اللغة الإنسان الدين

تحميل البحث: اللغة الإنسان الدين

مع الحديث عن اللغة لا بدّ من التوقّف مليًا، فهي تحمل في ذاتها مقوّمات حاملها، الذي وُصف من قبل الإمام عليّ (ع) بأنه العالم الأكبر من جهة، ومن جهة أخرى مخلوق يتوجّه بشكله الماديّ إلى الأرض التي يعود إليها. والقول بكونيّتها يذهب باتجاه اعتبارها كيانًا علويًا متساميًا، وهي في وجودها الأكمل صفاء خاصّ ونظام سنيّ تحمل في طياتها خصائص الفكر الكليّة، لعلّ هذا ما يجعلها تفترق عن الكلام، الذي يأخذ شكلًا تداوليًا، فيكون مشابهًا للمادة عندما تصبح كلامًا قابلًا للتشكّل وفقًا للوضع الذي يوجد فيه الإنسان، لذلك يصبح الحديث عن اللغة وماهيتها، مختلفًا عن الكلام وماهيته، وارتباطاتهما الوظيفية، بالتالي تختلف في كلّ مورد من الموارد، وفي القضايا التي تتعاطى بها.

الموت في الحضارات القديمة

تحميل البحث: الموت في الحضارات القديمة- احمد ماجد

لقد اقترنت حياة الإنسان على الأرض بالموت منذ أن وطأها بقدميه. ومن هنا كان يسعى جاهداً في ميدان فهم الموت ووعيه، وميدان مواجهته والقضاء عليه. ولكن يبدو أن رحلة الإنسان مع الموت لما تنته بعد. وفي هذه المقالة يحاول الكاتب تسليط الضوء على بعض الجهود الإنسانيّة في هذا المجال.

الفلسفة والمسألة الاصطلاحيّة عند الدكتور عبد الرحمن

تحميل البحث: الفلسفة والمسالة الاصلاحية عند الدكتور طه عبد الرحمن- الأستاذ أحمد ماجد

شكّل مشروع الدكتور طه عبد الرحمن حراكاً في الوسط الفلسفيّ والثقافيّ، وهذا الأمر يعود إلى طبيعته الإشكاليّة، التي تترك ردّات فعل متناقضة، فهو يقرأ على أكثر من وجه، فمن الممكن أن ننظر إليه كمشروع تجديديّ، يحاول أن يعيد الحياة إلى الفكر الفلسفيّ، بعد فترة من الركود. وهو قد يظهر للبعض الآخر كمقوّض للفلسفة، عبر طرح مرجعيّة فكريّة، تمنع عنه التفكير الحرّ.

من هنا تأتي هذه الورقة، لتحاول النظر في هذا المشروع، ولتتدرّب على القول فيه، تحاول أن تستجلب أجوبة، فالقول تمظهر في حلّة، وتحول إلى مقول، لا يستطيع الإنسان حياله، إلا أن يساهم بقول، إن أصاب سُمع، وإذا أخفق تجوهر ذاتاً مستقلة، ليصبح مقولاً قابلاً للنقاش.

المصطلح في فلسفة السهروردي الإشراقية

تحميل البحث: التجربة الايمانية

المصطلح الفلسفي عند المسلمين، لم ينحُ بنفس الاتجاه الذي سارت عليه الفلسفة اليونانية، وإذا كانت الحضارة الإسلامية قد استفادت من تلك التجربة، إلا أنها لم تستنسخها، إنما عملت على تسويغها وجعلها جزءً من النسق الفكري؛ لذلك سيحاول هذا البحث تتبّع تكوين المصطلح الفلسفي وصولاً إلى السهروردي عبر نماذج محدّدة.

الإيمان في المجال الكلامي الإسلامي

الايمان في المجال الكلامي الاسلامي

الإيمان من المصطلحات الإشكالية التي شغلت الساحة الإسلامية منذ نشأتها، فهو المحرّك الأساسي للكثير من الحركات السياسية والدينية والاجتماعية؛ لذلك تعدّدت الأفهام حوله، والتعابير الدالة عليه، وكان مدخلًا للعديد من التنظيرات العقائدية، وهذه الإشكالية ليست إسلامية بحتة؛ بل نجد جذورها في الكثير من الديانات، ولكننا سنعالجها في الإطار الإسلامي؛ لا سيما في المجال الكلامي.

