العدد 37

فهرس المحتويات:
الافتتاحية    سكينة أبو حمدان
ملف العدد: الرمز وجدليّة العلاقة مع الفلسفة (1)
الرمز يفضي إلى التفكير    بول ريكور
مفهوم الرمز بين المنطق الأرسطيّ والمنطق الرمزيّ     سمير خير الدين
قراءة تأويليّة لحركيّة الرمز في قصّة سلامان وآبسال لابن سينا     أحمد ماجد
المقاربة الفينومينولوجيّة لمفهوم الرمز إطلالة عامّة بين النظرية والتطبيق   حسين شمس الدين
الشّجرة والإنسان رموزيّة تشابهات وتعالقات وتفاعلات    جمال زعيتر
عبد الوهّاب البياتي .. رموز وأقنعة    سعاد الحكيم
الرمزيّة مبدأً لاهوتيًّا    ويلبر أُربَن
رمزيتا الماء والنار في الأساطير والأديان    زهرة الثابت
حوارات:
مدى تأثير العرفان الإسلامي في العلوم الإنسانيّة    يد الله يزدانبناه
بحوث ودراسات:
العلاقة بين لغة العرفان النظري وتطوّر مسائله عند البسطامي والجنيد والحلاّج    فاطمة آل يوسف
مُقَدِّمات في فَلسَفَة جَماليّات الفَنّ    خنجر حمية
تأصيل الفنّ وتحريره في نظريّة كانط الجماليّة    محمّد شيا

تأصيل الفنّ وتحريره في نظريّة كانط الجماليّة

عرض الكاتب في بحثه نظريّة كانط الجماليّ، معتمدًا على كتاب رئيس، هو نقد الحاكمة، أو نقد ملكة الحكم (1790)، مستفيدًا من الترجمة الإنكليزيّة للكتاب critique of judgment.Tr. By J.c Meredith، ذاهبًا إلى أنّ الترجمة العربيّة كانت أحد اسباب سوء فهم نظريّة كانط.

والكتاب محاولة لاستكمال الثلاثيّة الكانطية في المعرفة والأخلاق والوجدان؛ حيث تقع ملكة الحاكمة بين العقل النظري والعقل العملي، موضحًا الفرق بين نظريّة كانط ونظريّة هيغل الذي يرى أن لا علم للجميل، ولا نقد له.

كما أنّ لحكم الذوق عند كانط أربعة شروط أو تحديدات لجهات مختلفة، هي: الكيف والكمّ والإضافة والشكل، مؤكّدًا حياديّة الحكم الجمالي. وهو ما أسّس بحسب الكاتب لتصوّر فلسفي معاصر، يتطابق تمامًا، بل ربما أسّس لكلّ نزعات الحريّة وحقوق الإنسان في يومنا هذا.

مُقَدِّمات في فَلسَفَة جَماليّات الفَنّ

ينطلق الكاتب في بحثه من تعريف ماهيّة الجَماليّات، من حيث كونها قائمة، كفرع من فروع الفلسفة ونظريّات القِيَم، والتي تَتَدَبّر طبيعة الفُنون، وتفعيل ممكنات الحاكِمة الذوقيّة؛ فيعرض بعض المقدّمات الفلسفيّة التي توضح بعض العلاقة بين جماليّات الفنون والذوق الفنّي. فعلم النفس التجريبي يرى أنّ أحكام الجمال يمكن أن تفشل في أن تكون نقيّة وصافية، من حيث مخالطتها مصلحة الحفاظ، أو الاستحواذ على الأشياء الجميلة، أو الانتفاع المعنوي والمادي منها، وبها. أمّا النظريّات الأخلاقيّة فتعزو السلوك الإنساني إلى طلب ما هو جميل وجذّاب معنويًّا من باب تفعيل ممكنات التهذيب الأخلاقي؛ في حين أنّ الجماليّات الفلسفيّة لا تتطرّق فقط إلى الفنّ، أو تُصدِر حصرًا أحكامها على الأعمال الفنيّة، بل تَجتَهد في تعريف ماهيّة الفنّ، كَكيان مُستَقِلّ في تأصيله لعلم الجمال، من دون خلوّه من الغَرَض الأخلاقي، أو السياسي، أو الثقافي، بعيدًا من الإسقاط الغائيّ عليه، وبِتَعَسُّف. فالفنون معارف وأعمال، والجماليّات ظواهر حسيّة تتفتّح نظريًّا وتطبيقيًّا ضمن بيئات ماديّة واجتماعيّة وثقافيّة تُحَدّد ممكناتها.

