التصنيف: العددان 39 و40
الوصف المكثّف: نحو فهم أوسع لفلسفة الدين
ترجمة: ديما المعلّم
من الشكاوى التي تطال فلسفة الدين، وتزداد شيوعًا يومًا بعد يوم هو أنّ اهتمامها المنصبّ على العقلانيّة والتبرير، في ما يخصّ “الألوهيّة”، قد صرف الانتباه عن الأشكال المتعدّدة التي تتّخذها الحياة الدينيّة. وأبرز المشتكين، على أنّهم ليسوا وحدهم، هم أهل المدرسة التحليليّة تحديدًا. لكن من التدابير المقترحة لتحسين حال فلسفة الدين تطبيق منهج “الوصف المكثّف” الذي يساعد على فهم الظواهر الدينيّة فهمًا سياقيًّا، يفوق الفهم التقليديّ غنًى. وأنا أؤيّد هذا الطرح هنا، وأوسّعه، مقدّمًا نبذةً عن أنواع مختلفة، لكن مرتبطة بالوصف المكثّف. بعد ذلك، أنصرف إلى التركيز على مثلَين اثنَين يبيّنان إمكانيّة الاستعانة بالإثنوغرافيا من أجل الوصول إلى فهم أوسع لفلسفة الدين.
An increasingly common complaint about philosophy of religion— especially, though not exclusively, as it is pursued in the “analytic tradition”—is that its preoccupation with questions of rationality and justification in relation to “theism” has deflected attention from the diversity of forms that religious life takes. Among measures proposed for ameliorating this condition has been the deployment of “thick description” that facilitates more richly contextualized understandings of religious phenomena. Endorsing and elaborating this proposal, I provide an overview of different but related notions of thick description before turning to two specific examples, which illustrate the potential for engagement with ethnography to contribute to an expanded conception of philosophy of religion.
الإسلاموفوبيا وصناعة الصورة
عرّف الباحث الإسلاموفوبيا بوصفها نزعة جديدة أو طارئة نشأت مع العقود الأخيرة، أو بعد حقبة الحرب الباردة التي حوّلت أنظار الغرب من الشيوعيّة إلى الإسلام. وعلى الرغم من كون المصطلح قديمًا، إلّا أنّ الصناعة الإعلاميّة الحديثة جعلت هذه الظاهرة في قلب الحياة السياسيّة والثقافيّة الأوروبيّة بشكل يوميّ، إذ نقلت الصور السلبيّة والنمطيّة للمسلمين من المجالات الضيّقة إلى رحاب الفضاء العمومي، بحيث أصبحت الإسلاموفوبيا قضيّة رأي عامّ، وظهرت صناعة إعلاميّة متخصّصة في توجيه هذا الرأي العامّ وإعداده لتلعب دورًا رئيسًا في قولبة العقول وتنميطها، والتحكّم في إدارتها.
ويحتاج التقليص من ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمعات الأوروبيّة والغربيّة – برأي الكاتب – إلى حوار بين الحكماء في الجانبين، وبذل المسلمين جهودًا لإظهار قيمهم الدينيّة السامية وتقديم النماذج الطيّبة للآخرين، وإدانة الإرهاب الذي يمارس باسم دينهم، ويشوّه سمعته، ويؤثّر على صورتهم، انطلاقًا من أنّ الإرهاب هو العدوّ المشترك للإنسانيّة جمعاء، فبوقوفهم ضدّ الإرهاب يكون المسلمون قد وقفوا مع جميع الشعوب بمن فيهم الأوروبيّون، على أساس أنّهم إخوة في الإنسانيّة.
The author defines Islamophobia as a novel tendency that emerged in the last decades, or after the end of the cold war, an event that shifted the West’s attention from communism to Islam. Although Islamophobia is a relatively old term, the modern media industry has placed this phenomenon at the heart of European daily political and cultural life. It brought out negative stereotypical images of Muslims to the forefront, to a point where Islamophobia became a matter of public interest. Media companies who are experts in directing public opinion emerged in parallel and played a main role in molding and directing thought on the matter.