الفهم الديني… مداخل الثقافة والمحيط…

اليوم، وفي الوقت الذي نعيش فيه ضمن عالم تحكمه الصيغ والاحتياجات، وتشكل المساءلة والمراجعة النقدية – حتى لأقدس المقدسات – السمة والأسلوب المعتمد…

تحول الدين عند الكثيرين إلى “موضوع”، علينا معرفة نشأته وصدقية دعاويه، ومدى أحقيته وقدسية ما يدعو إلى قدسيته.. بل علينا أن نسأل كل دين، ما هي القيم الحاكمة فيه بنحو فعلي؟

بمعنى آخر: ما هو الدين – الذي ندين به – في أي دين؟

هل هي الحقائق والتعاليم؟

هل هي الذات المحتاجة والمفتقرة إلى المعنى المتسامي؟

هل هو المتسامي؟

هل هو المؤسّس؟ أو الرسول؟ أو جهاز السلطة الدينية النافذة؟

وإذا كانت “تختلف وظيفة النص الديني من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات نجد النص الديني هو محور السلطة، ومصدر المعرفة، وضابط السلوك، ومحدد الرؤية الشاملة إزاء الكون وظواهره وفي مجتمعات أخرى يتقلص هذا الدور إلى حد أدنى من إرشادات السكينة الروحية، والقواعد الأخلاقية. غني عن القول أن النصوص الدينية شأنها شأن كل السرديات الكبرى، ليست الوحيدة في ساحة التفاعل المجتمعي، حيث تزاحمها خطابات أخرى تسعى إلى الحد من دورها الاجتماعي، بل تقتص من قدسيتها أحيانًا”.

إذا كان الأمر محكومًا بين دين وآخر بهكذا نحو من المغايرة.. فهل من الصحيح أن تعمّم إشكاليات تقع في حاضرة دين معين، على دين آخر؟ ولا لشيء إلى لأن كليهما اسمه دين.

وإذا كانت الظروف المجتمعية وحقل التجاذب بين دين ما ومحيطه فرضت أسئلة وأحكامًا خاصة.. فهل يمكن لنا طرح نفس الأسئلة والأحكام على ظروف مجتمع ديني آخر عند لمح أدنى تشابه في المعطيات؟ مثلًا: نحن نعلم ما للكنيسة من حاكمية كهنوتية على النص الإنجيلي الأمر الذي دعا حركة الإصلاح الديني – في الغرب – إلى كسر تلك الحاكمية وترجمت الانجيل إلى اللغات القومية، والعمل على تأويل الانجيل تأويلات مجازية.. حتى “أطلقت حرية القراءة، وقامت رياح العولمة فنقلت التعامل مع النص الإنجيلي إلى مدارك التعددية والنسبية الثقافية. في اطار سعي الكنيسة المسيحية الحثيث إلى تكييف أوضاعها ديناميًا مع مطالب العولمة الثقافية.

وكان مدخل الكنيسة في ذلك هو التخلص من المركزية الغربية في قراءة الانجيل وحيث اقرت بمشروعية القراءات المتعددة والقبول بالفوارق إلى حد التناقض أحيانًا.. بل اعتبر البعض الأناجيل الأربعة نوعًا من التعدد الثقافي.

وهكذا أصبحت التأويلية الانجيلية هي البحث عن معنى النص في سياق من الخبرات المعيشية، أي معرفة الانجيل في السياق الثقافي والتاريخي لكل جماعةٍ مؤمنة…

تطلبت هذه المتغيرات من الكنيسة المسيحية إعادة النظر إلى النص الإنجيلي، بل وإعادة النظر إلى النصوص السماوية الأخرى؛ إيمانًا بالوحدة المعرفية لهذه النصوص”.

فهل النتائج الخاصة التي وصلت إليها المسيحية في نحو ونوعية القراءة أو القراءات المعلقة بها، ينبغي أن نعممها على بساط واحد من رياح العولمة لتشمل كل بقعة جغرافية بما في ذلك العالم العربي والإسلامي؟! وكل ديانة بما في ذلك الدين الإسلامي؟! مع وجود الفوارق المركزية التي نذكر منها على سبيل المثال..

  • محورية النص الحرفي للقرآن الكريم؛ باعتبار كل حرف فيه منزلًا من عند الله سبحانه؛ وهو ما يختلف عن الإنجيل أو الأناجيل.
  • اعتماد العقيدة الإسلامية على الحقيقة الثابتة والمجردة المتعالية والمتسامية على الزمان؛ ودخول الإله في العقيدة المسيحية في حركة التاريخ والزمان.
  • اعتبار الكلمة الفصل في المسيحية ممثلة بالكنيسة كمؤسسة كهنوتية، مما أوجب تجاذبًا بين الحتمية المتولدة منها؛ وبوادر الحتمية العلمية المتولدة من عصر النهضة والتي أنتجت صراعًا اضطرت معه اللغة الدينية – المسيحية إلى أخذ شكل متكيّف مع النسبية في الثقافة والاجتماع مما أوقع بشيء من التعددية التي أخذت أشكالًا حادة أحيانًا…

بينما قامت اللغة الدينية – الإسلامية على فردية التدبر والتعبد؛ كما وعلى مشروعية الاختلاف كواقع اجتماعي وإنساني “وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا” قرآن كريم.

