لا تستقيم الحياة الأخلاقية دون نواظم تحدّد حركتها ومفاصلها وغاياتها. وإذا ما سقطت هذه النواظم دون إمكانية التبرير، تهافتت البنى الأخلاقية وتساوت كل الأشياء. وللمعاد، في ضمن هذه النواظم، حاكمية وسعة خاصّتين تجعلانه أصلاً لا تثبت قيم الدين، أيّ دين، دونه. فالمعاد، وهو، بالمطلق، لقاء الله، يحرّك كوامن الشوق إلى لقاء الغاية لدى الإنسان، ويسكن ألمه الذي يكابده في دنياه، ويقفه أمام مسؤولياته التي كانت مذ جُعل مختاراً. بيد أنّ المعاد، كمبحث، يفرض صعوبات خاصّة لدى معالجته، ما يحيلنا على مقاربة لا بدّ لها أن تكون في غاية السعة، بمعنى أنّها تقرأ كل جوانب الذات الإنسانية في محاولةٍ لتلمّس الطريق نحو مصيرها المعاديّ.
الوسم: الحقيقة
العلاقة بين لغة العرفان النظري وتطوّر مسائله عند البسطامي والجنيد والحلاّج
الهدف من كتابة المقالة هو بيان أنّ مسائل العرفان النظري التي تتمثّل في حقيقة التوحيد والموحّد قد تطوّرت، وتكاملت، بتعاضد ثلاث لغات، أو ثلاثة فضاءات فكريّة وروحيّة، هي: لغة البسطامي التي تمثلّت في بيانه حالات الفناء، ولغة الجنيد التي تمركزت على الشريعة، ولغة الحلاّج التي أثارت انتباه الناس إلى الحبّ الإلهي.
نستنتج من ذلك أنّه على الرغم من أنّ لكلّ من هؤلاء العرفاء الثلاثة نظريّته الخاصّة في التوحيد والموحّد، وعلى الرغم من أنّ بعضهم انتقد آراء البعض الآخر، فإنّه عندما نتجاوز النقاش في المسائل، ونركّز النظر على اللغة التي تميّز بها كلّ منهم، نجد أنّه يمكن الجمع بينها، بل إنّ الدعوى التي تتناول هذه المقالة بيانها، هي أنّ هؤلاء العرفاء الثلاثة قدّموا لنا نظريّة متكاملة في العرفان النظري، تختلف عنها فيما لو تأمّلنا نظريّة كلّ منهم على حدة.
التجربة الدينيّة في الإسلام التقليديّ
ترجمة: ديما المعلم https://al-mahajja.org/author/dima-el-mouallem/
تعدّدت المصطلحات التي تصف الكيفيّة التي يدرك ويختبر بها الناس الظواهر العادّيّة والاستثنائيّة المرتبطة بالله في مختلف اللغات الإسلاميّة. لكنّ الكلمة المستعملة اليوم لترجمة المفهوم المعاصر، أعني بها كلمة تجربة، لم تكن من ضمن هذه المصطلحات. وكلّ مطّلع على الإسلام يعرف أنّ ما يسمّى عادةً “التصوّف” أو “العرفان” يتناول موضوع تجربة الشعور بحضرة الله بالتفصيل. نظرًا لأهميّة التصوّف على مرّ التاريخ، يعني هذا أنّ طريق البحث عن الله والإحاطة به، قد كان من اهتمامات عدد لا يُحصَى من المسلمين. ويعبّر كارل إرنست عن إجماع العلماء المتخصّصين حين يقول: “إنّ العرفان هو أحد أرحب مدارس الروحانيّة في تاريخ الأديان. بدءًا من أصوله التي تعود إلى النبيّ محمّد والوحي القرآنيّ، كان للتوجّه العرفانيّ بين المسلمين دور لا يُبارَى في تطوّر الدين الإسلاميّ على الصعيدَين العامّ والخاصّ”. لذلك، سأسلّط الضوء في هذا المقال على بعض المطالب الواردة في عيون المصادر الصوفيّة.
Numerous terms were employed in Islamic languages to designate the ways in which people perceive and experience ordinary and extraordinary phenomena pointing back to God, though the words used nowadays to translate the modern notion of experience (e.g., tajriba) were not among them. Anyone acquainted with Islam will be aware that what is commonly called “Sufism” or “Islamic mysticism” addresses the issue of experiencing God’s presence in voluminous detail. Given Sufism’s prominence over history, this means that the path of finding and perceiving God has been a preoccupation of countless Muslims. Carl Ernst is expressing the consensus of specialists when he says, “Islamic mysticism is one of the most extensive traditions of spirituality in the history of religions. From its origins in the Prophet Muhammad and the Qur’anic revelation, the mystical trend among Muslims has played an extraordinary role in the public and private development of the Islamic faith.”1 Here I will highlight a few themes in the primary literature.