According to the author, limiting Islamophobia in European and Western societies necessitates discussions between intellectuals from both sides. As for Muslims, they must endeavor to show their religion’s moral high values, to provide a good example for others, and condemn acts of terrorism committed in the name of Islam, acts that tarnished its reputation and ruined their image. As terrorism is the common enemy of humanity, by opposing it, Muslims can side with all peoples of the world, not least the Europeans, as brothers in humanity.
الدين الشعبي… التديّن الشعبي
حوار مع د. أديب صعب
في حديثه عن التدين الشعبي، يقول د. أديب صعب إنّ المخيال الجماعي، وكذلك الفردي، عامل أساسي في تكوين النظرة إلى العالم في حضارة معينة. وهي نظرة تضمّ جوانب معيارية إلى الكون والإنسان والله. هكذا، يغدو المتخيَّل جزءًا لا يتجزأ من النظرة إلى مواضيع كبيرة مثل الأُمّة والقومية والدين والحياة والفنّ. وبالنسبة إلى ظاهرة التديُّن الشعبي، يرى أن ثمة طقوسًا وممارسات تقوم على مغالاة وسوء استخدام للدين، ويجدر بالمؤسسة الدينية والمفكّرين العمل على ضبطها. إذًا، هناك مسؤولية كبيرة في التوعية والتنوير في نطاق التديّن الشعبي، تقع على عاتق المفكّرين والمربّين ضمن المؤسسة الدينية وخارجها. ويرى د. صعب حاجة ملحّة إلى العلوم السلوكية الإحصائية لدراسة التدين الشعبي، ويأسف لأنّ هذه العلوم ومناهجها ما تزال بعيدة عمومًا عن جامعاتنا وأوساطنا الأكاديمية.
حوار مع د. خزعل الماجدي
في إطار ملف العدد الذي حدّدته مجلّة المحجّة بالتديّن الشعبي، طرحت على الباحث والمتخصص في علم الأديان وأنتربولوجيا الدين بعض الأسئلة التي تشكّل مفاصل في تحديد المصطلحات؛ ليفرّق الباحث بين الدين الشعبي والتديّن الشعبي، وكيف تتجلّى مظاهر التديّن الشعبي.
الدين الشعبي وقضاياه المعاصرة
ينصبّ محور اهتمام هذه المقال على تحديد أنواع الأسئلة والقضايا التي يجب أن تُأخذ في الاعتبار عند معالجة الدين الشعبي اليوم في الدراسات اليابانية، كما يقترح الباحث فيها الفرص الممكنة والمناهج المتاحة لإجراء بحث مبتكر لإفادة المقبلين حديثًا على دراسة الدين الشعبي.
فيجيب عن سؤال جوهري: ما هي التغيرات التي طرأت على لغة الدين الشعبي الاصطلاحية وعلى اهتماماته البحثية في السنوات الأخيرة؟ بالإضافة إلى معالجة هذه المسألة، يناقش الباحث كيف أعيدت قراءة الدراسات الفلكلورية على أساس أنّها مبحث علميّ مستقلّ، وهو مبحث صار يجذب اهتمام العلماء إلى حدّ كبير.
The central concern in this article is to identify the kinds of questions and issues that must be considered when dealing with folk religion today in Japanese scholarships. The author suggests possibilities and approaches to innovative research for the benefit of those who are just beginning to study folk religion.
She answers a major question: what are the changes that have transpired in recent years in the terminology and topical interests of folk religion? In addition to addressing this question, the author will discuss how folklore studies themselves have been re-examined as a subject of study- a subject that has attracted considerable scholarly attention.
الدين الشعبي
يعالج هذا البحث بصورة رئيسية دراسة الثقافة الشعبية في الدين والدين في الثقافة الشعبية. فحدّد الفرق بين الدين الرسمي الذي يتّسم في جوهره بنوع من القداسة، والدين غير الرسمي الذي يشير إلى الدين الشعبي، والذي يرتبط بالشعور والإحساس لا بالعقيدة والممارسات الرسميّة المرتكزة على علم اللاهوت المنهجي العقلاني.
وذكرت الباحثة أيضًا لمحة عن التديّن الأميركي اليوم ومصار الدين الشعبي في أمريكا والإحياءات المتاخمة للحدود والحضريّة وبروز السلع التجاريّة المسيحيّة الناتجة عن التديّن الشعبي في الثقافة المادّيّة منها: الإصدارات والمكاتب والموسيقى المعاصرة والحركات الدينيّة كالميجاتشيرش. كما برزت وسائل البثّ الإعلامي على شكل برامج إذاعيّة وتلفزيونيّة كوسيط آخر للدين الشعبي.
