تقييم نظرية إطلاق الأخلاق ونسبية الفعل الخُلقي بحسب رأي الشهيد مطهري

قسّم الكاتب بحثه إلى ثلاثة أقسام. عرض في الأوّل رؤية الشهيد مطهري لنظريّة إطلاق الأخلاق ونسبية السلوك والفعل الخلقيين. وفي القسم الثاني، فصّل في مباني نظرية إطلاق الأخلاق ونسبية الفعل بعناوين، مثل: الحسن والقبح العقليين، وبالذات وبالغير، ومكانة الوجدان، والقوانين الحاكمة. وأفرد القسم الثالث لنقد نظرية الشهيد مطهري وتقييمها عبر إيجاد أدلّة من داخل النظرية وخارجها ومقاربتها مع آراء علميّة لإثبات التعارض أو التوافق فيها، وبقي عند الباحث أسئلة لم يحصل فيها على إجابة، تركها لجهد القارئ والباحثين الآخرين.

دور النيّة في القیمة الأخلاقيّة

بحَثَت هذه المقالةُ تأثيرَ النيّة على القيمة الأخلاقيّة من خلال تحليل النيّة على مستويين. اقتصر النظر في المستوى الأول على الفعل الجوارحيَّ فقط، وتساوي النيّة مع الفعل، وتوصّل الباحث إلى أنّ النيّة -مضافًا إلى دورها في تحقّق الفعل الاختياري- هي التي تحدّد قيمة الفعل الاختياري من حيث الكمال المُتَعَلّق النهائي لنيّة الفاعل، والفعل هو الذي يحدّد نطاقه. وتوصّلنا في المستوى الثاني – من خلال تعميم الفعل الاختياري إلى الأفعال الجوانحية – إلى أنّ النيّة عبارة عن فعلٍ داخليٍّ واختياريٍّ، والأفعال الاختيارية الخارجية تجلٍّ لها، والنيّة هي الشيء الوحيد الذي يتمتّع بقيمةٍ أخلاقيةٍ غيريةٍ.

استعان الباحث بالمباني الإسلامية اللاهوتية وبعلم النفس الفلسفي، وجرى إثبات الدعاوى بمنهجٍ عقليٍّ، وذُكرت – في الختام – مؤيّدات من القرآن ورويات أهل البيت لتلك النتائج التي توصّل إليها.