الإنسان والحقيقة الدينية – الأنا من الكوجيتو إلى الشهادة
تحميل البحث: الانسان والحقيقة الدينية- كمال البكاري
هل ثمة إمكانية لدى الدين والفلسفة لإعادة بناء المدنية المعاصرة انطلاقاً من إعادة فهم وموضعة مقولة الذات/ الأنا على نحو يمكنها من استعادة الامتلاء والتحقق بوصفها غاية لا وسيلة؟ وما هو السبيل كي تستعيد الأنا/الذات مركزيتها في الكون؟ يجيب الباحث على ذلك من خلال التأمّل في ضرورة التحول من الأنا الديكارتية الغائبة لحظة القول والتفكّر إلى أنا الشهادة القائمة على علائقية يستحيل معها الانفكاك عن التفكير.. إذ يستحيل كونها وجوداً منعزلاً بذاته، بل هو وجود يكوّن مسيرة وعي الأنا من خلال ربط الذات بالله.
الغزالي بين حب الفلسفة وكره الفلاسفة
تحميل البحث: الغزالي بين حب الفلسفة وكره الفلاسفة- دكتور محمد أيت حمو
تهدف الفلسفة في مقام ما يجب إلى الأخذ بالحكمة، بيد أن واقع الحال يشير إلى عدم اتفاق الفلاسفة بشأن الحقيقة الواحدة، الأمر الذي دفع الغزالي إلى إطلاق مواقف حادة إزاء الفلسفة وصلت أحياناً إلى حد التكفير، إذ ليست هناك فلسفة واحدة، بل فلسفات متعارضة ومتصارعة..
غير أن هجوم الغزالي على الفلاسفة لم يمنع من كونه ذا رؤية إيجابية إزاء الفلسفة ذاتها.. كما لم يمنع من كونه فيلسوفاً كبيراً..
ماهية الهرمنوطيقا
تحميل البحث: ماهية الهرمنوطيقا- احمد واعظي
تعريب: حيدر نجف
شغلت الهرمنوطيقا في القرون الأخيرة مكانة خاصة في الفكر الإنساني كعلم أو خبرة مستقلّة. ويعكف اليوم العديد من المفكرين البارزين على البحث والتنقيب في هذا المضمار، مضافًا إلى أنّ الهرمنوطيقا استطاعت خلال القرن العشرين فرض معطياتها على جميع الأصعدة المعرفيّة، كالفلسفة واللاهوت والنقد الأدبي والعلوم الاجتماعيّة وفلسفة العلم، والتأسيس لأسئلة وبحوث جديدة في هذه الحقول.
نقد التعددية (التديّن والصراط المستقيم)
تحميل المقالة: نقد التعددية (التديّن والصراط المستقيم)(*)
تعريب (عن الفارسية): حيدر حب الله
يقدم هذا البحث قراءة منهجية لموقف إسلامي، يفسّر به الكاتب، نظرية التعدّدية الدينية، التي سعى الدكتور عبد الكريم سروش طرح مبانٍ لها في المجال الإسلامي من خلال مقال صدر في مجلة كيهان، العدد 36، أطلق عليه اسم “السبل المستقيمة” فسعى الكاتب “نيا” للرد عليها معتبرًا “أن النظرية الإسلامية فيها الكثير من التقديس للذات “النص” دون أن يعني ذلك اعتزال الآخر وتقاصر الحقيقة بين الذات والآخر على نحو البدلية، وهذا في رأي الكاتب ما دعاه العلماء والعرفاء والشعراء الكبار أمثال مولوي الذي تحدّث عنه بإسهاب.
(*) هذه المقالة نقد على مقالة “الطرق المستقيمة” التي كتبها الدكتور عبد الكريم سروش في مجلة كيهان العدد 36، ومن الطبيعي أننا نتعرّض هنا للخطوط العامة والكلية ونتجنّب الخوض في التفصيلات والقضايا الجزئية.
إشكاليات العلاقة بين الدين والثقافة (مقدمة نظرية)
تحميل الملف: إشكاليات العلاقة بين الدين والثقافة (مقدمة نظرية)
هل يُغلق الفكر الديني ولا يُعرّض لنقد الثقافة واستفزازها، بحجّة الحفاظ على قدسيّة الدين فنعود إلى عصور الانحطاط… أم نفعل الفكر في دفع الثقافة ومعطياتها إلى أقصى درجات التفاعل مع الفكر الدين، فيكون بداية لإرساء أسس التجدّد الخضاري الإسلامي في المفصل التاريخي من تاريخ الأمّة.
مقدّمة في أصول التصوّف والعرفان
ترجمة: توفيق محمد
تحميل الملف: مقدّمة في أصول التصوّف والعرفان
إن هذا البحث الذي جاء تحت عنوان “مقدمة في أصول التصوّف والعرفان”، هو رواية مختصرة عن أهم أفكار، وآثار متصوّفة وعرفاء إيران والعالم الإسلامي الذين استفادوا من العلوم والمعارف الإسلامية، والقرآن الكريم، والأحاديث النبوية، ودوّنوا لنا كتبًا للعرفان والتصوّف. وهو يهتم بالجوانب الإيجابية للتصوّف والعرفان، حتى تحصل الفائدة منه.