إمكان المِتافيزيقا

ترجمة: محمود يونس

للمِتافيزيقا دورها المحوري في الفلسفة، إذ هي الشكل الأساسي للمبحث العقلاني ولها منهجها الخاص ومعايير التحقّق الخاصّة بها. وكل المناهج العلمية الأخرى تقوم على افتراضات مِتافيزيقية، ولا يُستثنى المنطق من ذلك. وبهذا لا يكون الإمكان المنطقي كافياً لتقييم نتائج التجربة إذ الأساس الصوريّ، أو المفهومي، وهو متعلّق المنطق، يرتدّ بالضرورة إلى الأساس الأنطُلوجي، وهو متعلّق المِتافيزيقا. الإمكان المِتافيزيقي هو ما يجعل المتافيزيقا ممكنة؟

العودة إلى المِتافيزيقا

ترجمة: محمود يونس

تتعاطى المِتافيزيقا مع المبادئ التأسيسية منطلقةً من الوجود كمسلّمة. وإذا ما ارتأت بعض الأنساق المِتافيزيقية أن تبرهن على الوجود (الواقع)، فإنها تلج مولج الريب والنسبية لا محالة، فالواقع لا يُعلّق (ديكارت وهُسرل) إلى حين نُثبته، ولا يُنشأ (الفيزياء المعاصرة) كما لو لم يكن؛ بل هو يحضر، فحسب، في علاقة حوارية. أضف إليه، ليس الدليل الأوّلي على الوجود كائناً في وعي الذات وحدها، وإلا ما كان لنا أن نؤسّس انطلاقاً منه لأي واقعية مستقلة. إنما يكمن دليله في حضوره الدائم وإن كان لا يحضر بدون تقييدات أو بلا ملامح.

السينوية ونقد هايدغر لتاريخ المِتافيزيقا

كان لإرث ابن سينا الأنطُلوجيّ أثرٌ كبيرٌ يتعدّى التوسّط، في تفعيل التواصل، بين كتابات أرسطوطاليس وتأويلاتها التجديدية عند السكولاستية، وقد نظر إليه هايدغر كمعلَم أوّل في مسار القول بأصالة الماهية المكتملة نظماً عند هيغل. هنا ننظر إلى أنطُلوجيا ابن سينا في معالجتنا لمسألة الوجود والكينونة من منظار هايدغر النقديّ لتاريخ المِتافيزيقا المتصادم فكرياً مع التحدّيات المعرفية والوجودية النابعة من تطور العلوم الحديثة. وهذه قراءة تنطلق من التفكّر في الوجود من حيث هو وجود، أي من التأمّل بالمفاهيم الأساسية المترابطة بالفكر الأنطُلوجيّ وتبعاته المعرفية، في مسعى لرفع السينوية من مصيرها الأرشيفي ومن التأطير التأريخي المحض الذي ينتابُها والفلسفة الإسلامية ككل.

البنية الأساسية للتفكير المِتافيزيقي في الإسلام

ترجمة: محمود يونس

للحقيقة المِتافيزيقية، بحسب مدرسة وحدة الوجود، بُعدان بلحاظ تعيّنها أو عدمه. فإذا اعتُبر عالم المظاهر، حيث التعيُّنات، في علاقته بالحق، فهو واقعيّ تماماً، أمّا إذا ما لوحظ كقائم بذاته فهو زائف وباطل. ولا ينبغي لمعرفة عالم المظاهر، وهي معرفة ماهويّة، أن تحجب المعرفة بالأساس النهائي للواقع، وهذه معرفة لا تتأتّى إلا حضوراً. هنا يتسلّط العارف على البعدين عندما تذوب أناه في الحق فيتحد الذات والموضوع، وتُدرك الوحدة في عين الكثرة، في نحو معرفة يبقى عصيّاً على الاصطلاحية الماهوية التي لا ترى بين ما هو إبستمُلوجي وما هو أنطُلوجيّ سوى البون والتمايز.

الأنطُلوجيا: هل هي تأسيسية؟

ترجمة: علي يوسف

تم بناء الفلسفة وجميع المعارف البشرية على تجريد الكائن الجزئي من كلّ ما يعطيه خصوصيّته وفرادته والإبقاء، فقط، على الخصائص التي يشترك بها مع أفراد نوعه. في رحلة التجريد هذه، لا يتوقف العقل الباحث قبل إيجاد المشترك بين مختلف أنواع الكائنات. ولكنّ هذا المشترك يفتقر طرداً مع الإيغال في التجريد، حتى ينحصر في صفة الكون أو الوجود عند نهاية هذه الرحلة. المفارقة في هذه الرحلة المعرفية أنها كلّما أوغلت في التجريد، كلما ابتعدت عما يشكّل خصوصية الكائن الجزئي وفرادته. حول هذه المفارقة، يرى الكاتب أن هذه الطريقة لتعاطي العقل مع الكون، إذا صحّت بالنسبة للأشياء، فإنها لا تصحّ بالنسبة للإنسان الذي تقوم حقيقته في ما يشكّل فرادته التي لا سبيل إلى إدراكها بالنظر إليها من نافذة الكلّي، لأن هذا النظر يُفضي إلى إعدامها. والسبيل الوحيد إلى ذلك هو لقاؤها والحوار معها وجهاً لوجه.

