العالم كما يفهمه الطفل مفهوم الحياة

ترجمة ديمة المعلّم

يجنح الطفل، عادةً، إلى ربط الحياة بالحركة، بدءًا، معتبرًا أنّ كلّ ذي حركة حيّ بالقوّة، والحياة، في نظره، عبارة عن سلسلة من القوى الحرّة، الفاعلة والغائيّة، مؤكّدًا فكرة العلّة الغائيّة في الطبيعة، فكلّ متحرّك حيّ بالضرورة، ليميّز، من ثمّ، ما بين الحركة التلقائيّة والمدفوعة، معتبرًا أنّ في الأشياء حركة أكثر من وعي. وفي المراحل المتقدّمة، ينفي الطفل الوعي عن الأشياء التي نسب إليها الحياة بدءًا، معتبرًا، تاليًا، أنّ نطاق مفهوم الحياة يتجاوز نطاق مفهوم الوعي.

حكمة المعاد ومنافذ المصير

أقصى بعض المشتغلين في المعارف الدينية، بتأثير من التأويل المِتافيزيقي، أهمّية الجسد وعلم الطبيعة، ما حرم المعرفة الدينية من مواءمة بين عالمي البدن والروح، وجعل نظريّة الانخلاع (عن الفطرة الأولى) شرطاً أساساً لفهم مباحث المعاد. بيد أنّ النظرة إلى الدنيا بما هي شأن من شؤون الآخرة، ومعلمٌ من معالم القدرة الإلهية في الخلائق، ومستودع بذور الوجود المصيرية على أساس من خيارات المعرفة والإرادة، يبيحُ لنا فهماً أعمق للشريعة، وللمعرفة المعادية التجاوزية، في مصالحة بين الروح والبدن عنوانها النور المنبلج بين طيّات الطين، وفي دفعٍ نحو قيم الآخرة يربط الإنسان بالأرض التي استُخلف عليها.

رمزيتا الماء والنار في الأساطير والأديان

تبوّأت المياه والنار منزلة مهمّة في حياة الشعوب البائدة، والحضارات القديمة. فالمياه هي مصدر الحياة؛ لذلك قدّسها الإنسان. فالفكر الإغريقي يرى أنّ الماء أصل الكون؛ لذلك حظي بآيات تبجيل دينيّة، واعتقد المصريّون أنّ الإله رع أوّل من خرج من المياه الأولى. وأمّا السومريّون فإنّ البداية المائيّة عندهم موجودة في فكرة الإينوماإليش. باختصار، لقد اعتقد الإنسان الأوّل في قدسيّة المياه، واعتبرها إلهًا، آمن بقوّته وقدرته وسخائه وبطشه، فعلّق المرء استيهاماته على هذا العنصر الطبيعي، وعدّه ملاذه الآمن، فجعله رمزًا دالًّا على الخلق، واستمرار الحياة، أو الطهارة، الجسديّة منها والروحيّة، ورمزًا دالًّا أيضًا على الثواب والعقاب. وهي دلالات حملها الإنسان للماء، مثلما تبرزها الأساطير أو النصوص الدينيّة المقدّسة. كما قدّس الإنسان الدينيّ أيضًا النار كالماء تمامًا، فاعتقد فيها وعدّها رمزًا للحضور الإلهيّ بين البشر، ورمزًا للبعث المتجدّد.

الشّجرة والإنسان رموزيّة تشابهات وتعالقات وتفاعلات

يعرض الكاتب رمزيّة الشجرة بما جسّدته في الثقافات القديمة والحديثة. فهي التي توحّد الأضداد، وتربط السافل بالمتعالي، وهي العالم الحيّ المتجدّد باستمرار. وهي التي غلّفت بوجودها كينونة الإنسان من المبتدأ إلى المنتهى، وتلبَّست حياته بها من أوَّل الخلق إلى آخر مراحل وجوده. كما ترمز أغصان الشّجرة – برأيه – إلى المجتمعات، وترمز أوراقها وثمارها إلى الحياة الجميلة والمتألّقة والهانئة. وترمز شجرة الحياة أيضًا في الأديان إلى مصادر البركة العظيمة في حياة الإنسان، وإلى الفردوس والحياة والمعرفة.

