ما هوَ التَقْليد؟

سيّد حُسين نَصْر

ترجمة: محمود يونس

تعرض هذه الورقة – وهي الفصل الثاني من كتاب المعرفة والمقدّس للسيد حسين نصر – مفهوم التقليد، وتعريفه، وماذا يمثّل بالنسبة إلى الأديان المختلفة، من قبيل: الهندوسيّة، والبوذيّة، والتاويّة، واليهوديّة، والمسيحيّة، والإسلام، أو أيّ دين حقيقيّ آخر، فضلًا عن ارتباط هذا التقليد بالحكمة الخالدة، وما يبغي حسين نصر منه.

والمقدّس، بما هو مقدّس، هو مصدر التقليد، وما ينتقده التقليدُ في العالَم الحديث هو الرؤية الكونيّة الكليّة، والافتراضات والأسس التي – من وجهة نظره – تكون خاطئة، إذ ترى الخيرَ في العالمِ عرضيًّا، لا جوهريًّا.

 

What is Tradition?

Seyyed Hossein Nasr

Translated by Mahmoud Younes

Abstract

The present paper is the second chapter of Seyyed Hossein Nasr’s book: Knowledge and the Sacred. It examines the concept of tradition, its definition, its relation to perennial wisdom (sophia perennis), and what it represents for various religions—Hinduism, Buddhism, Taoism, Judaism, Christianity, Islam, or any other true religion. Moreover, it looks at what Nasr meant when he used the term “tradition”.

The sacred as such is the source of Tradition. What tradition criticizes in the modern world is the total world view, the premises, the foundations which, from its point of view, are false so that any good which appears in this world is accidental rather than essential.

الدلالات الشعيريّة والطقوسيّة في فهم الألم في الأساطير القديمة

للطقس حضور في هذا العالم، إذ يمثّل جزءًا من الإنسان. يتغيّر الطقس ويتبدّل بتغيّر السياقات الثقافيّة التأسيسيّة، كما ينسج جزءًا من هويّة الإنسان، تُلازِمه. وتروم الممارسة الطقوسيّة بما هي فعل تواصليّ إلى إيجاد تجربة جماعيّة واحدة للجماعة، تعبيرًا عن أفكار ماثلة في مخيالها الجمعيّ. وعليه، يكون الطقس دلالةً على الكامن. ولئن كان الطقس الشعيريّ أشبه ما يكون بالكتابيّ، تشكّل الأسطورة الجانب الآخر الشفاهيّ. وهما يتضايفان معًا كيما يشكّلا لحظة الحدث، ليتحوّلا، إذ ذاك، إلى وحدة متكاملة. وعن الطقوس المرتبطة بالألم تبتسر أواصر تحيي انتماء الفرد إلى الجماعة.

ضعف الترويج للعرفان الشيعيّ عامل هامّ في انتشار العرفان الكاذب

ترجمة عليّ الحاج حسن

يبسط الدكتور محمّد فنائي الأشكوري، وهو أستاذ في الفلسفة في مؤسّسة الإمام الخميني، قدّس سرّه، الحديث في هذا الحوار عن العرفان ببعده الشرّانيّ الداخليّ، وبما هو معرفة باطنيّة، وميل باطنيّ، ونزوع نحو معرفة الله. ميل لا يختصّ بثقافة محدّدة، بل مشترك بين البشر، كلّ البشر، فهو مبنيّ على فطرة معرفة الله، وكذا هو الجزء الطوليّ لا العرضيّ للدين. وبالتالي فإنّ المعرفة والميل مبنيا العرفان. والمعرفة العرفانيّة معرفة شهوديّة من حيث هي ملاقاة مباشرة مع الله ومظاهره. والقلب مهماز العرفان، هو هو الذي يصيّر عباداتنا عبادات عرفانيّة. ومن ثمّ يخلص الأشكوري إلى أنّه يجب أن لا نطلق اسم العرفان على المدارس المعاصرة التي تحمل اسم العرفان، إذ لا حديث فيها عن الشهود، ولا عن التجربة الباطنيّة، ولا عن السير والسلوك، بل هي تشبه العرفان في الظاهر، وهذا هو عين العرفان الكاذب الذي يدور رحاه في الغالب حول الأمور الدنيويّة.

الإنسان الحَبْريّ والإنسان البروميثيّ

كان للانقلاب البروميثيّ على السماء أثرًا وبيلًا على هذه الحياة الأرضيّة. فالإنسان، في قابليّاته التألّهيّة، محوريّ في هذا العالم، ويؤثّر في تناغمه. لذا يُطلق عليه، في العقائد الحكميّة، اسم الإنسان الحبريّ، أي الجسر بين الأرض والسماء. ولا يمكن فهم الإنسان، في غنى أبعاده، بمعزل عن التقليد الذي يرى فيه (1) حقيقةً أوّليّةً بُني العالم على صورتها، و(2) واسطة تنزّل الوحي، و(3) النموذج الأكمل للحياة المعنويّة. بالتالي، لا يمكن الكلام على الإنسانيّ بمعزل عن الإلهيّ المطبوع على جبينه، ولا يستطيع الإنسان تلمّس طريقه من دون هدي الشريعة ذات الوظيفة الكونيّة في نشر نور العرش وحفظ التناغم في هذا العالم.