العلاقة بين لغة العرفان النظري وتطوّر مسائله عند البسطامي والجنيد والحلاّج

الهدف من كتابة المقالة هو بيان أنّ مسائل العرفان النظري التي تتمثّل في حقيقة التوحيد والموحّد قد تطوّرت، وتكاملت، بتعاضد ثلاث لغات، أو ثلاثة فضاءات فكريّة وروحيّة، هي: لغة البسطامي التي تمثلّت في بيانه حالات الفناء، ولغة الجنيد التي تمركزت على الشريعة، ولغة الحلاّج التي أثارت انتباه الناس إلى الحبّ الإلهي.

نستنتج من ذلك أنّه على الرغم من أنّ لكلّ من هؤلاء العرفاء الثلاثة نظريّته الخاصّة في التوحيد والموحّد، وعلى الرغم من أنّ بعضهم انتقد آراء البعض الآخر، فإنّه عندما نتجاوز النقاش في المسائل، ونركّز النظر على اللغة التي تميّز بها كلّ منهم، نجد أنّه يمكن الجمع بينها، بل إنّ الدعوى التي تتناول هذه المقالة بيانها، هي أنّ هؤلاء العرفاء الثلاثة قدّموا لنا نظريّة متكاملة في العرفان النظري، تختلف عنها فيما لو تأمّلنا نظريّة كلّ منهم على حدة.

مدى تأثير العرفان الإسلامي في العلوم الإنسانيّة

ترجمة: السيد هواري الجزائري

يطرح هذا الحوار مع آية الله السيد يد الله يزدانپناه علاقة العرفان الإسلامي وتأثيره في العلوم الإنسانيّة، بوصفه منهجًا من مناهج الدراسات، إلى جانب المنهج الوصفي، والمنهج التجريبي. ولأنّ الأنتربولوجيا تتعمّق في علم الإنسان اجتماعيًّا وثقافيًّا وحضاريًّا؛ فهي تتقاطع مع العرفان في كون موضوعه الرئيس هو أعظم مظاهر الحقّ تعالى، وهو الإنسان الكامل. فيعرض العلّامة بدايةً بعض أفكاره حول الموضوع، ثمّ يجيب عن الأسئلة والاستفسارات الموجّهة إليه.

رمزيتا الماء والنار في الأساطير والأديان

تبوّأت المياه والنار منزلة مهمّة في حياة الشعوب البائدة، والحضارات القديمة. فالمياه هي مصدر الحياة؛ لذلك قدّسها الإنسان. فالفكر الإغريقي يرى أنّ الماء أصل الكون؛ لذلك حظي بآيات تبجيل دينيّة، واعتقد المصريّون أنّ الإله رع أوّل من خرج من المياه الأولى. وأمّا السومريّون فإنّ البداية المائيّة عندهم موجودة في فكرة الإينوماإليش. باختصار، لقد اعتقد الإنسان الأوّل في قدسيّة المياه، واعتبرها إلهًا، آمن بقوّته وقدرته وسخائه وبطشه، فعلّق المرء استيهاماته على هذا العنصر الطبيعي، وعدّه ملاذه الآمن، فجعله رمزًا دالًّا على الخلق، واستمرار الحياة، أو الطهارة، الجسديّة منها والروحيّة، ورمزًا دالًّا أيضًا على الثواب والعقاب. وهي دلالات حملها الإنسان للماء، مثلما تبرزها الأساطير أو النصوص الدينيّة المقدّسة. كما قدّس الإنسان الدينيّ أيضًا النار كالماء تمامًا، فاعتقد فيها وعدّها رمزًا للحضور الإلهيّ بين البشر، ورمزًا للبعث المتجدّد.