`This paper mainly tackles popular culture in religion and religion in popular culture. Schaefer demonstrates the difference between the official sacred religion and unofficial religion -popular religion- that’s based on feelings and sentiments rather than official doctrine and practices derived from methodological, logical theology.
She also provides a glimpse of contemporary American religiosity, and then moves on to tackle the sources of popular religion in America, its frontiers and urban revivalism, and its manifestation in material culture, such as publishing, office supplies, contemporary music albums, and religious movements such as Megachurches. Another significant conduit of popular religion is broadcast media in the form of radio and television programming.
تأثير الأولياء في حياة سكان أيت عتاب
تلفت الدراسة التي بين أيدينا إلى تأثير الوليّ “مولاي بوعنان” في حياة سكان أيت عتاب، فيحلّل من خلال الاستمارات الميدانيّة للزوّار الذين في الغالب هم من سكّان المناطق المجاورة، حيث وجدت النسب هيمنة زيارة النساء على الرجال.
كما أبرز الباحث الأسباب التي تجعل العديد من الناس يؤمّون هذا الضريح، منها: التطلّع إلى تحقيق آمال معقودة وأغراض مرغوبة، ويأتي الاستشفاء من المرض في طليعتها. ويحمل الزوّار إلى الضريح هدايا متنوعة تتصدرها من حيث الأهمية: الشموع والنقود والدجاج. كما يحملون الماء والتراب من الضريح الذي يشكّل دليلًا قويًّا على مدى تعلّقهم وارتباطهم بالوليّ. وتخضع زيارة الضريح لطقوس مختلفة تبدأ بتقبيل جدران الضريح والطواف وتقبيل القبر والدعاء…
The study tackles the influence of “Mawlay Būʿnān” on the life of the people of Ait Attab. The author analyzes the field surveys conducted on pilgrims who come mostly from surrounding regions. The surveys showed a higher percentage of women pilgrims than men.
The scholar sheds the light on the motives that drive people to visit such a shrine, which include: the aspiration to achieve desired hopes and goals, foremost among them, recovering from illness. The pilgrims bear various gifts for the shrine, the most important of which are: candles, money, and chicken. In their turn, they take water and soil from the shrine, a strong indication of how far they are connected to and associated with the Saint. This pilgrimage to the shrine comprises various rituals, beginning with kissing the walls of the shrine, roaming around it, kissing the tomb, praying, etc.
السياسة والتديّن الشعبي في تونس
يعالج موضوع البحث ظاهرة زيارة الزوايا وأوليائها الصالحين وأثرها على الأنظمة السياسيّة بكل من المغرب وتونس، أي كيف تعمل الزوايا كممارسات ثقافية وشعبية في ترسيخ المعتقد والحفاظ عليه، مبرزين دور هذه الممارسات الطقوسية والمعتقدات كسلوك اجتماعي، فالزاوية بما هي مكان معدّ للعبادة وجلب البركة، فهي لا ترتبط بالبعد الديني فقط، وإنما ترتبط بأبعاد أخرى سياسيّة واقتصادية، وهذه الأبعاد هي التي تحدّد علاقتها مع المخزن.
إنّ التركيب الديني والسياسي هو ما جعل المخزن يتدخّل في القضايا الأساسيّة للزوايا من أجل مراقبتها عن قرب، فسياسة المخزن في المجال الديني لم ترتبط بالمقاربة فقط، بل عملت على إضعاف بعض الزوايا وخلق الصراع بينها وبين زوايا أخرى، من خلال تفضيل زاوية على أخرى هذه العملية دفعت الزوايا إلى الخروج من دائرة التفاوض والدخول في دائرة الصراع تارة، وتهدئة الأوضاع القائمة تارة أخرى، وبالتالي جعل الزاوية تابعة للإيديولوجية المخزنية، وليست منفصلة عنها.
