تأمّلات فلسفيّة في الطبيعة الإنسانيّة من خلال النظر إلى تداخل الآخر في الذات

تنظر الذات إلى ذاتها مباشرةً في سياق صيرورتها، كما تنظر إلى ذاتها انعكاسيًّا من خلال نظرتها إلى الإنسان عامّةً. إنّ هذه المقاربة الفنمنولوجيّة، وإن استفادات من مقدَّرات اللغة – العربيّة على وجه الخصوصّ – تبيّن لنا فرادة الذات، في كونها الناظر والمنظور إليه، كما تبيّن فاعليّة الآخر في صميم ذاتيّة الذات. فالآخر متداخل في الذات، ومكوّن من مكوّناتها الوجوديّة، فلا يسعها الإعراض عنه. فهي مدينة له إذ به يمتلئ فراغها. وبإبرازها مديونيّتها له، فإنّها تستجمع ذاتها، وتتجاوز أنانيّتها، وتتحرّر من غفلتها.

The self regards itself directly in the context of its becoming, and indirectly (reflectively) through regarding mankind in general. This phenomenological apprehension benefits from the capabilities of language, the Arabic language in particular, in order to reveal the uniqueness of the self, in light of its ability to function as both the seer and the one who is seen at once, as it discerns the effect of the other amid its very self. The other is intertwined with the self, not merely its symptom, but an existential component thereof. The self is indebted to the other that fills in its emptiness. In displaying its indebtedness, moreover, the self gathers itself, overcoming its egoism and liberating itself from heedlessness

المسارات الكلّيّة في قراءة الطبيعة الإنسانيّة

اختُزِل الإنسان في الدراسات الإنسانيّة، وعلم الحياة المعاصر، إلى ما يشبه وضعيّة الكائن البيولوجيّ، مع تخفيض مجحف للمنسوب الغيبيّ من دائرة وجوده. فيما تمحورت الرؤى الفلسفيّة والفكر الدينيّ عمومًا في النظر إلى الإنسان من حيث الجنبة العقلانيّة، وإحالة أبعاده الدنيا إلى مرتبة الشروط الإعداديّة لحياته الروحيّة. وتفيد نصوص الوحي أنّ الإنسان بدأ من طين، وأنّه كما بدأ سيعود. وقد شكّل هذا التأسيس قاعدةً للتساؤل والاعتراض في الملإ الأعلى، وعليه ابتنى الإنذار والبشرى في الملإ الأدنى {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا}. وإذا كانت حقائق الوحي تلحظ الجنبة الحيوانيّة التي تظلّ مصاحبةً لوجود الإنسان طالما أنّه يعيش بالشعور والعقل معًا، أمكن لنا حينئذ أن نتساءل: هل الإنسان حيوان، يتميّز في بعض مراحله بأنّه ناطق؟ أم إنّ الإنسان ناطق، يتميّز في بعض مراحله بأنّه حيوان؟ والقصد من السؤال هو الدفع باتّجاه استكشاف مدى ما تمثّله الحياة الحيوانيّة من نفوذ داخل الطبيعة الإنسانيّة، والتأمّل في الماهيّة والوظائف والأبعاد المكوّنة والتي تقوم على أساسها تلك الطبيعة.

In the humanities, as well as in modern biology, man was reduced to a biological being, whereby the internal, hidden, element is minimalized. Philosophical and religious approaches, on the other hand, were confined to the rational aspect of human beings, taking those material aspects, of human beings, to be merely preparative conditions for the spiritual life. In scripture, however, the basic starting point for any understanding of human nature remains that man emerged from clay and it is to clay that he returns. Such a scriptural truth instigated a surge of questioning and protest among the dwellers of the upper realm (the angels and ʾIblīs), and by its virtue, man becomes the addressee of all Divine warning and encouragement. If revelation, in its very essence, takes note of the animal aspect of man, an aspect which accompanies his existence inasmuch as he lives by thought and feeling together, then we are entitled to ask: is man an animal, characterized at some stage by being rational? Or is he a rational being, characterized at some stage by being an animal? The intention here is to pressure towards discovering the weight of the animal life within human nature, and to contemplate the essence, the functions and the constituting elements upon which this nature stands.

الموت وعالم الخيال: المعاد عند ابن العربي

ترجمة: محمود يونس

تشكّل مباحث “المعاد” ثالث الأصول في الإسلام السنّيّ بعد التوحيد والنبوّة. ويعالج الصوفيّون الباحثون في المعاد جانباً واسعاً من الموضوعات، وإن كان أهمّها مبحثا “الرجوع الاختياري” و”الرجوع الاضطراري”؛ ويُعنى المبحث الأول بسبيل إحراز الكمال المعنويّ في هذه الحياة، أما الثاني فبطبيعة الموت المادّي والقيامة الجسدية. ويتعرّض ابن العربي الكبير (توفي 638هـ؛ 1240م) لكلا المبحثين بسعة وغزارة، مهيّئاً المجال لكلّ من سوف يليه من المتصوّفة، والمتكلّمة والفلاسفة إلى يومنا هذا. سوف أحاول في هذه الورقة إجمال الخطوط العامة لبعض تعاليمه في الرجوع الاضطراري، مموضعاً المبحث في إطار الرؤية الشاملة لابن العربي.

