لقد تجاوز العقل الإصطلاحيّ، كما التحليليّ، في تحديده لمعنى الحضارة الفروقات البشريّة بين الأجناس، والأعراق، والألوان. حتّى أثمر ذلك تجاوزًا لأصناف الحضارات المعتمدة قديمًا، وأخذ يفرّق بين الحضارة والحضارات. فالأصل في البناء الحضاريّ هو تراكم الجهد البشريّ والمعرفة البشريّة في سياق تاريخيّ منتظم، يضفي على هذا الجهد هويّةً خاصّةً نابعةً من القصديّة الإراديّة أو القصديّة الطبعيّة عند أمّة واحدة. وهذا ما يسمّى بالقيم التراكميّة التي تشتغل بمفاعيل التاريخ والزمن. وبالتالي، يصبح التاريخ ملاكًا لفهم الحضارة. أمّا العقل الغربيّ فقد ميّز بين الحضارات وبين الحضارة بلحاظ المعايير التي وضعتها الحضارة الغربيّة. فظهرت ملاكات وقيم محدّدة لما هو حضاريّ، ممّا ليس بحضاريّ. فهل للحضارة مقاييس؟ وهل ثَمَّ معايير تحكم على إنسان أو جماعة بالتحضّر؟ وما هي الغايات الحضاريّة الكبرى؟
الوسم: الحداثة
الإنسان الحَبْريّ والإنسان البروميثيّ
كان للانقلاب البروميثيّ على السماء أثرًا وبيلًا على هذه الحياة الأرضيّة. فالإنسان، في قابليّاته التألّهيّة، محوريّ في هذا العالم، ويؤثّر في تناغمه. لذا يُطلق عليه، في العقائد الحكميّة، اسم الإنسان الحبريّ، أي الجسر بين الأرض والسماء. ولا يمكن فهم الإنسان، في غنى أبعاده، بمعزل عن التقليد الذي يرى فيه (1) حقيقةً أوّليّةً بُني العالم على صورتها، و(2) واسطة تنزّل الوحي، و(3) النموذج الأكمل للحياة المعنويّة. بالتالي، لا يمكن الكلام على الإنسانيّ بمعزل عن الإلهيّ المطبوع على جبينه، ولا يستطيع الإنسان تلمّس طريقه من دون هدي الشريعة ذات الوظيفة الكونيّة في نشر نور العرش وحفظ التناغم في هذا العالم.
The Promethean rebellion against the Divine had a detrimental effect on this earthly life. Man, in his theomorphic capacities, is central to this world, and very crucial to its harmony. The role he plays, according to sapiential literature, is that of a pontiff, a bridge between the earth and the heavens. It is this literature, the tradition, that paves the way towards understanding man in the multiplicity of his dimensions, inasmuch as it sees in him (1) a primordial truth upon whose image the universe was created, (2) a means for the relaying of revelation, and (3) the most perfect archetype of spiritual life. Accordingly, man cannot be tackled while the Divine mark impregnated in him is ignored. Man cannot find his way without the guidance of a Divine law, whose cosmic function it is to spread the light of the Divine throne, and preserve the harmony of the universe
إشكالية المتافيزيقا في الفكر الأوروبي
باتت المِتافيزيقا، منذ عصر الأنوار، خارج الدائرة الفلسفية، إذ عُدّت قضاياها غير ذات معنًى، وكانت في تناقض مع روح الحداثة الصاعدة. وقد قاربت الحداثة هذه المسألة من خلال الانحسار الدينيّ التدريجي، على المستويين الفرديّ والاجتماعيّ. أما في مداولات اليوم في الدينيّ، فثمّة تيّاران أساسيّان لدى ورثة التنوير، يعبّر عن أوّلهما هابرماس الذي يرى أنّ مضمون الدين يستمرّ ضمن رؤية أخلاقية معلمنة تحفظ الاندماج الاجتماعي، وعن ثانيهما غوشيه الذي، وإن قال بخروج الدين من البنية الاجتماعية، فإنّه يراه مسترجعاً حضوره في الاختبار الفردي فحسب.
ديوجين باحثاً عن مصباحه في ظهيرة الحداثة:لقاء مع سقراط في عتبة الألفيّة الثالثة
في المسارات الفلسفية المودية إلى الحداثة، تكفُّ الفلسفةُ عن الانهمام بإنشاء المذهبيّات الدُغمائية وتقنع بإثارة السؤال ومعارضة الجواب؛ إنه انتقالٌ من التعالي إلى المحايثة، من العقلنة إلى المفهمة. وإذ تتأكّد الحاجة إلى الفلسفة لتصيغ من معارف العلم رؤى في الإنسان والعالم والعصر، ومع تحوّل الذاتية الفلسفية إلى ذاتوية تنادي بصراع حضارات على أساس هويّات مدعومة بثقافويّات، نجدُنا أمام بروز متجدّد للمِتافيزيقا، يدعو حكيم العصر إلى إصلاح الحداثة بتحكيم معايير الصحة المعرفية والمشروعية النقديّة.
الإنسانوية وجهة نظر إسلامية
تحميل البحث: الإنسانوية وجهة نظر إسلامية
ترجمة: محمّد زراقط https://al-mahajja.org/author/mohamad-zaraket/
للحداثة أبعاد عدة منها بعدها المادّي الذي يتمثّل بالصناعة والطفرة التقنية، وبعدها الآخر بل ركنها الركين هو المضامين الفلسفية التي يستند إليها البعد المادي، والإنسانوية هي إحدى تجلّيات أو فلنقل إحدى الفرضيات أو المآلات التي تنطلق منها أو تؤول إليها مذاهب فكرية عدة شهد عصر الحداثة ولادتها وسوف تحاول في هذه المقالة بيان مفهوم الإنسانوية وتحديد موقف الإسلام والفكر الإسلامي منها.