The study examines the phenomenon of visiting zawāyā and their righteous awliyāʾ, and studies the effect these visits have on political systems in both Tunisia and Morocco. How do zawāyā, as cultural and popular practices, serve in reinforcing religious beliefs and preserving them. The author then highlights the role of these rituals and beliefs as social behaviors. The Zāwiya is a place readied for worship and the obtaining of blessings, as it is not only connected to the religious dimension but also has political and economic aspects, these aspects are what determine the zāwiya’s relation with the Makhzen i.e., the governing institution.
The religious and political structure led the Makhzen to intervene in the zawāyā’s fundamental issues to closely monitor them. The Makhzen’s policy within the religious domain was not only about reconciliation, but it also sought to weaken some zawāyā and initiate conflict between them and others through favoritism. This process led zawāyā to cease negotiation and move to conflict at intervals and to subside ongoing situations at others, thus, making zāwiya an inextricable subordinate to the Makhzen ideology.
رؤى الأولياء في الثقافة النوبيّة المصريّة
عرض الباحث رؤى الأولياء في الثقافة النوبيّة المصريّة في نصوص حجاج أدول، وهي على نحوين: الأوّل هو النظرة التقليديّة التي تضفي القداسة على أصحاب الكرامات، والثانية ترفض ذلك على أساس أنّ الأولياء غير معصومين من الخطأ.
ثمّ يعرّج على الدور الوظيفي الذي يؤدّيه الأولياء في المجتمع النوبي من خلال تقوية الشعور بالانتماء القبلي، والمحافظة على وحدة القبيلة وتماسكها، عبر طقوس الزيارة والنذور التي يقدّمها النوبيّين للوليّ. كما تُعدّ زيارة الوليّ فرصة للترفيه والتسلية، حيث يقوم الأفراد بممارسة طقوس الغناء والرقص والطعام خلال فترة الزيارة، وتداخل المدنّس بالمقدّس، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه الوليّ في قضاء حوائج الناس وشفائهم من الأمراض وحمايتهم من الجن والسحر وإحلال البركة عليهم. وهذه النظرة تتماثل في بعض جوانبها مع المجتمع المصري ككلّ.
The author presents the views on saints in the Egyptian Nubian culture in Hajjāj ʾUddūl’s texts. The first is the traditional view that says saints are sacred, while the second rejects their sanctity on the basis that saints are not infallible.
He then moves to discuss the functional role played by saints in Nubian society wherein they foster tribal affiliation, and preserving the unity and cohesion of the tribe through the rites of pilgrimage and offerings that Nubians give to the saint. Visiting the saint is an opportunity for entertainment and amusement where individuals perform rituals of singing, dancing and feast, whereat there is an interplay between the profane and the sacred. In his turn, the saint fulfills people’s needs, heals them from illness, protects them from the Jinn and magic, and blesses them. This view is harmonious in some aspects with Egyptian society as a whole.
الخرافات عند العرب قبل الإسلام
عرّف الكاتب الخرافة من منظور لغوي واصطلاحي، وميّز بينها وبين الأسطورة، ثمّ عرّج على مفهومهما عند العرب قبل الإسلام ورسوخ فكرتهما في أذهان العامّة. من هذه الأساطير: أسطورة الخلق، وإرمَ ذات العماد، ونسر لقمان، وأجناس الناطقين من المخلوقات، والمسخ، والجن، والغول، وغيرها من الأساطير السائدة في العصر الجاهلي.
وأفرد جزءًا من بحثه للتعرّف على قيمة الخرافة بما تشكّل من حضارة مجتمع ما وبعضًا من تاريخه الحقيقي والافتراضي أو المتوهّم. وتتخذ الأسطورة في البعد النفسي قيمةً عند الشعوب لأنّها تعدّ ملاذًا روحيًّا تحرّر شعور الإنسان من النقص والضعف أمام مَن هو أقوى منه.
The author defines the myth in terms of semantics and terminology and distinguishes it from the legend. He then deals with their understanding among pre-Islamic Arabs and their fixation in people’s minds. Such myths include the Creation Myth, Iram of the Pillar, Luqman’s Eagle, Creatures capable of speech, the metamorphosed, the Jinn, and the Ogre- to mention a few.
He further devotes some of his work to better understand the value of the myth as an element of a society’s civilization, and part of its true, virtual, or imagined history. From a psychological aspect, people value the legend as a spiritual refuge that frees them from inadequacy and weakness against stronger people.