الحقيقة المِتافيزيقية بين حسّ الطبيعة وحدس الوجود

خصوصية الإنسان، هي في كونه ناطقاً، هكذا تمّ تمييز الإنسان عن مشاركاته في الجنس. والناطقية هي إدراك الكائنات؛ هي العقل والفكر والفلسفة، وكل أدواتنا في البحث عن الحقيقة. والحقيقة أوسع من أن تقع في مجال الإحساس الذي يشارك فيه الحيوان.

أمّا الكلّيات فهي على صنفين، كليات حاصلة بتجريد الحسّ، وهي تشكّل جوهر القضية الماهوية، وكليات حاصلة بانتزاع الذهن، وهي تشكّل جوهر القضية الفلسفية. والمِتافيزيقا تهتمّ بالتجاوز إلى الـ‘ما بعد‘ الذي يحتوي على الحقيقة؛ تجاوزَ إقصاء ونبذ، وبهذا المعنى، استُعملت في مجاوزة الأوهام والاعتباريّات، إلى الحقائق النوعية والوقائع الماهوية؛ وتجاوزَ ضمّ وشمول، وبهذا المعنى، ينبغي أن تُستعمل – كما توصي هذه المقالة – في مجاوزة الحسّيات والماهيات إلى الوجود، بوصفه مفهوماً فلسفياً أوّلياً لا ثانوياً.

الدين الشعبي وقضاياه المعاصرة

ينصبّ محور اهتمام هذه المقال على تحديد أنواع الأسئلة والقضايا التي يجب أن تُأخذ في الاعتبار عند معالجة الدين الشعبي اليوم في الدراسات اليابانية، كما يقترح الباحث فيها الفرص الممكنة والمناهج المتاحة لإجراء بحث مبتكر لإفادة المقبلين حديثًا على دراسة الدين الشعبي.

فيجيب عن سؤال جوهري: ما هي التغيرات التي طرأت على لغة الدين الشعبي الاصطلاحية وعلى اهتماماته البحثية في السنوات الأخيرة؟ بالإضافة إلى معالجة هذه المسألة، يناقش الباحث كيف أعيدت قراءة الدراسات الفلكلورية على أساس أنّها مبحث علميّ مستقلّ، وهو مبحث صار يجذب اهتمام العلماء إلى حدّ كبير.

The central concern in this article is to identify the kinds of questions and issues that must be considered when dealing with folk religion today in Japanese scholarships. The author suggests possibilities and approaches to innovative research for the benefit of those who are just beginning to study folk religion.

She answers a major question: what are the changes that have transpired in recent years in the terminology and topical interests of folk religion? In addition to addressing this question, the  author will discuss how folklore studies themselves have been re-examined as a subject of study- a subject that has attracted considerable scholarly attention.

الدين الشعبي

يعالج هذا البحث بصورة رئيسية دراسة الثقافة الشعبية في الدين والدين في الثقافة الشعبية. فحدّد الفرق بين الدين الرسمي الذي يتّسم في جوهره بنوع من القداسة، والدين غير الرسمي الذي يشير إلى الدين الشعبي، والذي يرتبط بالشعور والإحساس لا بالعقيدة والممارسات الرسميّة المرتكزة على علم اللاهوت المنهجي العقلاني.

وذكرت الباحثة أيضًا لمحة عن التديّن الأميركي اليوم ومصار الدين الشعبي في أمريكا والإحياءات المتاخمة للحدود والحضريّة وبروز السلع التجاريّة المسيحيّة الناتجة عن التديّن الشعبي في الثقافة المادّيّة منها: الإصدارات والمكاتب والموسيقى المعاصرة والحركات الدينيّة كالميجاتشيرش. كما برزت وسائل البثّ الإعلامي على شكل برامج إذاعيّة وتلفزيونيّة كوسيط آخر للدين الشعبي.

`This paper mainly tackles popular culture in religion and religion in popular culture. Schaefer demonstrates the difference between the official sacred religion and unofficial religion -popular religion- that’s based on feelings and sentiments rather than official doctrine and practices derived from methodological, logical theology.