المصير الإنسانيّ الخلود والبعث، خلود النفس

تحميل البحث: المصير الإنساني- جون هيك

ترجمة: طارق عسيلي https://al-mahajja.org/author/tarek-oussaili/

يسعى جون هيك في هذه المقالة التي هي فصل من كتابه حول فلسفة الدين أن يعالج قضيّة الخلود والحياة بعد الموت ليثير بعض الأسئلة محاولاً تقديم الإجابة. ولكن فلسفة الدين على ما يرى عدد من المشتغلين فيها أقدر على طرح الأسئلة من تجشّم العناء في سبيل القبض على الجواب. ويبقى السؤال نصف العلم.

العدد 17

تحميل العدد: العدد 17: تأملات دينية فلسفية في الموت وما بعده

فهرس المحتويات:
الافتتاحية   محمد زراقط
تأملات دينية وفلسفية في الموت وما بعده
يقظة الموتّ    الشيخ شفيق جرادي
الموت في الحضارات القديمة   أحمد ماجد
تأملات فلسفيّة في ظاهرة الموت    لوبر ستيفان
المصير الإنسانيّ الخلود والبعث، خلود النفس    جون هيك
نظرية اتحاد النفوس بعد الموت، دراسة تحليليّة في آراء: الفارابي- ابن سينا- وصدر الدين الشيرازي     علي أرشد رياحي
الموت في الفلسفة الإسلاميّة صدر الدين الشيرازي نموذجًا     محمّد الخامنئي
الأسلوب الحجاجي السائغ في الخطاب الميثميّ الجامع     إدريس هاني
الفكر المقاصدي عند ابن خلدون    محمّد عبدو

اتجاهات في مسار تجديد الخطاب الديني

تحميل البحث: اتجاهات في مسار تجديد الخطاب الديني- الشيخ شفيق جرادي

يجيب الباحث في هذه المقالة عن التساؤلات التالية: ما هي الأسباب والعوامل التي أدّت إلى تجديد الخطاب الإسلامي؟ وهل أن تجدّد هذا الخطاب قد انطلق من عوامل ذاتية داخلية، أم كان نتيجة معطيات ومؤثرات خارجية على صلة بالتطورات الهائلة التي شهدها الغرب في المجالات الصناعية، والمعرفية، والحضارية؟ وهل عملية الإصلاح في العالم العربي والإسلامي، يجب أن تكون استنساخاً للإصلاح الذي شهده الغرب، وخاصة، لناحية التخلي عن الخطاب الرسمي الديني، وحصر دور الدين في مجالات محدّدة جداً في الاجتماع والحياة؟

مدخل إلى فهم الظاهرة الدينية من منظور تاريخ الأديان

تحميل الملف: مدخل إلى فهم الظاهرة الدينية من منظور تاريخ الأديان

لم يعد من الممكن، بل ولا المجدي اختزال الظاهرة الدينية إلى مجرد نظام عقدي، ومجموعة مفاهيم وتصورات، ورؤى وأفكار، وجملة طقوس وشعائر، بل إنما ينبغي تلمس أبعادها باعتبارها تعبيراً عن اختبار الشأن المقدس، ذاك الذي أمكن من خلاله للوعي البشري، وعلى مرِّ الزمن أن يضفي على دوافع الإنسان واختياراته المغزى والدلالة والعبرة، وأن يتعاطى مع الأشياء والوقائع التي تظهر وتختفي، وتبرز ثم تزول، باعتبارها أموراً ذات قيمة، ووقائع تتمتع بدرجة كبيرة من الغنى والدلالة.