  • “خلاف أمتي رحمة” حديث شريف. حصول تطورات علمية وأدبية ومعرفية وحركة تقنين وتشريع وتنظيم في الغرب فرضت نفسها على النفوذ الكنسي وعلى منظومة القيم والثوابت المسيحية؛ رفعت – ولو على حساب الأبعاد المعنوية – حركة التطور الحضاري ووتيرتها في مجال الاقتدار السياسي، والاقتصادي، والتقني مما ألحق خلفه كل معطيات الواقع الغربي – بما فيه الديني.

بل وتم إلحاق ما أسمي بـ “أطراف العالم”.

وهذا ما لم يحصل في عالمنا العربي والإسلامي وبالتالي لم يقع في الدين عندنا ما وقع في الغرب. فالواقع هنا مختلف ومغاير لما عليها هناك – والدين هنا يشكل الروح النابض والقدّام الحي – ولو على الصعيد الشعبي… ومنظومة المعرفة والسياسة هناك إذا تخبطت، ففي كثير من الأحيان بسبب الإبتعاد عن قيم الدين والتزاماته.. الدين هنا هو السائد حتى ولو لم يأخذ السيادة؛ بينما هناك فإنما يتنفس برئة المحيط وحيثياته… لكن وعلى الرغم من كل ما مرّ وأوردنا فيد يطيب للكثرين عرض الأسئلة والمشكلات على الإسلام بطريقة فيها الوفير من المبادرة على صعيد الأحكام..

ولقد قدّمت فرضيات قامت على نحت جملة من القواعد المعرفية ومناهج القراءة للسرديات والنصوص الأدبية والدينية الإسلامية بنفس الكيفيات التي جرت مع النص الإنجيلي أو التوراتي..

ونشأ بين أصحاب الاهتمام بفلسفة الدين وعلم الكلام في بلادنا مصطلحات تعبّر عن نشوء فرق جديدة.. تؤمن أحيانًا بـ “التعددية الدينية” أو “الانحصارية الدينية” وهي نفس المسميات التي يمكن لنا أن نجدها لدى علماء لاهوت مسيحيين.

ولتبيان الأمر فلقد عرضنا في هذا الملف من العدد آراء لاتجاهات لاهوتية مسيحية. ونقلنا بعض الفقرات للكتاب من العالم الإسلامي تأثروا بتلك الاتجاهات، ثم استعرضنا نموذجًا من النقد الذي يمكن القيام به من قبل مفكرين إسلاميين.

وألمحنا في مقالة للشيخ على أكبر رشاد إلى ضرورة التوفر على منظومة منهجية إسلامية لتحديد وجهة أي قراءة إسلامية فكرية وقد عنونت باسم: “منطق فهم الدين” وسيبقى الباب عندنا مشرعًا على أي مساهمة تدفع الفكر ليكون فكر المهمات في عصر التحولات العظمى.

الشيرازي: دراسة بيبلوغرافية

عنوان الرسالة: الشيرازي: دراسة بيبلوغرافية

تقديم: أحمد ماجد

تحميل الملف: شيرازي: دراسة بيوغرافية

بقي النسيج الثقافي العربي‏؛ والفلسفي منه بوجه خاص‏؛ نائياً عن الاهتمام المتناسب مع المستوى الرفيع، للفيلسوف الجامع والمجدد؛ “صدر الدين الشيرازي”، على مستوى القراءة أو الكتابة، ما خلا بعض الدراسات التي سيُشار إلى قسم منها في هذه الدراسة البيبلوغرافية…

ونحن إذ نعرض هنا لكتابات فيلسوفنا الكبير، ولعناوين كتابات وبحوث قدِّمت عنه‏؛ فإنّا نرجو بذلك الإسهام بلفت نظر الباحثين، إلى ذلك المعين الفكري – الفلسفي الأصيل‏؛ المتمثّل بنتاجات “صدر المتألهين”؛ الأمر الذي نتوقع له، أن يشكّل حافزاً نحو إعادة إحياء القراءات النقدية لمشروعه الفلسفي‏؛ المسمّى “الحكمة المتعالية”، والمبثوث في مجموع كتاباته الفلسفية والعرفانية والدينية…