She also provides a glimpse of contemporary American religiosity, and then moves on to tackle the sources of popular religion in America, its frontiers and urban revivalism, and its manifestation in material culture, such as publishing, office supplies, contemporary music albums, and religious movements such as Megachurches. Another significant conduit of popular religion is broadcast media in the form of radio and television programming.

تأثير الأولياء في حياة سكان أيت عتاب

تلفت الدراسة التي بين أيدينا إلى تأثير الوليّ “مولاي بوعنان” في حياة سكان أيت عتاب، فيحلّل من خلال الاستمارات الميدانيّة للزوّار الذين في الغالب هم من سكّان المناطق المجاورة، حيث وجدت النسب هيمنة زيارة النساء على الرجال.

كما أبرز الباحث الأسباب التي تجعل العديد من الناس يؤمّون هذا الضريح، منها: التطلّع إلى تحقيق آمال معقودة وأغراض مرغوبة، ويأتي الاستشفاء من المرض في طليعتها. ويحمل الزوّار إلى الضريح هدايا متنوعة تتصدرها من حيث الأهمية: الشموع والنقود والدجاج. كما يحملون الماء والتراب من الضريح الذي يشكّل دليلًا قويًّا على مدى تعلّقهم وارتباطهم بالوليّ. وتخضع زيارة الضريح لطقوس مختلفة تبدأ بتقبيل جدران الضريح والطواف وتقبيل القبر والدعاء…

The study tackles the influence of “Mawlay Būʿnān” on the life of the people of Ait Attab. The author analyzes the field surveys conducted on pilgrims who come mostly from surrounding regions. The surveys showed a higher percentage of women pilgrims than men.

The scholar sheds the light on the motives that drive people to visit such a shrine, which include:  the aspiration to achieve desired hopes and goals, foremost among them, recovering from illness. The pilgrims bear various gifts for the shrine, the most important of which are: candles, money, and chicken. In their turn, they take water and soil from the shrine, a strong indication of how far they are connected to and associated with the Saint. This pilgrimage to the shrine comprises various rituals, beginning with kissing the walls of the shrine, roaming around it, kissing the tomb, praying, etc.

السياسة والتديّن الشعبي في تونس

يعالج موضوع البحث ظاهرة زيارة الزوايا وأوليائها الصالحين وأثرها على الأنظمة السياسيّة بكل من المغرب وتونس، أي كيف تعمل الزوايا كممارسات ثقافية وشعبية في ترسيخ المعتقد والحفاظ عليه، مبرزين دور هذه الممارسات الطقوسية والمعتقدات كسلوك اجتماعي، فالزاوية بما هي مكان معدّ للعبادة وجلب البركة، فهي لا ترتبط بالبعد الديني فقط، وإنما ترتبط بأبعاد أخرى سياسيّة واقتصادية، وهذه الأبعاد هي التي تحدّد علاقتها مع المخزن.

إنّ التركيب الديني والسياسي هو ما جعل المخزن يتدخّل في القضايا الأساسيّة للزوايا من أجل مراقبتها عن قرب، فسياسة المخزن في المجال الديني لم ترتبط بالمقاربة فقط، بل عملت على إضعاف بعض الزوايا وخلق الصراع بينها وبين زوايا أخرى، من خلال تفضيل زاوية على أخرى  هذه العملية دفعت الزوايا إلى الخروج من دائرة التفاوض والدخول في دائرة الصراع تارة، وتهدئة الأوضاع القائمة تارة أخرى، وبالتالي جعل الزاوية تابعة للإيديولوجية المخزنية، وليست منفصلة عنها.

The study examines the phenomenon of visiting zawāyā and their righteous awliyāʾ, and studies the effect these visits have on political systems in both Tunisia and Morocco. How do zawāyā, as cultural and popular practices, serve in reinforcing religious beliefs and preserving them. The author then highlights the role of these rituals and beliefs as social behaviors. The Zāwiya is a place readied for worship and the obtaining of blessings, as it is not only connected to the religious dimension but also has political and economic aspects, these aspects are what determine the zāwiya’s relation with the Makhzen i.e., the governing institution.

The religious and political structure led the Makhzen to intervene in the zawāyā’s fundamental issues to closely monitor them. The Makhzen’s policy within the religious domain was not only about reconciliation, but it also sought to weaken some zawāyā and initiate conflict between them and others through favoritism. This process led zawāyā to cease negotiation and move to conflict at intervals and to subside ongoing situations at others, thus, making zāwiya an inextricable subordinate to the Makhzen ideology.