The Promethean rebellion against the Divine had a detrimental effect on this earthly life. Man, in his theomorphic capacities, is central to this world, and very crucial to its harmony. The role he plays, according to sapiential literature, is that of a pontiff, a bridge between the earth and the heavens. It is this literature, the tradition, that paves the way towards understanding man in the multiplicity of his dimensions, inasmuch as it sees in him (1) a primordial truth upon whose image the universe was created, (2) a means for the relaying of  revelation, and (3) the most perfect archetype of spiritual life. Accordingly, man cannot be tackled while the Divine mark impregnated in him is ignored. Man cannot find his way without the guidance of a Divine law, whose cosmic function it is to spread the light of the Divine throne, and preserve the harmony of the universe

رؤى الأولياء في الثقافة النوبيّة المصريّة

عرض الباحث رؤى الأولياء في الثقافة النوبيّة المصريّة في نصوص حجاج أدول، وهي على نحوين: الأوّل هو النظرة التقليديّة التي تضفي القداسة على أصحاب الكرامات، والثانية ترفض ذلك على أساس أنّ الأولياء غير معصومين من الخطأ.

ثمّ يعرّج على الدور الوظيفي الذي يؤدّيه الأولياء في المجتمع النوبي من خلال تقوية الشعور بالانتماء القبلي، والمحافظة على وحدة القبيلة وتماسكها، عبر طقوس الزيارة والنذور التي يقدّمها النوبيّين للوليّ. كما تُعدّ زيارة الوليّ فرصة للترفيه والتسلية، حيث يقوم الأفراد بممارسة طقوس الغناء والرقص والطعام خلال فترة الزيارة، وتداخل المدنّس بالمقدّس، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه الوليّ في قضاء حوائج الناس وشفائهم من الأمراض وحمايتهم من الجن والسحر وإحلال البركة عليهم. وهذه النظرة تتماثل في بعض جوانبها مع المجتمع المصري ككلّ.

The author presents the views on saints in the Egyptian Nubian culture in Hajjāj ʾUddūl’s texts. The first is the traditional view that says saints are sacred, while the second rejects their sanctity on the basis that saints are not infallible.

He then moves to discuss the functional role played by saints in Nubian society wherein they foster tribal affiliation, and preserving the unity and cohesion of the tribe through the rites of pilgrimage and offerings that Nubians give to the saint. Visiting the saint is an opportunity for entertainment and amusement where individuals perform rituals of singing, dancing and feast, whereat there is an interplay between the profane and the sacred. In his turn, the saint fulfills people’s needs, heals them from illness, protects them from the Jinn and magic, and blesses them. This view is harmonious in some aspects with Egyptian society as a whole.

أنوثة الماء: الرمز والبحث عن الأصالة نصّ النبع لسديف حمادة نموذجًا

يحمل نصّ النبع للشاعر والروائيّ سديف حمادة كثيرًا من الإيحاءات والرموز والدلالات السيميائيّة الكاشفة عن رحم نصٍّ أدبيّ يتجاوز حدود الزمان والمكان، يخلق من الماء سرًّا وجوديًّا للحياة والاستمرار والتعلّق الذي يتمثّل بالأنوثة التي هي سرّ العطاء، من القدرة على الإنجاب، إلى المرأة التي تسكّن الجراح، وتشفيها، ثمّ ترسم بفكرها أُطر التمسّك بالحقّ وبالأرض وبالكينونة.

قدّمت هذه الورقة البحثيّة مسحة تأويليّة لرمزيّة الماء وفق الإجراءات الأسلوبيّة والسيمائية، من خلال رصد بعض التكرارات الأسلوبيّة وسياقاتها النصّيّة، والعمل على رصد المعنى الخفيّ المرتبط بالإحالة المرجعيّة الثابتة خارج النصّ، والثاوية في طيّات المعاني، مستثمرة المرجعيّة الثقافيّة والدينيّة للشاعر، وتوافقها مع السياق الأسلوبيّ للنصّ.

مدخل إلى فهم الظاهرة الدينية من منظور تاريخ الأديان

تحميل الملف: مدخل إلى فهم الظاهرة الدينية من منظور تاريخ الأديان

لم يعد من الممكن، بل ولا المجدي اختزال الظاهرة الدينية إلى مجرد نظام عقدي، ومجموعة مفاهيم وتصورات، ورؤى وأفكار، وجملة طقوس وشعائر، بل إنما ينبغي تلمس أبعادها باعتبارها تعبيراً عن اختبار الشأن المقدس، ذاك الذي أمكن من خلاله للوعي البشري، وعلى مرِّ الزمن أن يضفي على دوافع الإنسان واختياراته المغزى والدلالة والعبرة، وأن يتعاطى مع الأشياء والوقائع التي تظهر وتختفي، وتبرز ثم تزول، باعتبارها أموراً ذات قيمة، ووقائع تتمتع بدرجة كبيرة من الغنى والدلالة.