الموت في الفلسفة الإسلاميّة صدر الدين الشيرازي نموذجًا

تحميل البحث: الموت في الفلسفة الإسلامية- السيد محمد الخامنئي

ترجمة: محمّد زراقط https://al-mahajja.org/author/mohamad-zaraket/

يحاول السيد محمّد الخامنئيّ المتخصص في الفلسفة الإسلاميّة أن يعالج مفهوم الموت من وجهة نظر الفلسفة الإسلاميّة بعامّة وفلسفة صدر الدين الشيرازي بخاصة ليتوصّل إلى أنّ الموت من وجهة نظر الشيرازي ما هو إلا ولادة جديدة وانتقال من مرحلة إلى مرحلة أرقى، وكلّ ذلك على ضوء نظريّة الشيرازي حول الحركة الجوهريّة التي تمثّل إحدى أبرز إبداعات فلسفة الحكمة المتعالية.

نظرية اتحاد النفوس بعد الموت، دراسة تحليليّة في آراء: الفارابي- ابن سينا- وصدر الدين الشيرازي

تحميل البحث: نظرية اتحاد النفوس بعد الموت- الدكتور علي ارشد رياحي

ترجمة: محمّد زراقط https://al-mahajja.org/author/mohamad-zaraket/

من المسائل التي طرحت في الفلسفة الإسلاميّة مسألة بقاء النفوس بعد الموت، وتساءل الفلاسفة حول كيفيّة بقاء هذه النفوس وحول اتحادها في نفس كليّة واحدة؟ وللبحث حول هذين السؤالين حاولنا في هذه المقالة استعراض آراء ثلاثة من أبرز فلاسفة الإسلام ومقارنة أقوالهم وتحليلها للخروج بخلاصات واضحة ونتائج محدّدة حول مواقفهم من هذه المسألة.

تأملات فلسفيّة في ظاهرة الموت

تحميل البحث: تأملات فلسفية في ظاهرة الموت- لوبر ستيفن

ترجمة: طارق عسيلي https://al-mahajja.org/author/tarek-oussaili/

ويبقى الموت مصدر القلق الأهمّ الذي يشغل الإنسان، فلماذا يخشى الإنسان الموت؟ هل هو مؤذٍ له؟ ومتى يؤذيه إن كان كذلك؟ هل يؤذي قبل وقوعه؟ أم بعده؟ أم لحظة وقوعه أليس الموت لحظة تعطل الإحساس بالألم والأذى؟ أم هو بداية الانفتاح على لون آخر من الإحساس والشعور؟ هذه الأسئلة هي مدار البحث والنقاش في هذه المقالة المعرّبة عن موسوعة :”Stanford” الفلسفيّة.

الموت في الحضارات القديمة

تحميل البحث: الموت في الحضارات القديمة- احمد ماجد

لقد اقترنت حياة الإنسان على الأرض بالموت منذ أن وطأها بقدميه. ومن هنا كان يسعى جاهداً في ميدان فهم الموت ووعيه، وميدان مواجهته والقضاء عليه. ولكن يبدو أن رحلة الإنسان مع الموت لما تنته بعد. وفي هذه المقالة يحاول الكاتب تسليط الضوء على بعض الجهود الإنسانيّة في هذا المجال.

يقظة الموت

تحميل البحث: يقظة الموت- الشيخ شفيق جرادي

يبقى الموت هو الظاهرة الأكثر تمرّداً على الإنسان والأعمق أثراً في نفسه، ويحاول الشيخ شفيق جرادي في هذه المقالة استجلاء حقيقة الموت من خلال طرح التساؤل عن ماهيّته وموعد بدء علاقة الإنسان به. ويعرض في سياق البحث حول الموت موقف عدد من فلاسفة الغرب والشرق مناقشاً هذه التأويلات عارضاً إيّاها على النصوص الدينيّة، ليخلص إلى أنّ الموت من المفاهيم التي يحوم العقل الإنسانيّ حولها ولكنّه لا يستطيع مقاربتها بالأدوات التجريبيّة المعروفة لديه، ومن هنا حاجته إلى الدين لفهم الموت، وتجاوز قلقه.

العدد 17

فهرس المحتويات:
الافتتاحية   محمد زراقط
تأملات دينية وفلسفية في الموت وما بعده
يقظة الموتّ    الشيخ شفيق جرادي
الموت في الحضارات القديمة   أحمد ماجد
تأملات فلسفيّة في ظاهرة الموت    لوبر ستيفان
المصير الإنسانيّ الخلود والبعث، خلود النفس    جون هيك
نظرية اتحاد النفوس بعد الموت، دراسة تحليليّة في آراء: الفارابي- ابن سينا- وصدر الدين الشيرازي     علي أرشد رياحي
الموت في الفلسفة الإسلاميّة صدر الدين الشيرازي نموذجًا     محمّد الخامنئي
الأسلوب الحجاجي السائغ في الخطاب الميثميّ الجامع     إدريس هاني
الفكر المقاصدي عند ابن خلدون    محمّد عبدو