تجديد المأصول للمنقول في منهجيّة طه عبد الرحمن
تحميل البحث: تجديد الماصول للمنقول في منهجية طه عبد الرحمن- خليل احمد خليل
على إيقاع التفلسف المتجدّد، ينبري العلامة طه عبد الرحمن لتناول التراث المنقول بمنهج فلسفيّ، منطقيّ/ لسانيّ، مأصول.
ويتوسّل آليّات منهجيّة تحديثيّة، وفقاً لنظرته الفلسفيّة القائمة على اعتقاده بأنّ لكلّ عصرٍ حداثته – وإلا فما معنى خُسران الإنسان المنقطع من عصره؟ لكلّ عصر حجابه وأفقه؛ وهذا، ربّما ما حدا بطه عبد الرحمن للكشف عن حجاب عصرنا المعرفيّ بتشديده على التجديد، لا بمعنى الأخذ عن الجدود فحسب، بل أيضاً بمعنى فهم أو فقه مأثوراتهم بتأصيلات علميّة/ منطقيّة.
خيبة الحداثة قراءة في كتاب السوبر حداثة لحسن عجمي
تحميل البحث: خيبة الحداثة-قراءة في كتاب السوبر حداثة لحسن عجمي-حمو بوشخار
يقدِّم الناقد المغربي حمو بو شخار دراسة موضوعية لكتاب “السوبر حداثة” الصادر عن دار بيسان، 2005، بيروت.
ويوضِّح كيف أن السوبر حداثة تحاول الخروج من الحداثة وما بعد الحداثة. فالفكرة الأساسية لدى حسن عجمي مؤلّف “السوبر حداثة” هي أن اللامحدَّد يحكم الكون ورغم ذلك من الممكن معرفته؛ فمن خلال لا محدودية الوجود نتمكن من تفسيره. على هذا الأساس، يدعو الباحث اللبناني حسن عجمي إلى دراسة الأكوان الممكنة كما يشير الناقد حمو بو شخار.
فإذا ما نظرنا إلى الأكوان الممكنة مجتمعة ستبدو لنا أنها غير محدَّدة الحقائق، ولذا كان من الطبيعي الاعتماد على مفاهيم ما بعد الحداثة كمفهوم اللامحدَّد من أجل الوصول إلى الهدف الأساسي للحداثة ألا وهو المعرفة.
الحداثة وأولويات الوعي العربي – الإسلامي
تحميل البحث: وجهة نظر- الحداثة واولويات الوعي العربي- الاسلامي- الشيخ شفي
ظلت فكرة الحداثة تعني الحاجة إلى موقف من الماضي، بغية التوصل إلى تحقيق الانقطاع عنه، إلى أن كان القرن التاسع عشر الذي تحرر من الروابط التاريخية..
لقد كان معنى الحداثة يتحدد بفعلها الزمني، وامتداداته في الآنات المتواصلة مع الحاضر كلحظة لتوليد المستقبل.. وبات المعنى تحايثاً مستمراً مع حركة الفعل في الوعي، والناتج الفني، والعلمي، والثقافي والفلسفي.. الذي يشكّل مظاهر التموضعات السياسية والاجتماعية…
وكل ذلك لا يخرج عن فهم ووعي خاص بالزمن بما هو توجه نحو الأمام، فهذه الحداثة إذن هي: نهاية الحاصل في الزمن الذي منه تصير لحظة الحاضر ماضياً يولِّد على الدوام مستقبلاً مفتوحاً على احتمالات تصادفية تخترق كل المعايير.
الحداثة وإشكالية فهم النصوص الدينية
تحميل البحث: الحداثة وإشكالية فهم النصوص الدينية- دكتور احد قراملكي
ترجمة: دلال عباس
للعقل دور أخلاقي في فهم النص الديني بطريقة الإبطال، أي أنه يبين أي تفسير هو غير مناسب ومرفوض، لكنه لا يعين بصورة دقيقة أي تفسير مناسب ومرجح، لذلك لا بد من التمسك بمنهجية خاصة لمواجهة التعددية الحداثوية، وإذ لا يمكن إنكار “بيئية” فهم النصوص والتعددية الناتجة عنها، فإن من الضروري توفر مواجهة ممنهجة لتعدد الأفهام وتنوع الطرق.. المنهجية الحصرية وينتج عنها أمور مرفوضة، لكن عبر التعدد المنهجي (العبر مناهجية) يمكن أن تحل الإشكالية.
جدل الأخلاقي – العقلاني في فلسفة الحداثة الغربية
تحميل البحث: جدل الاخلاقي- العقلاني- محمود حيدر
يهدف الباحث من خلال مسعاه، إلى بيان العلاقة الإشكالية بين مفهومي العقلانية والأخلاقية، والسجال الذي اختلج بإزائهما بين التيارات الفلسفية الحداثية سحابة ثلاثة قرون متصلة. على أن المنطقة المحورية في جداليات العقلاني – الأخلاقي في الحداثة الغربية هي المآل الانحداري الذي بلغة سؤال الأخلاق. ولاحظ الباحث أن ثمة عودة إلى الكانطية في صيغتها البكر، مشيراً إلى ضرورة الأخذ بالكانطية كمعيار للخير في الألف الثالث من خلال القاعدة الشهيرة: تصرّف كما لو أنك تستطيع أن تجعل من مبدأ فعلك قاعدة كونية.