الرمزيّة مبدأً لاهوتيًّا

يتناول الكاتب في هذا المقال الرمزيّة، بوصفها مبدأً لاهوتيًّا في فلسفة الدين، متحدّثًا عن الصور الشعريّة في لغة الدين عمومًا. لكنّ اللغة الشعريّة واللغة الدينيّة تختلفان اختلافًا جذريًّا في نهاية المطاف، وذلك لأنّ لغة الدين تتناول الشيء في ذاته (noumenal)، ولغة الشعر تتناول الظواهريّ (phenomenal). وينحو التوجّه المعاصر إلى القول إنّ الدين ما دام متماهيًا مع الشعر، فهو متماه مع الأسطورة: صحيح أن علاقةً تربط الدين والأسطورة، لكنّها ليست علاقة ارتباط ذاتيّ، لا سيّما أنّ القدح بالأسطورة، على أنّها نوع من الكذب، يجعل من استخدام هذا المصطلح أمرًا خطيرًا. من ناحية أخرى، يجمع علماء اللاهوت والفلاسفة الممحّصون على أنّ الدين الوضعيّ لا وجود له من دون عناصر أسطوريّة بالمعنى الفلسفيّ لكلمة أسطورة، التي تكتسب، في الوعي الدينيّ، معنًى جديدًا؛ لتصير أمرًا رمزيًّا. في هذا المقال، يرمي الكاتب إلى البحث في لغة الدين من أجل فهم العنصر الرمزيّ الكامن في الدين واللاهوت معًا، معتمدًا على محوريّة الرمزيّة في اللغة عمومًا.

عبد الوهّاب البياتي .. رموز وأقنعة

يعرض المقال ما ابتدعه عبد الوهّاب البياتي من رموز ودلالات ضمن عناوين أربعة: الأوّل، هو الرمز الصوفي والشعري على منوال المتصوّفة بإنشاء معجم رموز خاصّ به، والثاني، الإنسان البطل القادر على إنقاذ البشريّة من العذاب. والعنوان الثالث هو بغـدادُ، وما تمثّله عنـد البيـاتـي من كونها محـور الوجـود، والنّقطـة التي تتقاطـع عندهـا الأزمنـة والأمكنـة. ثمّ نقلت الباحثة في العنوان الرابع إلى نظرة عبد الوهّاب إلى جبل قاسيّون في دمشق، وارتباطه بابن عربي، ووجد البياتي حلقة وصل بين بغداد ودمشق كما هي بين الحلّاج وابن عربي، وكما هي بين مكان ولادته ومدفنه، حلقة تلخّص رحلة حياة مليئة بالرموز والأقنعة التي رسّخها في نصوصه.

الشّجرة والإنسان رموزيّة تشابهات وتعالقات وتفاعلات

يعرض الكاتب رمزيّة الشجرة بما جسّدته في الثقافات القديمة والحديثة. فهي التي توحّد الأضداد، وتربط السافل بالمتعالي، وهي العالم الحيّ المتجدّد باستمرار. وهي التي غلّفت بوجودها كينونة الإنسان من المبتدأ إلى المنتهى، وتلبَّست حياته بها من أوَّل الخلق إلى آخر مراحل وجوده. كما ترمز أغصان الشّجرة – برأيه – إلى المجتمعات، وترمز أوراقها وثمارها إلى الحياة الجميلة والمتألّقة والهانئة. وترمز شجرة الحياة أيضًا في الأديان إلى مصادر البركة العظيمة في حياة الإنسان، وإلى الفردوس والحياة والمعرفة.

المقاربة الفينومينولوجيّة لمفهوم الرمز إطلالة عامّة بين النظرية والتطبيق

يهدف البحث إلى رصد الرؤى والأفكار التي طرحت حول مفهوم الرمز في العلوم الإنسانيّة والأنتروبولوجيا – في صيغتها الفينومينولوجيّة – بشكل خاص، ولذا فهو يصنّف ضمن البحوث الرصدية الوصفية، من دون البحوث المعيارية التي تهدف إلى بيان الصواب من الخطأ في التعامل مع قضية الرمز ومفهومه.

عرض الكاتب ثلاثة اتجاهات أساسيّة، اهتمّت بتحليل الرموز في العلوم الإنسانية، وهي: الاتجاه الوضعي المنطقي، ورائده رودولف كارناب، والظاهراتيّة اللغويّة، ورائدها إدموند هوسرل، وفلسفة اللغة العاديّة، ورائدها فتغنشتاين. ثمّ بيّن ارتباط الرمز بالبحث عن التجربة الدينيّة، عبر عرض نموذج من تحليل الرموز، وهو التحليل الأنتربولوجي للعمارة الدينيّة، وعمارة المسجد بشكل خاصّ.