنّ بوسعه التعبير عنها ووصفها في سياق لغوي. بطبيعة الحال، يواجه العارف جملة من الصعوبات في كلّ واحدة من تلك الساحات؛ ففي ساحة الحقيقة، تتجلّى الصعوبات في اتساع هذه الساحة وتعقيدها، فضلًا عن ضعف الشهود؛ وأمّا في ساحة المعنى فتظهر من خلال ما يواجهه العارف من فكر، يحمل تأويلًا جديدًا وإضافيًّا وفقدانه للبراعة اللازمة لصياغة المعنى؛ بينما في ساحة اللغة تتمثّل بعض هذه الصعوبات في اللجوء إلى اللغة المتداولة والمألوفة في ظلّ غياب اللغة المتخصّصة التي قد تلائم طبيعة المشاهدات العرفانيّة، ما يصعّب لدى العارف مهمّة نقل هذه المشاهدات، بل ويجعلها مستحيلة أحيانًا.